أحمد بلحاف - المرحلة الحالية في اليمن جد حسّاسة والتدخل الخارجي(الاماراتي السعودي) يتصدر المشهد السياسي والعسكري والرغبة جامحة لديه في رسم شكل الدولة في اليمن وفق مصالحة الخاصة فقط ودون مراعاة لمصالح الشعب ورغباته ، الانسانية بالدرجة الاولى او اي اعتبارات للنظام اليمني ومؤسساته وحكومته اللاشرعية التي أذنت لهم بالدخول لحمايتها من الانقلاب الذي وقع ، عموما لا اريد ان أسهب في المقدمة.
وهنا أود ان اتحدث عن محافظة المهرة التي لم تسلم من التدخلات والتجاوزات السعودية الاماراتية مما جعل بعض وزراء وقيادات ما تُسمى الشرعية ورموزها يتحدثو عن الأمر باعتباره تجاوزا غير مبرر وان ذلك يأتي ضمن الاطماع الخارجية واستغلال ظروف الحرب وضعف الدولة ، اضافة الى الرفض الشعبي الذي تقوده اللجنة المنظمة لاعتصام المهرة، ما يؤكد ان التواجد السعودي يخدم اجندته الخاصه فقط ، ومن وجهة نظري ارى ان ماتسمى بالقيادة الشرعية في واقع الامر تستطيع ايقاف كل ذلك بشخطة قلم غير ان مايبدو ان هناك تواطؤا كبيراً على ابقاء الوضع في حالة من التشرذم الذي ربما يخدم بعض القيادات والقوى الطامعة في الجاه والسلطة.يتزامن ذلك مع توجه لدويلة الامارات التي تعمل على تكوين ميليشياتها ومكونات تعمل تحت توجيهاتها من ابوظبي في المحافظات الجنوبية تحديدا وتدفع بها للانقلاب على شرعية الدولة ومؤسساتها للاتجاه نحو انفصال الجنوب عن دولة اليمن وارتكاب جرائم بحق الانسانية وهذا الأمر بالتاكيد يجعل الامارات وادواتها في وضع المُساءلة القانونية وملاحقة رموزها في المحاكم الدولية دون ادنى شك في حال تفعيل هذا الملف من قبل القيادة الشرعية .
وأُحب الاشارة هنا الى انه في خضم هذه المرحلة تظهر اصوات وهي قليلة جدا في محافظة المهرة وتتحدث عن دولة الجنوب والمكون الانتقالي الاماراتي ..الخ ، انه من غير الحكمة ان تكون المهرة ضمن ذلك التوجّه غير السليم والذي لا يمتلك الشكل القانوني او الشرعي في اتخاذ القرار بذلك ولا سيما ان هناك اجماعاً شعبياً بإرادة محلية يرفض التدخل الخارجي والهيمنة على سيادة الوطن وقراراته ، لا يوجد هناك من ينكر قضية الجنوب فهي قضية عادلة ولكن حلها لن يكون الا تحت سقف الدولة اليمنية الواحدة وذلك ما تؤكده المعطيات على ارض الواقع ، فموقف ابناء الجنوب جميعاً موقف واضح ووطني وثابت وليس هناك من احد تم تخويله للحديث نيابة عن ابناء المحافظات الجنوبية في اليمن ، ابناء الجنوب هم ابناء اليمن وكل المظالم سيتم حلها بالتحاور والتفاهم والاتفاق على شكل الدولة بعيدا عن اي تدخلات خارجية هدفها خلق شرخ في اللحمة اليمنية ونسيجها الاجتماعي ، وكيف لناس ان تقبل بمشروع الانتقالي الاماراتي وهو مكون يستلم توجيهاته من الخارج ..كما ان اي مشروع وطني لا يقوم على سفك دماء الابرياء وتكميم الافواه ومحاربة الرأي والرأي الآخر !!
ان من يتحدث عن اعادة النظام الجنوبي السابق او ما تُسمى دلة الجنوب العربي،التي لاتوجد الا في عقولهم العفنة،وان تكون المهرة جزءاً منه لن يحدث، ثم لننظر بتمعن نحن في شرق اليمن محافظة المهرة بالتحديد بعد عام 1990م كيف حظيت محافظتنا بشيء من الاهتمام الذي لم تحظ به في ظل دولة نظام الرفاق والتي في احدى مراحلها المُرة أممت ممتلكات الناس وصادرت ارواحهم ..،
ولك ان تتخيل عزيزي القارئ ان تلك الجرائم لم يكن سببها إبداء الرأي او معارضة للاحداث ومجرياتها والسلوك المُتّبع حينها فقط ، بل وصل الأمر الى ان الصمت جريمة وعدم التصفيق للباطل ونهجه جريمة كبرى وعلى إثر ذلك تُوجّه تهم العمالة والخيانة تمهيدا لتنفيذ حكم الاعدام (تصور ان يتم معاقبتك على صمتك لانك لم تصفق لعصابات الرفاق) !!
لو تحدثنا عن محافظة المهرة لوجدنا ان الوحدة اليمنية كان لها الفضل الكبير في إعادة التاريخي للمهرة، على الأقل من خلال إعادة التسمية لها (محافظة المهرة) بعد ان كانت مجرد رقم (6) في ظل دولة الجنوب والنظام الشيوعي الذي هضمها كامل حقوقها جاعلاً منها منفى للعقوبات الوظيفية لا غير ، ايضا لم تكن المهرة تمتلك مشاريع طرقات او خدمات عامة ومقارنة بما تحقق للمهرة بعد 1990م نجد ان الوحدة اليمنية انصفتها وغيرها من المحافظات الجنوبية والشرقية كثيراً عن نظام دولة الرفاق ذات التجربة الدموية .
انا هنا لا أبرر للاخفاقات التي رافقت مراحل نظام دولة الوحدة منذ 1990م ، ولكن بالامكان ان يتم تسوية كثير من الامور في الاتجاه نحو تصحيح مسار الوحدة اليمنية التي كانت الهدف الابرز لثورتي سبتمبر واكتوبر وحلم كل يمني وهي الخطوة الناجحة في السير نحو تحقيق الوحدة العربية .
محافظة المهرة هي البوابة الشرقية للجمهورية اليمنية وقلعة من قلاع اليمن الصامدة في وجه اطماع الخارج ومخططاته ، اليوم ابناء هذه المحافظة بكافة قبائلهم وشرائحهم ومكوناتهم وفئاتهم يرسلون للعالم رسالة التعبير عن رأيهم في الرفض القاطع للتدخل الخارجي وذلك عبر الاعتصام السلمي لأبنائها والذي شاهده العالم أجمع وأشاد به الجميع وبذلك عبرت المهرة عن صمود اليمنيين ورغبتهم في التخلص من العدوان الخارجي.والعودة الى جسد الوطن اليمني الواحد.
|