الميثاق نت -

الإثنين, 06-يونيو-2022
أحمد‮ ‬الزبيري -
الهدنة مُددت لأن أمريكا وبريطانيا والنظام السعودي والإماراتي ومعهم الأمم المتحدة أرادوا ذلك، والقيادة السياسية الثورية والوطنية في صنعاء وافقت على مضض لإدراكها أن تحالف العدوان لا يمكن الثقة به، وهدنة الشهرين السابقة تؤكد ذلك وهناك أسباب اخرى مرتبطة بمعاناة‮ ‬شعبنا‮ ‬رغم‮ ‬أن‮ ‬التخفيف‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المعاناة‮ ‬لا‮ ‬يُذكر‮ ‬إذا‮ ‬ما‮ ‬استثنينا‮ ‬دخول‮ ‬سفن‮ ‬المشتقات‮ ‬النفطية‮ ‬بعد‮ ‬صعوبات‮ ‬ومعاناة‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬الهدنة‮ ‬استمرت‮ ‬القرصنة‮ ‬وعدم‮ ‬المبالاة‮ ‬بتصريحات‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮.‬
أما فتح مطار صنعاء أمام رحلات الأردن والقاهرة فلم تبدأ إلا متأخرة لا سيما الرحلة الوحيدة مع انتهاء الهدنة من وإلى مصر.. في بقية الأمور لسنا بحاجة لإعادة الحديث حول الخروقات من زحوفات مرتزقة تحالف العدوان إلى قصف الطيران الحربي والمسيَّر واستمرار استهداف المناطق‮ ‬الحدودية‮ ‬بمحافظة‮ ‬صعدة‮.‬
بعد إعلان المبعوث الأممي تمديد هدنة الشهرين الثانية استعرض تحالف العدوان قوته بقصف طيرانه محافظة الجوف وقصف مرتزقته في البيضاء وذهب ضحية ذلك أطفال ونساء، والبقية تأتي، ويجب أن يكون هناك تعاطٍ حذر مع هذا التحالف الإجرامي لا سيما وأن هناك مؤشرات ومعطيات تنبئ بأن هناك ما يُحضر وواضح بأن هناك محاولات لتوحيد ميليشيات مرتزقة التحالف رغم ما يحصل فيما بينها من تناحرات على الحظوة لدى مشغّليهم النظامين السعودي والإماراتي، وبكل تأكيد أن التفجيرات والاغتيالات والمواجهات مطلوبة من قبل التحالف في المحافظات المحتلة ولكن إذا‮ ‬أراد‮ ‬السعودي‮ ‬والإماراتي‮ ‬توجيههم‮ ‬في‮ ‬المسار‮ ‬الذي‮ ‬يريد‮ ‬سينفذون‮ ‬ما‮ ‬يراد‮ ‬منهم‮.‬
لتمديد الهدنة أُعلنت وعود كثيرة وتمت مناقشة بعضها مثل صرف المرتبات بعد أن دفعوا برئيس ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي للمطالبة بصرف حكومة صنعاء أو ما سماهم بالحوثيين المرتبات من إيراد ميناء الحديدة مع أن اتفاق ستوكهولم ينص على توريد إيرادات الميناء إلى البنك المركزي بالحديدة ويتم إكمال المبلغ من عائدات النفط والغاز وصرف المرتبات لكل موظفي الدولة ولكن منذُ ذلك الاتفاق كل ما تحقق هو المزيد من خنق الشعب اليمني بالحصار وتعميق معاناة الكارثة الإنسانية، ولا نعتقد هذه المرة أن ذلك سيتحقق وإذا تحقق فإنه مؤشر لجدية توجهات‮ ‬الحل‮ ‬السياسي‮ ‬والسلام‮.‬
وعن موضوع فتح الطرقات يمكن القول إن هذه القضية أصبحت واضحة لأبناء الشعب اليمني وبات جلياً من يرى في إغلاق الطرقات غاية تلبي أجندة تحالف العدوان واستخدامها باتجاه تحميل المسؤولية من فُرض عليه هذا الوضع ونقصد الجيش واللجان الشعبية.
الواجب الإنساني والأخلاقي يفترض أن تكون الطرقات مفتوحة لأن هذا يقلل من آثار العدوان ووطأت الحصار على الشعب اليمني كله، وبالنسبة لتعز فقد ظهر فيما لا يدع مجالاً للشك أن إغلاق الطرقات كان برغبة وإرادة التحالف وأن مرتزقة التحالف مستفيدون من هذا الإغلاق، وتقديم مقترحات غير عملية من قبل المرتزقة وتعجيزية يعني أنهم لا يريدون فتحها وهم مستفيدون من الوضع القائم، وإلا لو كانت تهمهم تعز ومعاناة أبنائها لكانوا هم قدموا مقترح فتح الطريقين اللتين تِمكّنا العابرين من أبناء تعز من الوصول إلى وسط المدينة في فترة لا تزيد عن عشر إلى عشرين دقيقة، أما ما يحصل في الطريق الموصلة من عدن إلى تعز عبر طور الباحة وهيجة العبد لا يحتاجون إلى توضيح ما هو واضح لهم وفتح طريق الراهدة - كرش وصولاً إلى عدن هو الحل العملي لإنهاء المعاناة في ذلك الاتجاه، والمطلوب فتح كل الطرقات ليس في تعز وحدها‮ ‬وإنما‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬المحافظات‮ ‬وعلى‮ ‬رأسها‮ ‬طرقات‮ ‬مأرب‮ ‬التي‮ ‬تربط‮ ‬المديرية‮ ‬في‮ ‬المدينة‮ ‬وطريق‮ ‬الضالع‮ - ‬عدن،‮ ‬والطرقات‮ ‬التي‮ ‬تربط‮ ‬مدينة‮ ‬تعز‮ ‬بالساحل‮ ‬الغربي‮ ‬وخاصةً‮ ‬المخا‮.‬
ومع ذلك هناك ارتباط وثيق لهذه الهدنة بمتغيرات الوضع الإقليمي والدولي، وإلى اين هذا التغيير سيتجه.. والأمور كلها نتركها لمشيئة الله ولا ننتظر إلا رحمته لإنصاف الشعب المظلوم وعودة السلام إلى كل ربوع اليمن.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62445.htm