أحمد عبدالرحمن - كل قوة تستمد شرعيتها ومشروعيتها وأحقيتها من قوتها وغلبتها..مآلها السقوط!
ذلك أنه "ما من قوة على الأرض دامت إلى الأبد"!
كما أنه "لا منتصر إلى الأبد.. ولا مهزوم في المقابل"
وفي المحصلة "لا احتلال إلى مالانهاية" أيضاً!
وهو ما يدركه جيداً كل احتلال وأكثر من يدرك هذه المسلَّمة الآن هو الكيان المحتل والغاصب لفلسطين..
بدا ذلك واضحاً من خلال ما أسماه بـ"مسيرة الأعلام" وما سبقها ورافقها من حالة استنفار وتحشيد وتجييش ولا نتيجة لها غير أنها عززت قناعة هذا الكيان بلا شرعية وبالقدر نفسه كشفت مدى تخبطه وحجم رعبه وأظهرته عارياً هزيلاً فاقداً للحيلة.. لا شرعية تغطي عورته..ولا قوة يمكنها فعل ذلك وإن كانت أقوى قوة في العالم..حيث لا شرعية أقوى من شرعية الشعوب صاحبة الحق وصاحبة الشرعية والمشروعية ومالكة الارض والسيادة ومانحة الشرعية والسلطة وهو هنا الشعب الفلسطيني وحده ومعه شعوب الأمة.
فلا القوة ولا القتل ولا التهجير ولا الاستيطان ولا البسط ولا التسييج ولا التسوير ولا الحصار ولا الاعتقال ولا الاعتراف العالمي ولا الدولي ولا الإقليمي ولا التطبيع ولا تواطؤ البعض ولا تسليم البعض الآخر ولا مشاريع التطييف ولا التقسيم ولا التفريق ولا التفتيت ولا اتفاقيات السلام الأحادية ولا اتفاقات الهدنة ولا السلاح ولا الدولار ولا كل ما سبق قد شرعن وجودكم واحتلالكم ولا بإمكانه منحكم أو حكمكم أي شرعية من أي نوع كان.
وتريدون ذلك من مسيرة أعلام؟!!
كل احتلال إلى رحيل.. وكل طغيان إلى زوال.. وكل قوة إلى وهن.. طال الوقت أو قصر.. وكما رحل آخر جندي بريطاني محتل من عدن اليمنية بعد 128 عاماً من الاحتلال.. سيرحل آخر جندي إسرائيلي محتل من فلسطين.. وهكذا رحل وسيرحل كل محتل وسقط وسيسقط كل مغتصب.
هذا ما يقوله التاريخ وتقوله الجغرافيا وتقوله الشعوب أيضاً.
في النهاية.. كل من توهم في لحظة غرور عابرة وتراءى له أنه الأقوى والأصلب وذهب به ظنه البائس إلى الاعتقاد بكونه أقوى حتى من الشعب.. لن يكتشف أنه واهم فحسب بل وفوق ذلك أيضاً أنه أحمق وغبي وجاهل لا يعرف معنى القوة ولا يعي حقيقة الشعب..
وهذا ما يخبرنا به التاريخ ويسوق لنا الكثير من الشواهد البعيدة والقريبة عن مآلات جميع المحتلين ومصائر كل الطغاة.
|