الميثاق نت -

الإثنين, 06-يونيو-2022
رجاء‮ ‬الفضلي‮ ‬ -
الخميس الماضي أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندوبرغ التوصل لاتفاق تجديد الهدنة الإنسانية والعسكرية لشهرين إضافيين ، وهذا الإعلان مهم جداً ليس للفرقاء السياسيين فحسب وإنما لليمنيين جميعاً ، كونه سيعزز لدى الفرقاء - إن كانوا يستشعرون مسئولياتهم تجاه الوطن والشعب - التوجه الجاد والمسئول نحو حل سياسي مستديم يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين ، من خلال الجلوس على طاولة الحوار بمسئولية ووضع الحلول والمعالجات لكل القضايا العالقة والمتوقعة والخروج من هذا الوضع المأساوي والكارثي الذي انعكس على حياة المواطن اليمني ، الذي‮ ‬يحلم‮ ‬بتجاوزه‮ ‬والعيش‮ ‬بأمن‮ ‬وأمان‮ ‬وسلام‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬اشكال‮ ‬الصراعات‮ ‬والحروب‮.‬
لا بد لهذا العدوان وما صاحبه من اقتتال بين اليمنيين أن ينتهي وتضع الحرب أوزارها ونحن في العام الثامن منها ، فاليمنيون جميعاً يحلمون بهذا اليوم الذي يتنفسون فيه الصعداء ،ويجتمع الفرقاء على كلمة سواء تحت لواء الوطن الواحد الكبير، والتوجه معاً صوب بناء دولة مدنية‮ ‬تعددية‮ ‬ديمقراطية‮ ‬حديثة‮ ‬تحقق‮ ‬للشعب‮ ‬كل‮ ‬آماله‮ ‬وطموحاته‮.‬
هذا ما يطمح إليه اليمنيون ، ويكذب أي طرف من الأطراف إن توقع أو فكر مجرد التفكير أنه سيتمكن من إدارة شئون البلاد والعباد منفرداً بعيداً عن شراكة بقية الأطراف ، أو حتى فرض رؤاه وتوجهاته بعيداً عما يريده الشعب وما يطمح إليه.
نعم.. مرت ثمان سنوات على هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه في اليمن شماله وجنوبه ، شرقه وغربه ، وتمكنت الأطراف خلالها من فرض توجهاتها في المناطق التي تسيطر عليها ، وهي التوجهات التي لن نقول إلا أن الحرب والعدوان هما الدافع وراء فرضها بكل اشكالاتها وسلبياتها وتأثيراتها على الحياة المعيشية للمواطنين ، وينبغي اليوم ونحن ندخل الشهرين الآخرين من الهدنة أن يعتبر الفرقاء من كل ما حدث ويعيدوا قراءة توجهاتهم وتصحيحها بما يتفق مع ما يريده الشعب وما يطمح في الوصول إليه.
ومن يقول إنه لا سبيل ولا حل إلا بمواصلة الحرب فهو يكذب على نفسه وعلى الشعب ، كون ذلك لن يقود طرفاً من الأطراف للوصول إلى اهدافه وإنما سيؤدي إلى قتل المزيد من اليمنيين إضافة إلى زيادة المعاناة الشعبية أكثر مما هي عليه حالياً ، وبالتالي لن يتمكن من تحقيق أي هدف‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬الأهداف‮ .. ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬يجب‮ ‬على‮ ‬الفرقاء‮ ‬وضعه‮ ‬في‮ ‬الاعتبار‮ ‬إن‮ ‬كانوا‮ ‬يستشعرون‮ - ‬وكما‮ ‬قلت‮ ‬سابقاً‮ - ‬مسئولياتهم‮ ‬تجاه‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮.‬
ما يهم اليمنيين اليوم مع تمديد الهدنة أن يتم تنفيذ كل بنودها وترسيخ عناصرها بكل الصدق والمسئولية والابتعاد عن كل ما يؤججها من ارتكاب خروقات وما شابهها من افعال استفزازية ، وأن يتحمل كل طرف مسئولياته خدمة للوطن والشعب في الأول والأخير.
ندرك أن هناك اشكالات قد تحدث عند التقاء الأطراف على طاولة الحوار ، ولكن من السهل تجاوزها إن صدقت النوايا وتنازل الجميع لما فيه المصلحة الوطنية العليا..، ومعها سيدرك الشعب أن كل الأطراف تعمل من أجل حقن دماء اليمنيين ومن أجل الوطن الذي يجمع اليمنيين تحت كلمة‮ ‬سواء‮.‬
فليجعل الفرقاء هذه الهدنة بوابة حقيقية لإنهاء الصراعات والحروب ، وليعمل الشعب كل الشعب معهم ليتوصلوا إلى وضع المعالجات لكل القضايا محل البحث والنقاش ،وبما يقود إلى حل سياسي مستديم يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين.
فعلى كل الأطراف إن كانوا حقاً يعملون من أجل الوطن والشعب كما يدَّعون أن لا يخيبوا آمال الجماهير الشعبية ويعملوا جميعا لانهاء الاقتتال الداخلي وكل صور العدوان الخارجي ، والتوصل لحل جامع وشامل يكون الوطن هو المنتصر فيه.

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:51 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62462.htm