الميثاق نت -

الخميس, 16-يونيو-2022
طه‮ ‬العامري -
من نافل القول أن الوحدة الوطنية العربية الفلسطينية أصبحت ضرورة حتمية وهي القاعدة الأساسية ونقطة إنطلاق نحو تحرير فلسطين ومواجهة العدو(الصهيوني) وتوحشه الاستيطاني وتعطشه اللامحدود لسفك الدم العربي الفلسطيني ضارباً عرض الحائط بكل القرارات الدولية والإدانات التي لم تنقذ أحداً في فلسطين لا الأرض ولا الإنسان فمنذ قرابة قرن من الزمن وهذا الشعب يواجه إرهاب الصهاينة من إرهاب المنظمات الصهيونية التي مهدت لإعلان الكيان المحتل إلى إرهاب العصابات الإستيطانية التي تمهد لحكومة الاحتلال مصادرة المزيد من الأراضي العربية وتهجير أصحابها وهدم البيوت على رؤوس سكانها في واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي تمارسها آخر قوى احتلال استيطاني بعد أن تطهر العالم من كل قوى الاحتلال باستثناء الاحتلال الصهيوني الذي يواصل عربدته بحق الشعب العربي في فلسطين وبحق كل الأمة العربية بما فيها تلك‮ ‬التي‮ ‬توهمت‮ ‬أن‮ (‬التطبيع‮ ‬مع‮ ‬العدو‮) ‬من‮ ‬شأنه‮ ‬أن‮ ‬ينجيها‮ ‬من‮ ‬مؤامراته‮ ‬واطماعه‮ ‬وهم‮ ‬بهذا‮ ‬واهمون‮ ‬فالتطبيع‮ ‬مع‮ ‬هذا‮ ‬العدو‮ ‬الاستيطاني‮ ‬رهان‮ ‬خاسر‮ ‬يتماهى‮ ‬مع‮ ‬من‮ ‬يراهن‮ ‬على‮ ‬توبة‮ ‬إبليس‮..‬؟‮!‬
قد تكون مهمة تحرير فلسطين مهمة قومية عربية وواجب كل نظام عربي وكل مواطن عربي، لكن تبقى (الوحدة الوطنية الفلسطينية) غاية وهدف وحجر الزاوية في مهمة التحرير، ويبقى الواجب والمفترض أن تعيد الفصائل الوطنية الفلسطينية مواقفها من بعضها وان تعيد ترتيب صفوفها ومواقفها وحساباتها وان تلتقي مع نفسها ومع تطلعات شعبها في نطاق وحدة وطنية جامعة وصادقة تسقط معها كل الحسابات السياسية والحزبية والذاتية، وحدة تنكر وتتنكر لكل ما هو ذاتي وكل ما هو حزبي وعصبوي ومن ثم العمل على إيجاد برنامج وطني شامل وجامع خالٍ من كل المؤثرات التي قد تحول دون إنجاز الوحدة الفصائلية ودون توحيد القدرات العسكرية والسياسية في مواجهة الاحتلال الذي يستغل التمزق الداخلي الفلسطيني لتجزئة القضية وتجزئة المواجهة وتفتيت القدرات وإصرار العدو على تجزئية القضية إلى ملفات متفرقة بهدف إطالة معاناة الشعب وتفتيت قدراته على طريق التنكر لحقوقه التي أقرتها القوانين الدولية والشرعية الدولية ومتصل بها أكثر من 320 قراراً دولياً جميعها صادرة عن المنظمات الدولية منذ بداية النكبة قبل 74 عاماً وحتى اليوم وكل هذه القرارات ضرب بها الكيان الصهيوني عرض الحائط بدعم وتشجيع ورعاية من‮ ‬الولايات‮ ‬المتحدة‮ ‬الأمريكية‮ ‬وعواصم‮ ‬الترويكا‮ ‬الاستعمارية‮ ‬وبتواطؤ‮ ‬وتخاذل‮ ‬بعض‮ ‬الأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬الواقعة‮ ‬تحت‮ ‬سطوة‮ ‬ونفوذ‮ ‬أمريكا‮ ‬ودول‮ ‬الترويكا‮ ‬الاستعمارية‮..!!‬
إن الوضع العربي الفلسطيني يستدعي اليوم وبإلحاح وحدة وطنية صادقة ومتينة وعصية على الانكسار، وحدة يصطف تحت ظلالها كل أبناء فلسطين داخل فلسطين وخارجها وتجتمع تحت راية فلسطين كل الطاقات والقدرات المادية والمعنوية وتتوحد الكلمة مع البندقية، وحدة تختفي فيها كل الرايات‮ ‬الحزبية‮ ‬والفصائلية‮ ‬وترفع‮ ‬راية‮ ‬واحدة‮ ‬لا‮ ‬سواها‮ ‬هي‮ ‬راية‮ ‬أو‮ (‬علم‮ ‬فلسطين‮) ‬الذي‮ ‬أثبتت‮ ‬الايام‮ ‬والمواجهة‮ ‬مع‮ ‬العدو‮ ‬أنه‮ ‬جزءا‮ ‬من‮ ‬السلاح‮ ‬الذي‮ ‬يرعب‮ ‬الكيان‮ ‬المحتل‮ ‬واجهزته‮.. ‬
ندرك يقيناً أن لا مكان للخيانة في القاموس الفلسطيني، وندرك أن هناك أدواراً متبادلة بين الفصائل، وكل فصيل يؤدي دوره ويقوم بواجبه في مواجهة المحتل وكل على طريقته، لكن هذا الوضع لم يعد مجدياً في هذه المرحلة التي آن فيها العمل بصورة جمعية وان الوحدة صارت ضرورة حتمية في مواجهة عدو استيطاني قذر تلاعب بكل القرارات والاتفاقيات والمساومات ويسعى إلى تجزئة القضية والحقوق وتجزير ملفاتها عبر فصل الداخل عن الخارج وتقسيم الداخل إلى عدة ملفات فاصلاً القدس عن غزة وغزة عن الضفة والضفة عنهما جميعاً وفصل الجميع عن الداخل الفلسطيني‮ ‬بل‮ ‬وعزل‮ ‬الأحياء‮ ‬العربية‮ ‬عن‮ ‬بعضها‮ ‬داخل‮ ‬المدينة‮ ‬والمخيم‮ ‬الواحد‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62495.htm