حاورتها: نادية صالح: - قالت الممثلة الدرامية "منى الأصبحي" إن الدراما والأعمال الفنية اليمنية عموماً تحتاج إلى تطوير الممثلين والشركات والقنوات الداعمة للأفكار الفنية، بالإضافة إلى وجود جهات مختصة للمعالجة الدرامية للقصة والسيناريو والفكرة بحد ذاتها تليها الفكرة واللمسة الفنية للعمل.
وأشارت إلى الحاجة الملحة لدور السينما في اليمن، حتى تسنح الفرصة للشركات الخاصة بعمل أعمال منافسة لبعضها ومن ثم الترويج لهذه الاعمال عربياً، بما يعزز الانتشار ويضمن المنافسة وتحسين وتجويد الإنتاج.
وتحدثت الأصبحي في حوار مع "صحيفة »الميثاق« عن بداية رحلتها وتجربتها مع الفن وعن الدراما اليمنية بشكل عام، وما قدمته من أدوار فنية مؤخراً وعلى رأسها "مسلسل ربيع المخا".
كما تحدثت عما يتعرض له المبدع اليمني من إهمال، وابرز القضايا الفنية الدرامية والمعالجات الاجتماعية والإبداعية تجدونها في طي الحوار التالي:
* كيف كانت بداية المشوار لمنى الأصبحي في مجال التمثيل؟
بداية مشواري الفني كان بالمسرح حيث اني شاركت منذ الطفولة في مسرح المدرسة الباكستانية وانا في عمر 4 سنوات حصلت على المركز الاول في مسرحية صغيرة مدرسية ومن ثم في العديد من الاوبريتات الوطنية وكان آخرها أوبريت فتى الأقصى بحضور النواب العرب .
أما المشوار التلفزيوني والسينمائي كانت بالصدفة عندما كنت مع اختي سحر في مسلسل "الوصية" فاحتاج المخرج القدير الاستاذ مجاهد السريحي حينها إلى ممثلة لتمثيل دور ثانوي وأديته ونجحت في ذلك والحمد لله وحينها كان عمري 15 عاماً ومن بعدها توالت الاعمال ولا أنسى الاستاذ القدير ووالدي العزيز عبدالعزيز الحرازي والذي كان له الفضل بعد الله في صقل موهبتي واكتشافي اكثر في عدد من أعماله التي أخرجها، وكذلك الشكر موصول لقناة السعيدة الفضائية والتي كان لها دور كبير في انطلاقتي الفنية.
* ما تعريف الفنان الحقيقي لمنى الاصبحي؟
تعريف الفنان الحقيقي بالنسبة لي هو أولاً ان يكون مزهرية أخلاق قبل أن يكون فناناً، لان عدم الاخلاق تنقل صورة خاطئة للأجيال وللمجتمع يليها الموهبة والاحساس ومن ثم الدراسة والتأهيل والانضباط، وأن أي محاولة لتجريد الفن والفنان من طابعه الإنساني إنما هي نوع من اللهو الفارغ، والفنان الحقيقي هو ذلك المختلف المؤمن بفنه ورسالته الفنية.
* قدمت الفنانة منى الأصبحي الكثير من الادوار... ما الدور الذي قامت به منى وكانت تشعر معه بأكبر قدر من الراحة؟
حقيقةً، إنني حتر الآن أحببت ادواري كلها، ولكن دور "نجمة" في مسلسل "ربيع المخا" أحسست فيه أني اختلفت جدا من حيث الاداء والقوة والثبات.. يليه دور زينب في "الحب والثأر"، ودور بدرية في مسلسل "أشواق وأشواك"
* لو تحدثنا عن آخر الأعمال الفنية.. كان ظهورك مميزاً في مسلسل ربيع المخا.. كيف تصفين هذه التجربة؟ وماذا اضافت في رصيدها، خصوصاً وان المسلسل سلط الضوء على مدينة وميناء عريق يغفلها الكثير؟
مسلسل "ربيع المخا" بالنسبة لي نقلة نوعية وأضاف نكهه جديدة لم يلتفت إليها أحد من قبل بمعنى دائماً ما سلطنا الضوء على المشاكل الأسرية أكثر والاجتماعية عدا بعض المسلسلات مثل "سيف بن ذي يزن" الذي لم يكن بالمطلوب، وكان اغلب الطاقم غير يمني والإمام الشوكاني الذي لم نكمله ...والحقيقة إن مسلسل "ربيع المخا" مسلسل هادف أعاد لليمني مجده الغابر لان أجيالنا بحاجة لمعرفة التاريخ حتى يفخر بنفسه، وبالنسبة لرصيد "منى الأصبحي" أقولها بصراحة إن هذه التجربة في "ربيع المخا" قد أضافة لي الكثير لأني لم أمثل من قبل المرأة القوية المكافحة الصبورة الحكيمة، وأن هناك نوع من الصعوبة في البداية لان الممثل عندما يمثل مع ممثل آخر من نفس الوتيرة فهو يرفع معه الرصيد والحمد لله رفعت وتيرتي مع نجمين جديدين ...بالإضافة إلى أني أديت دوري بكل هدوء وبقلب محب لوطني ومحب للشخصية وتقمصت لدرجة شعرت فيها بأني فعلاً أعيش في تلك الحقبة الزمنية التاريخية.
* من وجهه نظرك ماذا تحتاج الدراما اليمنية حتى تصل الى مستوى المنافسة داخليا وخارجياً؟
نحتاج اولاً إلى دور للسينما حتى تسنح الفرصة للشركات الخاصة للقيام بأعمال منافسة لبعضها، ومن ثم الترويج لهذه الاعمال محلياً وعربياً.. بالإضافة إلى مكاتب "كاستينج" لتأهيل وتدريب الفنان ومعرفة سيرته المهنية والذاتية وصقل موهبته وتقديمها إلى تلك الشركات وبحاجة إلى معهد عالي معتمد لدراسة التمثيل، بالإضافة إلى أن الدراما اليمنية في الوقت الراهن تعاني بالإضافة إلى أزماتها القديمة، أزمة في الأفكار في النصوص الدرامية، »ومعاناة موضوعاتها من خواء من الداخل، وطريقة إنتاجها كعدم وجود تحديد دقيق لعوامل التقييم من حيث الخبرة والكفاءة، وغياب النقد والتقييم الحقيقي الذي يسمح بمراكمة النجاحات وتجاوز العثرات كمشكلات رافقت الدراما اليمنية طوال مسيرتها..
* هل تلعب وسائل الاعلام عامة دوراً في صعود أو هبوط مستوى الدراما اليمنية؟
للإعلام دور كبير طبعاً في الدراما اليمنية ولا ننسى دور السوشيال ميديا الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من الاعلام الحاضر، لأن الإعلام قديماً تشكل بعده أشكال يرأسها الصحافة وغيرها ولكن الآن لعبت نهضة وثورة التكنولوجيا من النت ومواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في تحقيق الانتشار ليس فقط للأعمال الدرامية بل لكل الأعمال الفنية والثقافية والأدبية وغيرها.
* من وجهه نظر منى الاصبحي كيف يمكن تطوير الدراما اليمنية؟
من وجهه نظري تطوير الدراما يبدأ بتطوير الممثلين وتطوير الشركات والقنوات الداعمة للأفكار بالإضافة إلى وجود جهات مختصة للمعالجة الدرامية للقصة والسيناريو والفكرة بحد ذاتها، يليها الفكرة واللمسة الفنية للعمل، كما أن من المهم أن يكون الجو متاحًا ومهيئاً ، من ناحية نفسية ومادية، اجتماعية، ثقافية، وأشياء كثيرة، بالإضافة إلى وجود شركات إنتاج تقدم أعمالاً متواصلة ليصقل الفنان خبرته، والإجمال فالدراما اليمنية كما أسلفت تحتاج لمراكز و معاهد تأهيل عامة لكوادر العمل الدرامي المختلفة: تمثيل، إخراج، مونتاج، تصوير، ديكور، كتابة سيناريو.
* برأيك هل توجد أزمة دراما.. أم أزمة دراميين.. أم أزمة كتاب ونصوص، وهل تعدد اللهجات تعد عائقاً للدراما اليمنية؟
برأيي أن اللهجة لا تعد عائقاً لأننا مجتمع متعدد اللهجات وانا كممثلة لابد لي أن أتقن اللهجات اليمنية وليس هناك أزمة دراما وانما "دراميون" عندهم احساس للدور الذي يقدم لهم وليس للمادة فقط، وبالفعل هنالك أزمة كتابة للنص والسيناريو لأن الأفكار موجودة ولكن من يصقلها بكتابة مبنية للنور بالرغم من وجود بعض الكتاب الممتازين.
* ما أجمل الاعمال التي قدمتها منى من وجهة نظرك ؟
أجمل الاعمال لي كما ذكرت لك كلها ولكن كنت بانتظار شخصية "بدرية" في الجزء الثاني من مسلسل "اشواق واشواك" ويليه شخصية نجمة في مسلسل "ربيع المخا" وشخصية زينب في "الحب والثأر" وشخصية "أروى" في مسلسل "خلف الشمس"، هذه الشخصيات أجد نفسي فيها أكثر من غيرها.
* لاشك ان هناك اهمالاً للممثلين وربما الاهمال يطال كل المحسوبين على الحياة الثقافية في بلادنا، برأيك ما ابرز المشاكل التي تواجه الممثل والمثقف اليمني؟
أكبر مشكلة يواجهها الفنان والممثل في جميع مجالات الفن عدم التقدير والإهمال ومعاملة الفنان كسلعة رخيصة حتى لو له خبرة 35 أو 40 سنة ، حيث تتم معاملة الممثل الجديد افضل من الأقدم ليس على أنه مبدع، أو الخبرة، إنما من اجل السوشيال ميديا وتأثيرها في إظهار شخص حتى وأن كان مبتدئاً، واحيان كثيرة تلعب الوساطة ودور المروجين للأعمال هي من تقرر كيفية التعامل مع هذا الممثل أو ذاك، بالإضافة إلى غياب دور المرتبات وتوقفها، حيث إنها كانت تحل مشكلة كبيرة للكثير من الممثلين والمبدعين، زد على ذلك عدم وجود تأمينات صحية أو سكن حتى لو مجرد شقة يستطيع الفنان والمبدع اليمني أن يشعر من خلالها أنه محط اهتمام ويتمكن من الإبداع أكثر وأكثر خصوصاً في ظل أمان نفسي من جهة المسكن والصحة والتكاليف الحياتية .
* الفنان كثيراً ما يحمل همّ المجتمع وقضايا في أعماله، ما رسالتك التي توجهينها لليمن واليمنيين؟
رسالتي لليمن واضحة بلدي الحبيب بلدي الطيب والرائع اقول لها ربي يحميك.. أما لليمنيين، فأقول أشكر كل جمهوري الذي دعمني ويدعمني في مواقع التواصل الاجتماعي والمتابعين لي بالرغم من أن هناك بعض السلبيين الذين ينظرون للممثل بنظرة دنيوية فأقول لهم افتحوا عيونكم للمستقبل، وتطلعوا إلى تقدم الحضارات بالعلم والاحترام وعدم سوء الظن بالآخرين واحترامهم، احترمونا كما تحترمون أي فنان عربي مصري أو سوري او لبناني، احترمونا كما تحترمون الفنانين الأجانب، لأن تقديمنا لهذه الاعمال المفروض أقرب للواقع المعيش والمعبرة عن حضارتنا وقيمنا، ملتزمين فيها بالمصداقية وتكون فعلاً قريبة للإحساس وتعالج الكثير من القضايا المجتمعية.
* كلمة أخيرة..
أشكركم في صحيفة »الميثاق« لإتاحتها فرصة الإطلالة على جمهورنا من خلالها ومناقشة ما نواجهه كأشخاص وما تواجهه الدراما اليمنية بشكل عام.
|