إبراهيم ناصر الجرفي - من حق كل مواطن يمني أن يُعبر عن كل آرائه الفكرية والسياسية الإيجابية ، ومن حقه أن يرسم صورة إيجابية عمن يرتبط بهم ، سياسياً ، أو اجتماعياً ، أو فكرياً ، بحسب وجهة نظره ، ومن الزاوية التي ينظر من خلالها إلى الأحداث والمتغيرات.. ومن حق كل باحث عن الحقيقة ، وعن الموضوعية ، وعن المصداقية ، أن يُحلِّق في سماء المعرفة والبحث ، وينظر إلى كل الأحداث والمتغيرات من كل الزوايا ، متحرراً من التعصبات المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصرية ، ومتحرراً من ضغوط المصالح الوقتية ، والمنافع الآنية ، ومن حقه أن يشرح أفكاره ويوضحها بشكل إيجابي ومنطقي وعقلاني وسلمي ، بعيداً عن سياسة الترهيب والعنف والإكراه ..!!
وبالنسبه لي فإنني وجدت الإعتدال والوسطية ، والمدنية ، والسلمية ، والحضارية ، والتقدمية، في المنهجية السياسية والفكرية لحزب المؤتمر ، ووجدت فيها الخير كل الخير لكل أبناء اليمن ، والسلام كل السلام لكل أبناء اليمن ، والمستقبل الأفضل لكل أبناء اليمن ، ووجدت فيها النظرة المتوازنة لكل جوانب الحياة ، ووجدت فيها التحرر من كل التعصبات البغيضة ، مذهبيةً كانت ، أو طائفية ، أو عنصرية ، أو مناطقية، ووجدت فيها القبول بالآخر ، واحترام الآخر ، والقبول بالتعدد والتنوع ، ووجدت فيها الطريق نحو الشورى والديمقراطية والعدالة والمساواة ، والطريق الآمن نحو التداول السلمي للسلطة ، ووجدت فيها المشروع القابل للبناء والتقدم والنهضة والتنمية الشاملة ، ومن الطبيعي أن تكون هناك بعض السلبيات التي رافقت مسيرة المؤتمر ، لكن تظل الإيجابيات خلال تلك الفترة هي السائدة ، والواقع خير شاهد ، وتظل تجربة المؤتمر هي الرائدة وهي المتميزة في المشهد السياسي اليمني..
وهكذا منهجية سياسية وفكرية ، وجدت أنها تنسجم تمام الانسجام مع منهجي الفكري والسياسي ، وتتفق تمام الاتفاق مع تنشئتي الدينية ، والثقافية ، والاجتماعية المتوازنة والمعتدلة ، التي تحترم الجميع ، وتحب الخير للجميع ، وتنظر الى الجميع بنظرة واحدة متساوية ، وترفض كل الرفض صور التمييز العنصري والسلالي والعرقي ، وترى حقوق وحريات الإنسان من الأمور المقدسة ، وفقاً لكل الشرائع السماوية ، والتشريعات الأرضية.. ومن أجل ذلك كله كان ، ولايزال ، وسيظل المنهج السياسي والفكري لحزب المؤتمر ، هو المنهج الذي تطابق تمام التطابق مع توجهاتي الفكرية والسياسية والوطنية ، فالقضية بالنسبة لي قضية قناعات وثوابت ، وليست قضية مصالح أو منافع متبدلة ومتغيرة ، لذلك سأظل وفياً لتلك القناعات ، التي أؤمن بها ، والتي نشأت عليها ، مع احترامي لأفكار الآخرين وتوجهاتهم وقناعاتهم ، فالاختلاف والتعدد والتنوع سُنة من سنن الله تعالى في هذا الكون ، ولن تجد لسنة الله تحويلاً ، ولن تجد لها تبديلاً ، ولن تستطيع أي قوة بشرية في هذا العالم ، مهما كانت تمتلك من قوة ، أن تقف أمام سنن الله تعالى ، وأن تجلب البشر على فكر واحد ، ومنهج واحد ، ورأي واحد.
لذلك علينا أن نقبل بالتعدد والتنوع ، وأن نقبل ببعض ، ونحترم بعض ، ونتعايش مع بعض ، رغم اختلافاتنا الدينية أو الحضارية ، ورغم تعدد توجهاتنا السياسية والفكرية ، وأن نجعل من هذا التعدد ، والتنوع ، والاختلاف ميداناً للتنافس الايجابي ، وللإثراء الثقافي ، والفكري ، والحضاري ، وطريقاً نحو بناء بيئة سياسية حضارية قابلة لتعدد والتنوع.. وتظل الحزبية بالنسبة لي وسيلة وليست غاية ، وسيلة للتنافس الإيجابي في خدمة الوطن ، وأنا أكتب وأعبر عن رأيي لست منتظراً من أحد جزاء ولا شكوراً، فقط مسألة قناعات ومبادئ وإيصال رسالة خير للجميع.
|