راسل القرشي - * تُعد المسئولية من القيم الحية التي ينبغي على من يتحملها أن يتمتع بصفات النزاهة والشرف والثقة والاعتزاز بالنفس والقدرة على مواجهة كل التحديات التي تقف عائقاً أمام ممارسته مهامه وواجباته والتزاماته ،متسلحاً بالقانون دون سواه.
ليست المسئولية تجاوز القوانين واللوائح المنظمة وتحويل هذه المؤسسة الوطنية أو تلك إلى ملكية خاصة يسيّرها هذا أو ذاك كيف يشاء ، وإنما هي أمانة في الأول والأخير أُسندت لمن يتحملها ليثبت هل هو عند مستوى تحملها أم لا؟.
اليوم هناك الكثير من المسئولين الذين حولوا الوزارات والمؤسسات والهيئات الوطنية إلى وسيلة للربح والتكسب بعيداً عن المصلحة الوطنية وما ينفع الناس ، وهو ما تسبب في تدهورها وساهم إلى حد كبير في بروز الظواهر المسيئة التي انعكست سلباً على الوطن ومصالحه العليا وعلى الحياة المعيشية للمواطن.!
وظفوا مسئولياتهم ومهامهم الوطنية لخدمة مصالحهم الضيقة على حساب القانون وسلطة الدولة.!!
إن من يتأمل حال الكثير إن لم نقل كل مؤسسات الدولة سيجد أن الحزبية والمحسوبية والمحاباة والشللية والعنصرية تسيّدت، وكل ذلك بسبب انعدام النزاهة والشرف عند من يتحمل مسئولية هذه الجهة أو تلك ، وهو ما أصبح المواطن يلمسه بوضوح.!!
* الأستاذ شوقي أحمد هائل قال في تغريدة له قبل أيام إن "التقصير في تحمل المسئولية خيانة" ، وكان صادقاً فيما قاله ، خاصة إذا تأملنا الواقع وما يشهده من تدهور للحياة على كافة المستويات.
لم يقل شوقي هائل ذلك من فراغ ،وإنما من قراءة واقعية لحال الكثير من المناطق اليمنية ،ومنها مدينة تعز التي تشهد حالة من اللاأمن واللااستقرار ، أثرت بشكل مباشر على طبيعة الحياة المجتمعية ومعيشة المواطنين وسلامتهم.
كل ذلك كشف عن انعدام روح المسئولية لدى من يتحملها أو يتقلدها ، وعدم أدائه واجباته ومهامه بالصورة التي تعكس نزاهته وامانته وقدرته على تجاوز كل الاشكالات الماثلة والمتوقعة.
إن ما يحدث في مدينة تعز وغيرها من المناطق هو نتيجة التقصير في تحمل المسئولية ،والتهاون في تنفيذ القوانين المنظمة ، وقد يكون السبب في ذلك إما المصلحة الضيقة التي تحكم وتسيّر هذا المسئول أو ذاك وإما التسويف في انجاز المهام في وقتها وحينها.
أداء وتحمل المسئولية يتطلب البعد كلياً عن جميع مظاهر السلبية ومحاسبة كل المقصرين، والإيمان القطعي بأن المسئولية لا تعني سوى خدمة الناس وحماية مصالحهم وإعلاء سلطة النظام والقانون بكل صدق وأمانة واخلاص.
ومن هنا نؤكد ما قاله الأستاذ شوقي هائل من أن المقصرين في تحمل مسئولياتهم خونة ولا ينبغي لهم الاستمرار في أداء مهامهم إن كانت هناك سلطة تحترم نفسها وتعي مسئولياتها وواجباتها تجاه وطنها وشعبها.
|