محمود ياسين - يجب ان يظل المؤتمر الشعبي العام، حزباً وتياراً سياسياً فاعلاً.. لا يجدر بنا الاحتفاء بتداعيات او مايشير لتداعيات كيان سياسي بحجم المؤتمر ،إنه أيقونة التجربة التعددية بكل أخطائها وإنجازاتها ،وهو أكثر الأحزاب تجسيداً للشخصية اليمنية بكل ماهي عليه من ارتجال ومزاج قبلي جهوي في إدارة الأمور بالتسويات والمراضاة .
المؤتمر بقدر مايعني الجهوية فهو يعني الوحدة أيضاً، الحزب الحاكم لكن مع الهامش الديمقراطي الذي كان .
لن تعود التعددية التي كانت بنسختها وتجربتها الأخيرة على المدى المنظور لكن ليس علينا التخلي عن ادوات تلك التجربة ولو على سبيل الاحتفاظ بعناصر بداية جديدة قد نحظى بها وتتسع للجميع ولو بصورة اقل حتى من الهامش الذي لم يحصل على رضانا المتطلب والمثالي .
يجب ان يظل المؤتمر بالنسبة حتى للإصلاح، وهي ذاتها حاجتنا لبقاء الإصلاح حزبا سياسيا اشبه بخشبة هائلة وعائمة ، بقاء المؤتمر مهم لنا نحن الذين لا نزال نثق في ان بوسع السياسة انجاز ماأخفقت فيه الحرب.. مقرات المؤتمر في صنعاء وبياناته واجتماعاته مهمة بالنسبة حتى لسلطة انصار الله في صنعاء .
من الخطأ محو عناصر تجربة لم تكتمل دون بدائل من أي نوع ،اتحدث عن بدائل التجربة السياسية التي نريد وليس عن بدائل للصراع العنيف بأدوات عسكرية استنسخت من أحزاب ، فالأحزاب تكف عن كونها أحزابا طالما قررت التحول لمعسكرات ،سمها ماشئت لكنها ليست أحزابا وقد تقدم لك أي ما تتوقعه لكن لا تتوقع منها حراكا سياسيا .
الأحزاب انجاز اجتماعي وهي ملك للمجتمع وليس لقياداتها .
تحتاج بلادنا بقاء الورشات الصغيرة التي تنتج ساسة بمقاس قدراتنا وحاجتنا حتى لإدارة الصراع بأدوات سياسية .
الأحزاب بديل انتماء وطني متجاوز للانتماءات الطائفية والمناطقية، شكل من إفصاح متقدم وبأدوات متقدمة تجعل من الصراع تدافعاً بشروط عادلة ولو نسبياً.
أن تظل الأحزاب التي كانت أحزاباً ولا تتحول لفصائل عسكرية فذلك مهم للغاية .
وعندما نلتقط جنوحاً للمؤتمر صوب الخارج سنضع أمامه عبارة نقتطعها من الميثاق الوطني:
الولاء الوطني مبدأ شريف ،لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية أياً كان شكلها او نوعها.
|