الميثاق نت - قسم التحقيقات : - في الوقت الذي تسعى الأمم المتحدة ودول تحالف العدوان لتمديد الهدنة في اليمن التي بدأ سيرانها منذ مطلع أبريل الماضي وتنتهي في الـ2 من أغسطس المقبل إلا أن حكومة الإنقاذ الوطني لها رأي آخر في هذا الشأن ولعل مضامين البيان الصادر عن المجلس السياسي الاعلى أشار إلى المحددات والنقاط التي يمكن الالتقاء حولها لبناء الثقة مع الأمم المتحدة ودول التحالف المهيمنة على قرار مجلس العليمي قبل الشروع بتمديد الهدنة..
بيان المجلس كان واضحاً في هذا الشأن والذي أكد رفضه تمديد الهدنة لستة أشهر قادمة، بسبب أن الطرف الآخر لم يلتزم ببنودها، مشيرا إلى أن هذا الأمر مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال، ولا يمكن تكرارها في المستقبل ، وأشار المجلس إلى أنّ التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي لليمن، تمثل "الإعاقة الكبرى للسلام في اليمن"..
البيان أكد أيضاً أنّ السلام في اليمن يتطلب "إرادة واضحة وجادة واستعداد عملي من قبل دول العدوان لاحترام سيادة واستقلال اليمن، والانخراط بشكل عملي في وقف العدوان، ورفع الحصار، وإنهاء الاحتلال، إضافة إلى أي شكل من أشكال التواجد العسكري في بلادنا، إلى جانب معالجة كل آثار وتداعيات الحرب، وفي مقدمة ذلك الإفراج عن الأسرى، وإعادة الإعمار والتعويض وجبر الأضرار"..وأعرب البيان عن أنّ "كل هذه مؤشرات تنعدم معها أي مصداقية في أي حديث أميركي أو سعودي عن موضوع السلام، وتؤكد أنّ الولايات المتحدة ليست في صدد تعديل سلوكها تجاه اليمن والمنطقة ككل، مما يجعل من زيارة الرئيس الأميركي محل إدانة وشجب ورفض لدى الشعب اليمني وكل أحرار الأمة" .
تحركات دولية
يأتي هذا عقب اختتام أعمال ما سميت قمة جدة للتنمية والأمن، التي انطلقت مطلع الأسبوع الماضي في السعودية، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، وكل من مصر والأردن والعراق يصفها مراقبون بأنها ولدت ميتة علاوة على التصريحات التي أطلقها زعماء خليجيون أكدوا فيها أن الاجتماع الأخير ليس موجها لأحد -في الإشارة إلى إيران.. ولعل الاستقبال الفاتر الذي حظي به الرئيس الأمريكي جو بايدن فى السعودية كان رسالة قوية من الرياض لواشنطن بعد تصريحات بايدن الحادة حيال السعودية من قبل ، وكان ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات وسلطنة عُمان أجروا محادثات افتراضية لمناقشة تمديد الهدنة، ومن المتوقع أن يبدأ المبعوث الأمريكي لليمن تيموثي ليندركينج زيارة للمنطقة بالتوازي مع تحركات يقوم بها المبعوث الاممى لليمن هانس جوندنبرغ لإحراز تقدم من شأنه تمديد الهدنة لستة أشهر قادمة .
التزام وطنى
الأستاذ/ أحمد العلي وزير الدولة بحكومة الإنقاذ الوطني أكد ان قيادة ما يسمى بمجلس القيادة المعين من السعودية هي أداة ومنفذ لمخططات الهيمنة والتقسيم ونهب ثروات الوطن ولعل التجاهل من قبل دول العدوان خير دليل على ذلك ، مشيرا الى ان القيادة الشرعية لليمن ممثلة بالمجلس السياسي الاعلى التزمت مسار الدفاع عن اليمن ومصالحها دون تفريط ..وتابع بالقول: " دون شك فإن مواقف قيادتنا الثورية والسياسية تميزت بالواقعية الحريصة على وقف العدوان وفك الحصار وتخفيف الآثار الناتجة عن اكثر من سبع سنوات من الجرائم التي ارتكبتها دول العدوان بحق شعبنا ووطننا على مرأى ومسمع من العالم للأسف..واشار العلي الى انه "دون تنفيذ كافة بنود الهدنة يؤكد المجلس عدم الالتزام بتجديدها باعتبار ان مصالح شعبنا وأمنه واستقراره اكبر من هدنة لا تنفذ بنودها " ..وقال: ان ذلك " يؤدي فقط إلى تدفق نفط المنطقة إلى أوروبا وامريكا وهذه حالة لن يقبل باستمرارها شعبنا اطلاقا ".
نقاط الحل
المحلل السياسي اليمني / طالب الحسني قال إنه يجب علينا التركيز على التصريحات السياسية والعسكرية الصادرة من العاصمة اليمنية صنعاء فما يقوله المسئولون السياسيون هناك " فيما يتعلق بكيف تنظر اليمن للسلام تم تحديد 4 نقاط فى الخارطة..وهي أولا إيقاف العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف السعودي الأمريكي بما في ذلك دعم الأدوات التابعة للتحالف في المحافظات الجنوبية وبعض الشرقية.. ثانيا رفع الحصار بشكل شامل عن اليمن.. ثالثا سحب القوات الاجنبية السعودية والاماراتية والامريكية المتواجدة في جنوب اليمن..
رابعا دفع التعويضات وإعادة إعمار البنية التحتية التي تضررت بفعل العمليات العسكرية العدوانية..مشيرا الى "ان هذه الخارطة لا يمكن أن يضعها سوى طرف مننتصر وقادر على مواصلة الحرب دون تقديم اي تنازلات ومن بينها فتح طاولة مفاوضات (يمنية-يمنية) كما تتصور الادارة الامريكية ومثلما اشار محمد بن سلمان ،وأضاف: "الملاحظ أن هذا الاخير بات يتبرأ من التحالف الذي كان إلى وقت قريب يتفاخر به ويعتبرها " حربه " فمن أين جاء هذا التنصل عن الحرب في اليمن إذا لم تكن من الهزيمة الكبيرة والمذلة للتحالف الذي تقوده السعودية منذ 2015م وبدعم عسكري مفتوح امريكي واوروبي ؟!
موقف واضح
الصحفي والمحلل السياسي / محمود المغربي يرى أن الهدنة كانت أثقل وأصعب وأكثر ضررا على المواطن والوطن من سنوات الحرب.. ويعزو المغربى ذلك لـ "كونها لم تلب أبسط ما كان يطمح إليه أبناء الشعب اليمني والقيادة الثورية من هذه الهدنة".. مشيرا الى ان " القيادة باتت مؤمنة بعدم جدوى تمديد الهدنة بصيغتها وشكلها الحالي" ..وقال: انه وحتى إذا التزم العدو بتنفيذ كافة بنودها التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي دأب العدو على ذر الرماد في العيون والانتظار إلى الأيام الأخيرة للهدنة ليسمح برحلة أو اثنتين من مطار صنعاء واطلاق بعض السفن النفطية والحديث بإيجابية عن باقي البنود كما يفعل في هذه الأيام فهذا يجزئ الحل.. وتابع المغربي: " يدرك الجميع بما ذلك المجلس السياسي الأعلى ورئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام وحديثه عن هذا الأمر قبل أيام كان واضحا ووضع النقاط على الحروف كما أن بيان المجلس السياسي الأعلى استهجن الحديث عن تفاهمات حول تمديد الهدنة".. وأكد أن الهدنة التي لم يلتزم طرف العدوان بتنفيذ بنودها، مثلت تجربة صادمة ومخيبة للآمال ولا يمكن تكرارها في المستقبل، مع الاستعداد الدائم لتعزيز أي جهود تتسم بالمصداقية وتقود على نحو مضمون إلى معالجات حقيقية وعملية في الجانبين الإنساني والاقتصادي.
كسرالمعادلة
كما أن السلام في اليمن يتطلب إرادة واضحة وجادة واستعدادا عمليا من قبل دول العدوان لاحترام سيادة واستقلال اليمن والانخراط بشكل عملي في وقف العدوان ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال وأي شكل من أشكال التواجد العسكري في اليمن إلى جانب معالجة كل آثار وتداعيات الحرب وفي مقدمة ذلك الإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار والتعويض وجبر الأضرار وحق الشعب اليمني الكامل في مواصلة النضال واتخاذ الإجراءات والخيارات التي تضمن هذا الحق غير منقوص ورفض الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال.
واختتم المغربى حديثة معتقدا " أن كل المؤشرات تدل على عدم الثقة بما يطرح العدو والأمم المتحدة وأن خيار الخروج من هذا الوضع وكسر الإطار واالمعادلة التي يحاول العدو فرضها علينا من خلال الهدنة قد اتخذ..ولن يكون هناك تمديد للهدنة إلا بشروط تلبي طموحات أبناء الشعب اليمني وتقود إلى وقف كامل للعدوان وفك الحصار وإعادة الإعمار، مالم فكل الخيارات مطروحة وما بعد الهدنة لن يكون كما قبل.. وعلى الباغي تدور الدوائر".
|