حاورتها/نادية صالح - قالت الممثلة الدرامية "مسار محمد" إن الدراما والأعمال الفنية اليمنية عموماً تحتاج الى إرادة سياسية تمنح الثقافة حقها من استحقاقات الدعم والمساندة، اضافة الى تحفيز المجتمع المدني والقطاع الخاص نحو الاشتغال على المشاريع الثقافية والاستثمار فيها.
وأشارت الفنانة مسار محمد الى دور الإعلام في التوعية والتثقيف بأهمية الفنون في حياة المجتمعات، وهنالك شكوى تبدو مزمنة من غياب دور فاعل ومؤثر للإعلام في بلادنا لصالح كل ما هو ثقافي وفني..
وتحدثت في حوار مع صحيفة »الميثاق« عن بداية رحلتها وتجربتها مع الفن وعن الدراما اليمنية بشكل عام، وما قدمته من أدوار فنية مؤخراً وعلى رأسها "مسلسل ربيع المخا".
كما تحدثت عما يتعرض المبدع اليمني من إهمال وابرز القضايا الفنية الدرامية والمعالجات الاجتماعية والإبداعية تجدونها طيّ الحوار التالي:
* كيف كانت بداية المشوار لمسار محمد في مجال التمثيل؟
- انا الآن في بداية المشوار ولدي مشاركات متواضعة في عملين دارميين تلفزيونيين هما (صرخة وطن) و(ربيع المخا) لكن قبل ذلك، لي مشاركات في أعمال مسرحية تم عرضها على خشبة المسرح في المركز الثقافي بصنعاء بالإضافة الى مشاركات في قنوات مهتمة بإنتاج أفلام قصيرة على اليوتيوب. وأحب ان أشير الى انه ما كان لي ان احقق هذه البدايات البسيطة لولا دعم عائلتي واسرتي وتحديداً والدي حفظه الله واطال في عمره، فقد شجعني على هذه التجربة.
* كيف ترى مسار الدور الذي قدمته في مسلسل (ربيع المخا)؟
- في ربيع المخا كنت أؤدي دور المرأة المثالية التي لا تطمع في مال او جاه او سلطة في العائلة التي وصلت اليها، مقابل امرأة اخرى كان كل همها هو كيف تستحوذ على الكثير من اموال العائلة الغنية التي وصلت ايضاً اليها وتطمح وتصر على ممارسة دور شرير بين صفوف هذه العائلة.
وفي الحقيقة كان ينبغي للدور الذي قدمته ان يأخذ فسحة أطول في احداث وسيناريو المسلسل.. لقد كان الدور قصيراً جداً ومع ذلك أحببته كثيراً.
* من وجهه نظرك ماذا تحتاج الدراما اليمنية حتى تصل إلى مستوى المنافسة داخلياً وخارجياً ؟
- لا ادري ما الذي بمقدور تجربة في بداياتها ان تتحدث عن هموم واحتياجات وتطلعات الدراما في اليمن ،لكن اعتقد ان الثقافة والفنون ومنها البصرية والأدائية كالدراما والسينما وغيرها تحتاج الى إرادة سياسية تمنح الثقافة حقها من استحقاقات الدعم والمساندة، اضافة الى تحفيز المجتمع المدني والقطاع الخاص نحو الاشتغال على المشاريع الثقافية والاستثمار فيها، هذا من جانب ومن جانب آخر، ينبغي ان تتخلص الدراما اليمنية من نمطية ارتباطها بالموسم الرمضاني.. الدراما هي حياة ويجب ان تكون فعلاً مستمراً ومتواصلاً.
* هل تلعب وسائل الاعلام عامة دوراً في صعود أو هبوط مستوى الدراما اليمنية؟
- بالتأكيد الإعلام يلعب دوراً كبيراً في التوعية وفي التثقيف بأهمية الفنون في حياة المجتمعات، وهنالك شكوى تبدو مزمنة من غياب دور فاعل ومؤثر للإعلام في بلادنا لصالح كل ما هو ثقافي وفني.. السياسة هي الأكثر اشتغالاً بالنسبة لمعظم وسائل الإعلام المرئية او المقروءة او المسموعة.
* من وجهة نظرك كيف يمكن تطوير الدراما اليمنية؟
- أولاً علينا ان نشجع المسرح المدرسي بدرجة اساسية، لأنه اذا ما كان هنالك مسرح مدرسي فإننا سنضمن شيئين: الأول هو الوعي بأهمية هذا الفن لدى قطاع واسع من النشء والشباب وهذا قطاع مهم باعتباره عصب المستقبل. الشيء الثاني هو انه سيكون لدينا وفرة في الكادر البشري في قطاع المسرح والسينما والفنون بشكل عام من الجنسين، هذا بالإضافة الى ما ذكرته في اجابتي سلفاً عن سؤالك إذ أشرت الى دور الاستثمار من طرف القطاع الخاص في الثقافة والفنون، بالتزامن مع توجه سياسي يعلي من شأن الثقافة والفنون.
* برأيك هل توجد أزمة دراما.. أم أزمة دراميين.. أم أزمة كتاب ونصوص، وهل تعدد اللهجات تعد عائقاً للدراما اليمنية؟
- في الواقع هناك ازمة تتمثل في غياب النص الدرامي الجيد، هذا ما يقوله المشتغلون في الاخراج الدرامي، وهناك الى حد ما ازمة على صعيد ندرة الكادر الدرامي المتخصص، أعني حملة الشهادات في علوم المسرح والسينما تمثيلاً او اخراجاً. وللأسف معظم المنتسبين للدراما في بلادنا هواة، والقليل جداً هم من سنحت لهم الفرصة لصقل مواهبهم بالتعلم والدراسة في معاهد وجامعات متخصصة عربية خارجية.
* لاشك ان هناك اهمالاً للممثلين وربما الاهمال يطال كل المحسوبين على الحياة الثقافية في بلادنا.. برأيك ما ابرز المشاكل التي تواجه الممثل والمثقف اليمني؟
- هناك اهمال لمفردة ومؤسسة الثقافة والفنون، هذا الإهمال منشأه رسمي وهو مزمن ويواكبه تراجع مخيف في الوعي المجتمعي بأهمية الثقافة والفنون، فهي من الأمور التي لا يزال ينظر اليها بدونية وكأنها مهن فائضة عن الحاجة.
المثقف أو الفنان او الأديب في بلادنا يواجه الفقر وعدم الاهتمام والتقدير.. وما هو منجز الى اليوم هو في تقديري خلاصة مثابرة فردية في مشهد محفوف بالمتاعب.
* الفنان كثيراً ما يحمل همَّ المجتمع وقضايا في أعماله، ما رسالتك التي توجهينها لليمن واليمنيين؟
- أرجو ان يعود السلام الى اليمن واليمنيين، وأن يتوقف العدوان على بلدي وان يستثمر اليمنيون قدرتهم على حل الخلافات في صالح إحلال السلام في بلدهم والعمل التشاركي من أجل البناء والتنمية وإعلاء قيم المواطنة المتساوية والحقوق والحريات والعدالة.
|