الميثاق نت -

الأربعاء, 10-أغسطس-2022
الميثاق نت - توفيق‮ ‬الشرعبي‬ ‬: -
قضايا‮ ‬مهمة‮ ‬تطرح‮ ‬للنقاش‮ ‬على‮ ‬منصات‮ ‬التواصل‮ ‬الاجتماعي‮ ‬سواء‮ ‬على‮ ‬منصات‮ ‬متخصصة‮ ‬أو‮ ‬صفحات‮ ‬خاصة‮ ‬بمن‮ ‬يطرحها‮..‬بعض‮ ‬هذه‮ ‬القضايا‮ ‬عصرية‮ ‬ومواكبة‮ ‬وبحاجة‮ ‬للنقاش‮ ‬لأهميتها‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬الأوطان‮ ‬وخدمة‮ ‬الشعوب‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
في‮ ‬هذه‮ ‬المساحة‮ ‬سنحاول‮ ‬تسليط‮ ‬الضوء‮ ‬على‮ ‬قضية‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬القضايا‮ ‬وكيف‮ ‬تعامل‮ ‬معها‮ ‬المتلقون‮ ‬في‮ ‬تعليقاتهم‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
القضية التي سنتناولها هنا كانت عن »ضعف تنسيق الطلاب في كلية التربية جامعة صنعاء« وقد نشرتها الدكتورة سعاد السبع أستاذ المناهج وطرق التدريس بالكلية على صفحتها في الفيسبوك كوجهة نظر تحت عنوان »فلاش ليس إلا« ..جاء فيها :
»أولى محاضراتي اليوم في كليتي -كلية التربية - صنعاء - الكلية الأم لوزارة التربية والتي تُخرج القيادات للمجتمع وتُعد المعلمين لملايين من الطلبة، اليوم أفاجأ بأن التنسيق فيها ضعيف هذا العام فلم يبلغ بعد 600 طالب بعد أن كان 12 ألف طالب قبل سنوات قليلة.
هناك مؤامرة تسير على قدم وساق لإقفال كلية التربية لمضاعفة انهيار التعليم والمجتمع... وأول دليل عليها لهذا العام أنهم أمروا بتأخير فتح بوابة التنسيق الإلكتروني لها عشرة أيام من بعد فتحه لكل الجامعات والكليات.
‮ ‬والمفروض‮ ‬أن‮ ‬يبدأ‮ ‬التنسيق‮ ‬في‮ ‬التربية‮ ‬قبل‮ ‬كل‮ ‬الكليات‮ ‬لحاجة‮ ‬المجتمع‮ ‬لمخرجاتها‮ ‬ولا‮ ‬سيما‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬التوجه‮ ‬المتزايد‮ ‬نحو‮ ‬فتح‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬المدارس‮ ‬الخاصة‮ ‬والجامعات‮ ‬الأهلية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وللحديث‮ ‬بقية‮ ‬عن‮ ‬أدلة‮ ‬المؤامرات‮ ‬التي‮ ‬تحاك‮ ‬ضد‮ ‬أهم‮ ‬كلية‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ماذا‮ ‬يعني‮ ‬هذا‮ ‬يا‮ ‬قوم؟‮! ‬أين‮ ‬أهل‮ ‬الإيمان‮ ‬والحكمة؟‮!«‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذه القضية مهمة وبحاجة إلى الوقوف أمامها بمسئولية لمعرفة الأسباب وتداعي هذا العزوف من قبل الطلاب عن الالتحاق بالكليات الإنسانية وفي مقدمتها كلبة التربية.. خصوصاً وأن هذا العزوف لايقتصر على جامعة صنعاء وإنما في كثير من الكليات الانسانية في مختلف الجامعات الحكومية‮ ‬والأهلية‮..‬‬‬
وباستعراض التعليقات الهادفة على هذه القضية التي نشرتها الدكتورة سعاد السبع سنخلص إلى مجموعة من الأسباب حيث يقول الأخ محمد علي »ليست مؤامرة ولا شيئاً من هذا، إنما اتجه الطلبة نحو التخصصات الطبية والحاسبات والهندسة والأقسام العلمية، نتيجة الوعي بالمستقبل، تخيل المتقدمين لاختبار الطب هذا العام ثلاثة آلاف طالب في جامعة ذمار فضلاً عن صنعاء، في النظام العام فضلاً عن قسم الموازي، وقسم النفقات الخاصة، وفضلاً عن بقية الجامعات الحكومية والجامعات الخاصة التي تستقبل أضعاف هذا العدد، وبخصوص انخفاض أعداد الإقبال فهو مرتبط بالتسيُّب المدرسي من الصفوف الأولى(وهي مهمة الدولة في فرض التعليم الإجباري المجاني) نتيجة عدة عوامل منها الجو العام للحرب والتشتُّت وانقطاع الرواتب التي أدّت إلى عدم قدرة أولياء الأمور في الصرفة على من يعولون وتدريسهم إلى مستوى التخرج الأخير«..
أما الشاعر محمد الجلبي فقال : »نحن بحاجة الى اعادة النظر في مسألة مخرجات كليات التربية في كل الجامعات لأن مخرجاتها صاروا عبارة عن ملفات مؤرشفة في الخدمة المدنية ليس إلا، وليس الموضوع وليد المرحلة ولكنه قديم جداً.. نحن بحاجة لتوقيف الدراسة في التخصصات التي صارت‮ ‬مخرجاتها‮ ‬مكدسة‮ ‬لأن‮ ‬بعض‮ ‬اصحاب‮ ‬الشهادات‮ ‬قد‮ ‬ماتوا‮ ‬وماحصلوا‮ ‬على‮ ‬وظيفة‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
من‮ ‬جهته‮ ‬أرجع‮ ‬جمال‮ ‬الحداد‮ ‬السبب‮ ‬للظروف‮ ‬التي‮ ‬يمر‮ ‬بها‮ ‬الناس‮ ‬قائلاً‮: »‬هذا‮ ‬يدل‮ ‬على‮ ‬ان‮ ‬الشعب‮ ‬مافيش‮ ‬معه‮ ‬قوت‮ ‬يومه‮ ‬ولا‮ ‬حتى‮ ‬حق‮ ‬المواصلات‮ ‬للدراسة‮ ‬بكلية‮ ‬التربية‮..«‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ولسلمى‮ ‬نهشل‮ ‬رأيها‮ ‬بخصوص‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮ ‬بالقول‮: » ‬لان‮ ‬المدارس‮ ‬والجامعات‮ ‬تنتهك‮ ‬حق‮ ‬المعلم‮ ‬وتعامله‮ ‬بأبشع‮ ‬طريقة‮ ‬والدولة‮ ‬بدون‮ ‬راتب‮ ‬لذلك‮ ‬يدوروا‮ ‬لهم‮ ‬تخصص‮ ‬يلاقوا‮ ‬منه‮ ‬عمل‮ ‬خاص‮..«‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
يقول الدكتور خالد علي مصلح: »في كل مكان عزوف عن كليات التربية.. رجعوا يبحثوا عن كليات مهنية سداً للقمة العيش.. والكثير عزفوا عن التعليم بشكل عام بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة للطالب وعدم استيعاب المخرجات.. تصوروا في كليات التربية بجامعة عدن بعض الأقسام توقفت‮ ‬لعدم‮ ‬وجود‮ ‬طلاب‮ ‬وكانت‮ ‬كلية‮ ‬التربية‮ ‬تعج‮ ‬بمئات‮ ‬الطلاب‮..«!!‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
البعض أشار إلى أن الإقبال كان متدنياً ولم يقتصر على الكليات الإنسانية بل شمل حتى الكليات العلمية.. يقول الأخ ياسر الجبري: »أخبرني أحد الدكاترة في الجامعة أن هذا العام الإقبال ضعيف جداً على التسجيل في مختلف الكليات، حتى كلية الطب التي كان يتقدم للتنافس على مقاعدها‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬10‮ ‬آلاف‮ ‬طالب،‮ ‬لم‮ ‬يصل‮ ‬عددهم‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬العام‮ ‬إلى‮ ‬3500‮ ‬طالب‮ ‬وطالبة،‮ ‬فالإقبال‮ ‬ضعيف‮ ‬على‮ ‬مختلف‮ ‬الكليات‮ ‬وليس‮ ‬على‮ ‬كلية‮ ‬بعينها‮..«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إلى ذلك أشار الأخ أحمد البوسي إلى أن » ابتعاد الطلاب عن التسجيل في كلية التربية الى الكليات الاخرى لانه ليس هناك مستقبل واضح للمدرسين وخاصة بعدما شاهدنا احد دكاترة الجامعة يسوق تاكسي لتغطية نفقات مصروف البيت.. فما بالك بمعلمين المدارس؟!«.
وترى الدكتورة هناء منصورأن »الطالب لما يختار التخصص يفكر بالمستقبل قبل دخوله التخصص، وكلية التربية مع احترامي الشديد اصبحت بلا مستقبل.. مرتبات التربوي قليلة بالنسبة للوزارات الأخرى ولاحوافز ولا اضافي.. الطالب يرى المعلم بلا راتب له ثمان سنوات ولو حصل توظيف‮ ‬فالتوظيف‮ ‬فيها‮ ‬محصور‮ ‬على‮ ‬المتطوعين‮.. ‬هذه‮ ‬هي‮ ‬الحقيقة‮!!«‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وبالنظر لواقع المعلم في بلادنا فمن الطبيعي جداً أن يعزف الطلاب عن الالتحاق بكلية التربية وفقاً لرأي الدكتور فاضل شجاع الذي قال: »مافيش شخص عاقل يقلل من دور مخرجات كلية التربية كأساس في بناء المجتمع وتنميته، لكن عندما نشوف واقع المعلم اليوم وايضاً واقعه من قبل نجده اكثر معاناة في معيشته وفي وضع اقتصادي سيئ جداً و اقل دخل وينعكس ذلك على معاناة شديدة في معيشته.. وبالتالي فعدم اقبال الطلبة على كلية التربية امر طبيعي جداً جداً ولايمكن شخص عاقل ان يدخل كلية مافيها اي ميزة غير الشقاء دون فائدة.. اذا لم يكن هناك مراجعة‮ ‬لوضع‮ ‬المعلم‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬فلن‮ ‬يلتحق‮ ‬فرد‮ ‬بكلية‮ ‬التربية‮ ..‬ونقرأ‮ ‬الفاتحة‮ ‬على‮ ‬اليمن‮..«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ويوافقه الرأي الأخ محمد طاهر قائلاً: »لا مؤامرة ولا شيء، اكيد ان الفطرة السليمة للانسان والطالب الذي يشاهد المدرسين لا يستلمون رواتب الا الشيء الزهيد .. فبالتأكيد لن يدخل كلية التربية لان مصيره سيكون مثل مصيرهم.. فالدراسة الجامعية مرتبطة بشكل كبير بمستقبل الطلاب‮ ‬ووضعهم‮ ‬المعيشي‮«.‬‬‬‬
ولأن هذه القضية لا تقتصر على كلية التربية بجامعة صنعاء بل أصبحت ـ كما يقول الدكتور محمد ابراهيم الصانع ـ »هذه ظاهرة تشهدها العديد من كليات التربية المماثلة، ولابد من تشخيص الاسباب ووضع المعالجات«.
ختاماً‮ ‬نخلص‮ ‬إلى‮ ‬ما‮ ‬خلصت‮ ‬إليه‮ ‬الدكتورة‮ ‬سعاد‮ ‬السبع‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬استعراضها‮ ‬آراء‮ ‬المشاركين‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬القضية‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
حيث نشرت السبع : »الكثير من القراء يُرجعون ضعف الإقبال على كليات التربية إلى انتهاك حقوق المعلم، لا راتب ولا احترام ولا تقدير . يعني أصبحت وظيفة معلم لا تؤكل صاحبها حتى خبزاً ناشفاً ولا تحفظ له كرامته في المجتمع.
وهذه‮ ‬هي‮ ‬أم‮ ‬المصائب‮ ‬فأن‮ ‬يكون‮ ‬المعلم‮ ‬في‮ ‬الدرك‮ ‬الأسفل‮ ‬من‮ ‬المجتمع‮ ‬معناه‮ ‬لا‮ ‬تربية‮ ‬ولا‮ ‬تعليم‮«.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 06:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62737.htm