حاوره / رئيس التحرير -
*خلال شهر أغسطس الحالي يحتفي المؤتمر بمرور 4 عقود على إقرار الميثاق الوطني وقيام المؤتمر.. كيف تنظرون لهذا الحدث الوطني والمؤتمري؟
- أولاً شكرا لاهتمام صحيفتنا »الميثاق« بهذا الحدث مبكراً ولاريب أن شهر اغسطس شهر مؤتمري بامتياز ، فقبل 4 عقود وبالذات في الـ24 من اغسطس 1982م تم عقد المؤتمر العام الاول لإقرار الميثاق الوطني ومن ثم الإعلان عن تأسيس المؤتمر الشعبي العام كآلية تنفيذ مُثُل وقيم الميثاق الوطني..
وهذا حدث كبير وعظيم يتطلب المزيد من تركيز الاضواء عليه حتى يدرك الكثير من اعضاء التنظيم وخاصة بعد 40 عاماً عظمة هذه المناسبة التي كانت البداية الحقيقية التي وضعت حداً لحالة الارتهان السياسي الخارجي وأقرت ميثاقاً وطنياً بعد الاستبيان عليه من قبل الشعب ليؤكد عظمة الاجماع الشعبي العارم مع الميثاق والاصرار على مغادرة الفراغ الكبير والبدء في ولوج مرحلة جديدة في اطار فكر سياسي يمني خالص استفاد من كافة تجارب شعبنا الناجحة..
وفعلاً كان هذا الحدث التاريخي ان هيأ المناخ السياسي والاجتماعي لتحقيق التحول الحضاري الذي كان للمؤتمر ان تحمل مسئولية إنجازه، وامكن له بحمد الله وبفضل كافة القيادات الوطنية الفذة من تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمكن من تطوير الدولة وتحديثها واطلق العنان للمشاركة الشعبية الواسعة، فعَمَّ الامن والاستقرار واطمأن الناس الى ما مثله الميثاق الوطني من وسطية واعتدال ذابت من خلالها التعصبات العمياء وانتهت الصراعات والتطاحنات وتفرغ الشعب لعملية التنمية التي كان لها ان غيرت من وجه اليمن وجعلته يقطع اشواطاً مهمة في عملية البناء الوطني الشامل..
ولذا اعتقد ان خير احتفاء بهذه المناسبة يكمن في اظهار عظمة هذا الانجاز والتوعية بالميثاق الوطني والذي يعد وفقاً لكل المفكرين والسياسيين في اليمن بمثابة الضمانة الحقيقية لبلوغ يمن جديد ديمقراطي موحد ينعم بالأمن والسلم الاجتماعي..
وهذه باتت اليوم تمثل غاية كل يمني يتطلع لتحقيق الخير والازدهار لوطنه وتخليصه من كافة بؤر الصراع والتطاحن.
* اشرتم الى قضية مهمة تتعلق بالتوعية بأسس ومضامين الميثاق الوطني ..في نظركم كيف يمكن تنفيذ مهمة كهذه في اطار تنظيم كبير كالمؤتمر؟
-الفكر هو الاساس الذي يرتكز أي نشاط حزبي من اجل تنفيذه وبلورته الى الواقع، والمؤتمريون اليوم مطالبون بضرورة تفعيل نشاطهم التوعوي من خلال اطاراتهم التنظيمية المختلفة وأرى ان ذلك يتطلب في البداية عملية تدريب لمن سيقومون بمهمة التوعية من خلال اخضاعهم لبرامج تدريبية تهدف الى رفع مهاراتهم في التعرف على كافة التفاصيل المعنية بالميثاق الوطني وربط كل ذلك بكل ما يشهده الوطن من تحولات واحداث وغيرها .. كما ان الوسائل الاعلامية للمؤتمر مطالبة هي الاخري بتنفيذ خطط وبرامج توعوية وفق توجهات قيادة المؤتمر في هذا الجانب وفي اطار مهني يعتمد التشويق وايصال الافكار الميثاقية بسهولة، وبتحقيق هذا سنشعر من يوم لآخر بأننا نعلي من المفاهيم والرؤى الميثاقية وجعل السلوك المؤتمري يتناغم مع الفكر بما يخدم الاهداف والمتطلبات التي وُجد الميثاق الوطني لأجلها انتصاراً للوطن أولاً وأخيراً..
* في هذه المرحلة وكعضو باللجنة العامة للمؤتمر كيف تقيّمون أداء المؤتمر؟
- لاشك أن وجود الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر في صدارة المشهد المؤتمري الراهن قد بعث برسائل تطمين مفادها ان هذا الرجل والذي كان أحد نجوم لجنة الحوار الوطني ومروراً بإقرار الميثاق الوطني وتأسيس المؤتمر الشعبي العام اضافة الى كونه قد شغل لفترة طويلة في مسيرة المؤتمر أميناً مساعداً لقطاع الشؤون التنظيمية وكل ذلك يعني اننا نتمتع بقائد محنك كرجل دولة وتنظيم عاصر كل التحولات الكبري التي خاض غمارها المؤتمر الشعبي العام على مختلف المستويات والجوانب وله من الخبرة والدراية بالشأن المؤتمري ما يمكنه من التعامل المهني المقتدر مع كافة متطلبات العملية التنظيمة التي يحتاجها المؤتمر اليوم في مواجهة العديد من التحديات العاصفة التي يحاول الشيخ ابوراس ومعه قيادة المؤتمر تجاوزها بما يحافظ على المؤتمر ويهيئ له دوراً اكبر بالحياة اليمنية وفي اطار من التحديث والتطوير لأهداف وأساليب نشاطه..
* أشرتم الى التحديث والتطوير.. ما ابرز المتطلبات العاجلة على هذا الصعيد؟
- إذا ما تتبعنا هنا خطة المؤتمر الشعبي العام وبعد احداث ديسمبر المؤسفة سنجد ان الشيخ المناضل ابوراس قد حرص على التعامل بشفافية مع كل الاختلالات والاعتوارات التي تشوب العمل المؤتمري التنظيمي فكان له ان أطلق العنان لقيادة المؤتمر ممثلة باللجنة العامة للعمل على إعداد حزمة من الاصلاحات البنيوية التي هدفت الى تهذيب هيكلية المؤتمر وجعلها اكثر قدرة من حيث الأسس التحديثية على الاستجابة لتحقيق الانجاز المنشود في الاداء التنظيمي وأمكن له في هذا الصدد تقديم الأمانة العامة للمؤتمر بثوب جديد بعيداً عن الترهل الهيكلي اضافة الى ماتم انجازه لتحديث وتطوير معهد الميثاق..
وللأمانة إن اختيار معهد الميثاق كأحدى الأولويات في الاصلاح التنظيمي قد كشف عن رؤية ثاقبة تدرك أهمية التدريب والتأهيل باعتبار الإدارة التنظيمية لا يقتصر تطويرها على تحديث أسسها وانما يرتبط ذلك ايضا بأهمية تدريب اعضاء المؤتمر من قياديين وغيرهم ورفع مهاراتهم في التعامل مع الإدارة التنظيمية، وهذا امر يجعلنا نشعر باطمئنان كبير إلى مستقبل الأداء المؤتمري المسبوق بالتدريب والتأهيل واعتماد الاسلوب العلمي والحرفية الحزبية كأداة لمعالجة مختلف الاختلالات وبعيداً عن الارتجالية والعشوائية..
* من وجهة نظركم ما هي الأنشطة ذات الأهمية البالغة التي يتطلب من معهد الميثاق التعامل معها سريعاً؟
- قلت في معرض حديثي ان الإدارة هي اساس العملية التنظيمية واعتقد ان هذا يعني ان دور معهد الميثاق سوف يركز على البرامج التدريبية في مجال الإدارة التنظيمية وحسب ما سيقوم به المعهد من دراسة للاحتياجات التنظيمية ،واشعر وغيري بارتياح لما قام به المعهد في الآونة الأخيرة من تنفيذ ندوات وحلقات نقاشية ولقاءات تشاورية ومازلنا نتطلع إلى المزيد من هذه الأنشطة..
*على الصعيد الوطني كيف ترون موقف تنظيمنا من مجمل القضايا الوطنية؟
-موقف تنظيمنا موقفاً رائداً وعظيماً ينتصر للوطن والشعب ويواجه مع كل القوى الحية العدوان والحصار وهذا موقف مبدئي وثابت وينسجم مع تاريخ المؤتمر ومع حقائق الميثاق الوطني التي وقفت كثيراً امام العديد من التضحيات العظيمة لشعبنا عبر مختلف مراحله التاريخية وهو ما يجعل من موقف تنظيمنا يعلو كثيرا على المزايدين وصُناع الفتن الذين يحاولون الصيد في المياه العكرة..
* كلمة أخيرة؟
- لا أنسى هنا ان ارفع باسمي مبكراً التهاني والتبريكات لقيادتنا السياسية والتنظيمية العليا بمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس المؤتمر كما أهنئ كل اعضاء المؤتمر واينما كانوا متواجدين في إطار فروعهم على مستوى مختلف التراب اليمني واقول لهم إن هذه المناسبة التاريخية لا بد لنا من التعامل معها بدرجة عالية من الاستشعار بمسئوليتنا التنظيمية والوطنية وأن نجعل منها محطة مهمة نصب من خلالها كل جهودنا التنظيمية من أجل الحفاظ على وحدة وتماسك تنظيمنا وافشال كل المخططات التي تهدف للنيل منه..
وكلنا ثقة بأن كل المؤتمريين بما جُبل به تاريخهم الوطني المشرف من مواقف عظيمة سيواصلون عطاءهم الوطني والتنظيمي بجهد أكبر وحرص بليغ يخدم حاضر ومستقبل وطننا وتنظيمنا..
وشكراً أخي يحيى ولكل زملائك بالميثاق، بل كل إعلاميي المؤتمر والذين يتحملون في هذه المرحلة العصيبة مسئولية تنظيمية ووطنية أكبر.
|