الميثاق نت -

الأربعاء, 17-أغسطس-2022
الميثاق نت - بليغ الحطابي ‬: -
أصبح لزماً على القيادات المؤتمرية الوقوف أمام ما يشوب الأداء المؤتمري وتأثير ذلك على صعيد مختلف الجوانب العملية التنظيمية والسياسية، ومسؤولياته الوطنية تجاه اليمن باعتباره حزباً يمنياً خاصاً في النشأة والفكر والانتماء.
إن من مدلولات الاحتفاء بمرور أربعة عقود من الزمن على تأسيس المؤتمر الشعبي العام تجعل المتابع الحصيف يستحضر كافة الظروف والإرهاصات والتداعيات الخطيرة التي كادت تعصف بالبلاد قبل الـ 24 من اغسطس 1982م، وجاء قيام المؤتمر في هذا التاريخ الوطني والمفصلي ليخرج الوطن‮ ‬من‮ ‬أتون‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬برؤية‮ ‬وطنية‮ ‬ثاقبة‮ ‬استلهمت‮ ‬تماماً‮ ‬واقع‮ ‬شعبنا،‮ ‬وحددت‮ ‬بدقة‮ ‬متطلبات‮ ‬البناء‮ ‬والتطوير‮ ‬والتحديث‮ ‬التي‮ ‬يحتاج‮ ‬إليها‮ ‬الشعب‮ ‬وفجَّر‮ ‬من‮ ‬أجلها‮ ‬الثورة‮ ‬وأقام‮ ‬النظام‮ ‬الجمهوري‮.‬

تحولات‮ ‬كبرى
والتاريخ يعيد نفسه، وها نحن اليوم بحاجة- في ظل هذا الاستحضار للكثير من الإنجازات والتحولات الكبرى التي حققها المؤتمر وعلى مستوى مختلف المجالات السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية وأدواره المهمة في تعزيز المشاركة الشعبية الواسعة في عملية الممارسة الديمقراطية‮ ‬والبناء‮ ‬والتشييد‮ - ‬أن‮ ‬نقارن‮ ‬بين‮ ‬المعطيات‮ ‬والتحديات‮ ‬التي‮ ‬يمر‮ ‬بها‮ ‬الوطن‮ ‬اليوم‮ ‬وبين‮ ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬يعاني‮ ‬منها‮ ‬الوطن‮ ‬قبل‮ ‬أربعة‮ ‬عقود‮.‬

رصيد‮ ‬حافل
وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬المؤتمر‮ ‬الذي‮ ‬يمتلك‮ ‬رصيداً‮ ‬هائلاً‮ ‬في‮ ‬الممارسة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬قادر‮ ‬على‮ ‬ربط‮ ‬الحاضر‮ ‬بكل‮ ‬إشراقاته‮ ‬وإنجازاته‮ ‬المشهود‮ ‬لها‮.‬
إن الاحتفاء بالذكرى الـ(40) هو الوقوف أمام حجم العطاء والإنجاز المؤتمري على مختلف الصعد والمجالات، وهي وقفة تأمل لقراءة التحديات الراهنة التي تواجه المؤتمر، ورفع وتيرة حماس وتفاعل أعضائه وتهيئتهم لخوض غمار مرحلة جديدة تتسم بفاعلية أكبر واستعدادات كبرى قادرة على مواجهة التحديات بالصورة التي تنتصر للأهداف العظيمة التي حققها المؤتمر، وما زال حريصاً على تحقيق تطلعات أكبر للشعب والوطن، وهو إصرار أملته عليه مسؤوليته الوطنية كتنظيم أدار الوطن في أخطر المراحل، واستطاع أن يسير به إلى بر الأمان، وأن يحقق له تطلعاته في‮ ‬الديمقراطية‮ ‬والتنمية‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الإنجازات‮ ‬الملموسة‮ ‬لدى‮ ‬كل‮ ‬مواطن‮.‬

أكبر‮ ‬قوة‮ ‬في‮ ‬الساحة
ورغم الهزات التي تعرض لها المؤتمر الشعبي العام إلا أنه واستناداً إلى مسيرته الحافلة لا يزال أكبر قوة تنظيمية في الساحة الوطنية، وله امتداده على مختلف نواحي الجمهورية، وهذا أمر يتطلب من قنواته الإعلامية والإرشادية إحاطة الوسط المؤتمري العريض بكافة الفصول المهمة والرئيسة في تاريخه المؤتمري، ورصد إنجازاته بحيث يستوعب الملايين من أعضاء المؤتمر دلالات ومعاني الاحتفال بالذكرى التي لا بد أن يتم من خلالها استلهام المثل والقيم الوطنية التي انتصر لها المؤتمر من أجل المصلحة الوطنية العليا، وسخر لها الكثير من جهده ووقته، الأمر الذي مكنه من تحقيق الانتقال بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية »سبتمبر وأكتوبر« إلى مشروع سياسي وفكري وثقافي واقتصادي واجتماعي، أخذ المؤتمر على عاتقه خلال فترة إدارته للسلطة مسؤولية تجسيد كل ذلك على الواقع بروح وطنية عالية متجردة من الأنانية وحب الذات.

محطات‮ ‬مشرقة
وكان في كل محطة من محطاته المشرقة عبر مسيرته يحرص على تطوير برامجه ونشاطاته وعلاقاته.. وهي مناسبة أيضاً لدعوة المؤتمريين فيها إلى الوقوف أمام مختلف محطات مسيرة المؤتمر من اللحظة التي بدأ فيها الزعيم الراحل علي عبدالله صالح يسير باتجاه إيجاد ميثاق وطني، ومروراً‮ ‬بتشكيل‮ ‬لجنة‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني‮ ‬وصياغة‮ ‬مشروع‮ ‬الميثاق‮ ‬الوطني‮ ‬والاستبيان‮ ‬على‮ ‬مُثله‮ ‬ومضامينه‮ ‬ومن‮ ‬ثم‮ ‬إقراره‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الشعب،‮ ‬وانتهاءً‮ ‬بانعقاد‮ ‬المؤتمر‮ ‬العام‮ ‬الأول‮.‬

دلالات‮ ‬المراحل‮ ‬الماضية
كل تلك محطات فيها من الزخم الديمقراطي الحي والفاعل ما يعكس عظمة المؤتمر وتوجهاته وإنجازاته ووسطيته واعتداله، وعلى القيادات الفاعلة في المؤتمر أن تواصل شرح أبعاد ومدلولات تلك المرحلة حتى يدرك الجيل الجديد ماذا تعني، وما الأثر البالغ الذي حققته هذه المحطات من‮ ‬نجاحات‮ ‬ينعم‮ ‬اليمنيون‮ ‬بثمارها‮.‬

تحديات‮ ‬ماثلة
إن التحديات الماثلة أمام المؤتمر الشعبي العام اليوم تحتم على المؤتمريين أن يولوا اهتماماً غير عادي بجانب التحديات الماثلة، وحقيقةً أن كل التطورات والتحولات التي شهدتها الساحة اليمنية وما أفرزته من تداعيات ومخاطر بالإضافة إلى ولوج مرحلة جديدة من مسيرة المؤتمر تمثل جميعها تحديات كبيرة تتطلب من جميع أعضاء المؤتمر الاستعداد الكبير لها والتعامل معها بروح عالية كما هو عهدهم تجاه اليمن في أكثر من مرحلة حساسة كان لهم أن استطاعوا غير مرة تجاوز التحديات والسير نحو المستقبل.

رؤية‮ ‬ثاقبة
فالمؤتمر الذي قام وانبثق من خلال عملية حوارية شاملة قادر على أن يحقق دوراً رئيساً وريادياً في إنجاح عملية الحوار برؤية ثاقبة تستوعب الحاضر والمستقبل، وذلك ليس بالغريب عليه، فهو التنظيم الذي طالما عمل جاهداً على تطوير بناء الدولة اليمنية الحديثة، وكان له أن أحدث نقلات نوعية على الصعد الدستورية والقانونية، وقدم الأنموذج الأمثل الذي اختصر الوقت والمسافات نحو بلوغ مستقبل زاخر لليمن ودولته الحديثة، وها هو اليوم سيناضل مع كل القوى الخيرة من أجل الخروج باليمن مما يعانيه الآن من تكالب اقليمي ودولي عليه، وانقضاض دول‮ ‬التحالف‮ ‬المعادي‮ ‬على‮ ‬مقدراته‮ ‬وامكاناته‮.‬
إن المشهد المؤتمري الراهن يعيش في وضع استعدادات لخوض مرحلة جديدة الجميع يريد فيها عودة المؤتمر الشعبي العام قوياً متراصاً، لكونه الأقدر بالتعاون مع الشخصيات الوطنية على نقل اليمن إلى وضع مغاير لما هو حاصل، فلا بد من الاصطفاف الكبير للمؤتمريين في مواجهة التحدي‮ ‬الراهن‮ ‬الذي‮ ‬يستهدف‮ ‬الوطن‮ ‬ويستهدف‮ ‬تنظيمهم،‮ ‬بل‮ ‬وسعى‮ ‬إلى‮ ‬اجتثاث‮ ‬كوادره‮ ‬ومحو‮ ‬إنجازات‮ ‬المؤتمر،‮ ‬وكان‮ ‬هذا‮ ‬الاصطفاف‮ ‬وسيظل‮ ‬عنواناً‮ ‬عظيماً‮ ‬لانتصار‮ ‬المؤتمريين‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬أحيط‮ ‬بوطنهم‮ ‬وتنظيمهم‮ ‬من‮ ‬مؤامرات‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62772.htm