بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام - - يحتفل المؤتمر الشعبي العام قيادةً وقواعد وأنصاراً وحلفاء بمناسبة مرور أربعة عقود على تأسيسه في الرابع والعشرين من أغسطس 1982م، وهذا بحد ذاته يعطي المناسبة أهميتها التي تختلف عن بقية الأعوام السابقة، كما أنها تأتي في فترة استثنائية يمر بها الوطن وهو يواجه عدواناً شاملاً يشنهُ تحالف دولي للعام الثامن على التوالي..
ولأن المؤتمر الشعبي تنظيم وطني يمني أصيل انبثق من حوار شاركت فيه كل القوى السياسية والاجتماعية على اختلاف تياراتها وتوجهاتها الوطنية والقومية والإسلامية فإن الأساس في هذا إيجاد شرعية سياسية منبثقة من روح الشعب اليمني تجسد تاريخه الحضاري العريق وتعبر عن تطلعاته في الاستقرار والتنمية والوحدة والديمقراطية، التي طالما كانت هدف نضالات وتضحيات حركته الوطنية ضد الجهل والتخلف والاستبداد والاستعمار.
ولأول مرة في تاريخ اليمن المعاصر يتأسس تنظيم يمتلك رؤية فكرية ونظرية جامعة تتمثل في الميثاق الوطني ليكون القاسم المشترك بين كل القوى السياسية في الساحة اليمنية التي كانت تعمل تحت الأرض في ظل تحريم الحزبية التي تم تجاوزها حينها بقيام المؤتمر الشعبي العام.
نحن لا ندَّعي أن المرحلة التي تلت قيام المؤتمر الشعبي كانت مثالية ولا أحد يستطيع أن ينكر أنها كانت مرحلة استقرار وتنمية وبناء في محصلتها تمكن شعبنا من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، التي بغض النظر عن ما هو حاصل اليوم تعد انجازاً عظيماً للمؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، والتي بقدر ما حظيت بترحيب عربي وإسلامي ودولي كبير كان هناك من القوى الإقليمية والدولية من يعتبرها خطراً على مصالحه وعمل على مناصبتها العداء والتآمر عليها بزرع الفتن وتأجيج الصراعات والنفخ في كير النزعات المناطقية والطائفية والمذهبية وافتعال الأزمات لتبرز تحديات ومخاطر في مراحل مختلفة وصولاً إلى الحرب العدوانية الإجرامية القذرة والشاملة المستمرة حتى اليوم من أجل إعادة اليمن إلى ما قبل الثاني والعشرين من مايو، ويتضح لكل ذي عقل ومنذ البداية أن هدف هذا العدوان تدمير اليمن ومنجزاته ومكتسباته وإعادته إلى التشطير والتقسيم والتفتيت، وهو مشروع ما كان لقيادة وأعضاء المؤتمر الذين يجسدون مبادئه وقيمه إلا أن يصطفوا مع كافة أبناء الوطن في وجه هذا العدوان وعلى رأسهم أنصار الله، ونحن على يقين أن النصر لليمن وسيادته ووحدته واستقلاله هو حليف شعبنا المظلوم الصابر الصامد.
وها هو المؤتمر الشعبي العام يعانق اليوم مناسبة تأسيسه الأربعين من مسيرته مع وطنه وشعبه خلالها كانت هناك انجازات ومكاسب.. وتحديات وأخطار لم تكسره بل جعلته أكثر صلابة وحكمة وإدراكاً ووعياً سياسياً وهي تجربة يمكن اختزالها في أن كل ذلك جعل هذا التنظيم الوطني الرائد أكثر نضجاً في رؤيته الوطنية والسياسية المجسدة في مواقفه ودعواته المتجددة إلى وحدة الصف بين كل أبنائه خاصةً بعد أن اتضح للجميع أن العدوان لا يستهدف حزباً أو فئة أو حركة بل اليمن كله أرضاً وإنساناً، وهذا يوجب على كافة أبناء اليمن قراءة المشهد الداخلي والخارجي ومتغيراته وتوحيد جبهتهم في مواجهة العدوان وإدراك أن المصالحة والحوار والتسامي فوق الصغائر والجراح هو طريق الانتصار لهم جميعاً سلماً أو حرباً وهذا يتطلب وعياً يرتقي إلى مستوى ما يمثله اليمن من ماضٍ حضاري عظيم ومستقبل واعد ومشرق لا يمكن أن يبنوه إلا معاً موحدين وهذا ما سيكون بإذن الله.
|