الميثاق نت -

الأربعاء, 24-أغسطس-2022
أ‮.‬د‮/ ‬محمد‮ ‬حسين‮ ‬النظاري‬‬‬‬ -
40 عاماً مضت على تأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من اغسطس 1982م، وفي هذا التاريخ المشهود لدى المؤتمريين عقد المؤتمر العام الأول لإقرار الميثاق الوطني واعقب ذلك الإعلان عن تأسيس المؤتمر الشعبي العام كآلية تطبيقية لقيم الميثاق الوطني..
مثل وجود المؤتمر الشعبي العام في تلك الفترة، تجسيداً لتنظيم يمني لا يتبع ايديولوجية خارجية ككثير من الاحزاب التي كانت عبارة عن فروع للأحزاب الخارجية بكل توجهاتها، ووقتها لم يكن من السهل مجرد التفكير في اقامة كيان يمني جامع لأطياف العمل السياسي اليمني، خاصة‮ ‬لما‮ ‬يمثله‮ ‬المنضوون‮ ‬للأحزاب‮ ‬والتكوينات‮ ‬الخارجية‮ ‬اليسارية‮ ‬أو‮ ‬اليمينية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد جاء الميثاق الوطني جامعاً للطيف السياسي والنقابي والمهني اليمني ، خاصة أنه تم الاستفتاء عليه، بعد تجمع القوى السياسية في لجنة الحوار وعقد المؤتمرات الفرعية في المحافظات لجمع الملاحظات حول مشروع الميثاق الوطني ، حيث أخذت لجنة الحوار بالملاحظات واستوعبتها‮ ‬أثناء‮ ‬عملية‮ ‬الصياغة‮ ‬النهائية‮ ‬لوثيقة‮ ‬الميثاق‮ ‬الوطني‮.. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ان قيام المواطنين بانتخاب مندوبيهم إلى المؤتمر الشعبي العام الأول بانتخاب حر وديمقراطي لينعقد المؤتمر في الـ 22 من أغسطس 1982م، كان الركيزة الاولى لشعبية المؤتمر وأنه جاء من بين جماهير الشعب.. لقد تحمل المؤتمر مسؤولية بناء التنمية وتوطيد الأمن والاستقرار واستكمال الخدمات العامة للمواطنين.. ولم يغفل قضية الوطن الكبرى، حيث ناضل من أجل وحدة اعادة اللحمة الوطنية في كيان واحد، وهو ما حققه مع شريكه الحزب الاشتراكي عندما تغلبوا على كل الصعاب ليتحقق حلم اليمنيين في صبيحة الـ (22) من مايو 1990م ، عندما تم رفع علم الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬وانتهاء‮ ‬التشطير‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬البلد‮ ‬الواحد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد جاء المؤتمر في فترة زمنية جد صعبة، فقد كانت الاغتيالات السياسية في ذروتها وأودت بحياة الرؤساء في شطري الوطن، ولهذا فإن توحيد اليمنيين في الجمهورية العربية اليمنية تحت نظام جامع، كان هو التهيئة الحقيقية لقيام الوحدة اليمنية .
للأسف الشديد البعض من المؤتمريين يرون في التنظيم مجرد مغنم، فإن عمَّه الخير فهو مؤتمري، وان كان العكس فهو مع الموجة، وهؤلاء لن يستمروا طويلاً في الاماكن التي تحولوا اليها، فهي تعرف ان من لم يكن وفياً مع حزبه، لن يكون كذلك مع غيره.
أما المؤتمريو الذين ما زالوا ثابتين على مبادئهم، فهم في حاجة ماسة الى تفعيل نشاطهم التوعوي من خلال اطاراتهم التنظيمية المختلفة ، والعمل بالميثاق الوطني وربط كل ذلك بكل ما يشهده الوطن من تحولات واحداث وغيرها ..
الوسائل الإعلامية للمؤتمر هي الاخرى مطالبة بتفعيل دورها وفق خطط وبرامج توعوية، والابتعاد عن اي مناكفات، فالوطن اليوم في حاجة ماسة للعمل الوطني الرافض لأجندة الخارج، والمنسجم في نفس الوقت مع رغبات المواطنين وتلمس همومهم، خاصة في زمن العدوان والحصار، وان كان المؤتمر يلتقي مع الاطياف السياسية الاخرى في التصدي للعدوان، الا أن حنكته وممارسته للحكم طيلة السنوات الماضية، تجعل له رؤيته الخاصة في كل القضايا الوطنية، والتي من شأنها اعادة الوطن الى ما قبل أحداث ما يسمى بالربيع العربي، التي خربت البلدان العربية وفي مقدمتها‮ ‬بلادنا‮.‬‬‬
نبارك‮ ‬لرئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬ونائبه‮ ‬وكل‮ ‬اعضائه‮ ‬الاحتفال‮ ‬بالذكرى‮ ‬الـ40‮ ‬،‮ ‬وكلنا‮ ‬أمل‮ ‬أن‮ ‬يأتي‮ ‬علينا‮ ‬الاحتفال‮ ‬القادم‮ ‬والوطن‮ ‬في‮ ‬أمن‮ ‬وأمان‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:13 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62815.htm