الميثاق نت -

الأربعاء, 24-أغسطس-2022
سعد‮ ‬محمد‮ ‬الماوري‬‬ -
مثَّل قيام المؤتمرالشعبي العام في24 أغسطس 1984م خارطة طريق لانطلاق يمن جديد يحكم الشعب نفسه بنفسه بعيداً عن لغة القوة اوالانقلابات، وكان ميثاقه الوطني (الدليل الفكري) مشروعاً جامعاً لكل القوى السياسية التي كانت متوارية وراء مشاريع سياسية داخلية واقليمية وخارجية في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي وتغلغل الحركات الاسلامية في أوساط المجتمعات وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمون ومن هنا فقد كانت الساحة اليمنية إحدى الساحات المهمة لتصفية الحسابات الفكرية والايديولوجية ووضعت اليمن بين فكي الرأسمالية والشيوعية وعلى اثر ذلك تشكلت العديد من الجبهات المتناحرة سيما في المناطق الوسطى ومن أهمها الجبهة الاسلامية التي تبناها الأخوان وجناحه في اليمن وحظيت بدعم الدولة والجارة السعودية، وفي الجانب الآخر تشكلت الجبهة الوطنية الديمقراطية تكونت من ابناء الشمال القيادات التي فرت الى عدن في بداية السبعينيات وبعداغتيال الرئيس الحمدي مستغلة دعم النظام الاشتراكي في الجنوب وبعض الاشقاء العرب مثل ليبيا وظلت في تناحر وصراع تارة باسم الشطرين وأخرى باسم الجبهتين ناهيك عن الاغتيالات والانقلابات في الشطرين التي كانت تتم بدعم إقليمي ودولي.. كل هذا جعل من تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر شبه مستحيل وان التناحر بين الشطرين هو السمة الواضحة وكان لابد للقيادتين في الشطرين تجاوز ذلك سيما وان الشعب في الشطرين قد سئم وعودهم..
وكان لزاما ًعليهما اي القيادتين صنع تقارب وتطبيع الأوضاع والعلاقات فكان على قيادة الشمال السير عبر طريقين الأول تطبيع العلاقات مع الحركات الحزبية والسياسية واحتواؤها حيث كانت الأحزاب محرمة في دستور الجمهورية العربية اليمنية.. والثاني هو التقارب السياسي بين الشطرين ولا يتم ذلك إلا بوجود اطار سياسي شبيه بالحزب الاشتراكي الذي يحكم الجنوب فكان من الضرورات إيجاد إطار سياسي في الشمال يحتوي القوى السياسية ويكون اطاراً للتباحث مع الحزب الاشتراكي للحوار بين الشطرين من اجل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية..
ولذلك تم تشكيل لجنة الحوار الوطني من كل القوى الوطنية على الساحة لانجاز الميثاق الوطني العقدالذي اجمعت عليه كل القوى والتيارات الوطنية وتشكيل وعاء جامع تنخرط فيه كل القوى السياسية والحزبية فكان الاختيار على قيام المؤتمر الشعبي العام كمظلة تنضوي تحته جميع القوى والأحزاب السياسية، وكإطار شرعي للحوار مع الحزب الاشتراكي.. ولا سرد كل انجازات المؤتمر في هذا المقال ولكن يمكن القول ان قيام المؤتمر قد حقق أمرين أنهى الانقلابات في الشمال وفتح الباب لمشاركة القوى السياسة في القرار السياسي والعملية الديمقراطية وممارسة الانتخابات على مستوى كل الاطر واصبح الشعب هو من يحكم، اما على الجانب الآخر فقد استطاع مع الحزب الاشتراكي من خلال جولات طويلة من الحوار الوصول إلى توقيع اتفاقية الوحدة واعلان قيام الجمهورية اليمنية في 22مايو1990م.. منجزات عجز عنها من حكموا قبله وستحرج من سيأتون‮ ‬بعده‮..‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62816.htm