أحمد أحمد علي الجابر الاكهومي❊ - في خضم الذكرى الـ40 لتأسيس مؤتمرنا الشعبي العام تتوارد ذكريات الاحداث العابرة مع حركة النضال والعمل الى واقع الناس وتتزاحم وتتكاثر بحيث يصعب على المرء ان يختار ان يكتب عن اي منها وبغض النظر عن كل ما قيل ويقال وسيقال عن المؤتمر الشعبي العام إلا أن الحقائق التي لالبس فيها عن المؤتمر هي :-
اولاً :- أن فكرة المؤتمر الشعبي العام بحد ذاتها في ذلك الوقت، كانت بمثابة ثورة ثالثة - بعد سبتمبر وأكتوبر المجيدتين - لأنها ادخلت على واقعنا اليمني مفاهيم وانماطاً جديدة ممكنة لإحداث تفاهم وقواسم مشتركة بين قوى -من خندق واحد- ولكنها أدمنت على الصراع والاصطراع فيما بينها حتى كادت أن تفقد ذاتها عوضاً عن مكسبها التاريخي في الثورة والجمهورية!!؛ و كان قراراً رائداً تولد من مخاضات أحداث مهولة وضعت الوطن حينها على فوهه بركان خاصة بعد اغتيال وتصفية ثلاثة رؤساء جمهورية خلال اقل من عام، وأحدث نقلة نوعية قادت الأحداث بحكمة ومسؤولية حتى اخرجت اليمن من أخطر الدوامات السياسية القاتلة والمفجعة ..
ثانياً: إن المؤتمر الشعبي العام وبفعل تكوينه في البداية (كإطار جامع لكل القوى في الساحة) أصبح يضم خيرة الكوادر والمؤهلات والكوادر السياسية اليمنية وهو ما يجعله اذا ما وظفت هذه المميزات بشكل جدي التنظيم الرائد والأكثر تاهيلاً لقيادة البلاد لسنوات وربما لعقود قادمة ..
ثالثاً:- إن المؤتمر الشعبي العام واجه ولا يزال يواجه معوقات حقيقيه في مسألة تحوله من (إطار شعبي جامع لاتجاهات عدة من الشعب) الى حزب أكثر انسجاماً وتوافقاً على المستوى التنظيمي بين اعضائه و اكثر انضباطاً في حركته الداخلية والخارجية وتزداد هذه المعضلة تعقيداً بكونه اصبح ملاذاً لكل العناصر والقيادات والكوادر التي تترك احزابها او تفصل منها على اختلاف ألوانها واتجاهاتها ومبادائها، فزادت تركيبته تعقيداً وهو ما يجعل المؤتمر اليوم بحاجة فعلاً الى وقفة تنظيمية جادة تحول كل هذا التنوع الى منطلق إيجابي يعزز من الموقع القيادي الحالي والمستقبلي للمؤتمر الشعبي العام ..
وفي العموم استطيع القول إن الحزب - أي حزب كان- وخاصة في مجتمعات العالم الثالث يتوقف نجاحه وحضوره على كفاءة وحضور قياداته وقدرتها على قيادة مؤسسات الحزب والحكم لتحقيق افضل النتائج والإنجازات وهذا ما توافر للمؤتمر خلال الفترة الماضية وحتى اليوم والذي بفضل قيادته حقق إنجازات مهمة وملموسة لا يمكن نكرانها أو القفز من فوقها ويكفي أن يكون له موقع الريادة في الإنجاز الوحدوي الخالد بقيادة الزعيم الخالد /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق إضافة الى كل ما تحقق من تحولات عظيمة تتحدث عن نفسها في كل ربوع الوطن وكذلك القائد المحافظ الذي حافظ واخرج المؤتمر من ويلات أخيرة من التمزق والشتات صاحب الدور المحوري للصمود القائد المحافظ الشيخ /صادق بن أمين أبوراس والأمين الغازي ..
ولكن ومع كل هذا نقول: إن إعادة بناء هذا الإطار الضخم والمتعدد المشارب ليتمثل كحزب تضبط حركته قواعد وأنظمة ولوائح تنظمية ديمقراطية، ويستفيد بأقصى ما يمكن من الكوادر والكفاءات ذات الوزن الوطني والعلمي والاجتماعي التي يملكها بحاجة الى عمل جدي ومثابر اذا ما اراد تعزيز مكانته القيادية للدولة والمجتمع وتجذيرها لعقود قادمة خاصة وان الساحة -حتى الآن- خالية تماماً من اي منافس وطني حقيقي آخر ..
للأسف الشديد تمكنت بعض القيادات المؤتمرية ذات الولاء والانتماء الضعيف للمؤتمر التي تربعت على قيادة بعض فروع المؤتمر من غرس ثقافة سيئة في العمل التنظيمي منطلقة من فرضية خاطئة وهي أن المؤتمر ليس حزباً عقائدياً وبالتالي فهو ليس بحاجة الى عمل تنظيمي مستمر ومتواصل .. وان العمل التنظيمي يمكن تعزيزه وتكثيفه في الدورات الانتخابية والمناسبات ..
إن تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة التنظيمية المؤتمرية لدى العديد من القيادات التنظيمية لمختلف تكوينات المؤتمر قد جعلها بعيد عن ممارسة العمل التنظيمي الجماهيري الفاعل إضافة الى ضعف النضج السياسي لدى البعض منهم فضلاً عن تناسي البعض الاخر منهم أن المؤتمر الشعبي العام هو الذي اوصلة الى هذا المنصب التنظيمي ..
إن بناء ثقافة الولاء والانتماء التنظيمي للمؤتمر وغرسها في وجدان وسلوكيات اعضاء المؤتمر قيادة وقواعد يشكل مسألة في غاية الأهمية لتعزيز الوحدة التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام وترسيخها ولتعزيز دوره الريادي على الساحة السياسية والوطنية وهذا الأمر يتطلب إعطاء اهتمام متزايد بالشباب وبالتربية التنظيمية والتوعية الفكرية المؤتمرية والوطنية من خلال تنظيم الدورات التأهيلية وحلقات التوعية التثقيفية وتعزيز التواصل التنظيمي بين مختلف تكوينات المؤتمر وانصاره وجماهيره العريضة ..
باعتقادي ان مهمة إعادة البناء التنظيمي يجب ان تكون من أولويات عمل قيادة المؤتمر الشعبي العام وتعتبر من وجهة نظري واحدة من أهم التحديات المستقبلية لهذا (الإطار الواسع) الذي باستثمار امكاناته وقدرات شبابه واعضائه غير المحدودة علمياً وسياسياً واجتماعياً..الخ؛ سيتمكن من التغلب وباقتدار متميز على كل التحديات المحتملة وحتى غير المتوقعة!، التي باعتقادي ليس بغيرها نقطع دابر كل الفتن ونوقف (المتنطعين) عند حدهم ونوقف عبث العابثين بأمن وأمان المواطنين والبلد عموماً ونغلق حنفيات الارتزاق والعمالة للاجنبي ونقضي على طحالب النفاق والتكسب على حساب الوطن ومصالحه العليا..
لا يسعني الا ان اشد على ايدي المؤتمريين المناضلين في كل محافظة من محافظات الجمهورية.. مهنئاً ومباركاً لهم بالذكرى الأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.. سائلاً الله العلي القدير ان يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه مصلحه الوطن وخير المواطن ..
❊ مسؤول شباب المؤتمر بمحافظة عمران
عضو اللجنة الدائمة
|