د. فتحية عبدالله العطاب* - المؤتمر الشعبي العام هو تنظيم تأسس بقيادة علي عبدالله صالح وكثير من القيادات الوطنية والسياسية في 24 أغسطس 1982م. وقد سيطر المؤتمر على الساحة السياسية اليمنية رسمياً حتى عام 2011. وكان يفوز في جميع الانتخابات ويشكّل الحكومة في كل مرة، كما كان يمثله عدد كبير من الفصائل الحضرية والقبلية
في عهد هذا التنظيم الكبير الذي ولد في فترة ظلام دامس ورؤية شبه معدومة، وعندما نقول ان اليمن انتقلت من فترة اللارؤية الى عهد البناء والتنمية والحرية والديمقراطية، فالمرونة السياسية لحزب المؤتمر إزاء كل المواقف وتجاه كل التطورات والأحداث والمتغيرات ما هي إلا تأكيد واقعي على رقي وحضارية المنهج والفكر القائم على التوازن والاعتدال والتوازن الفكري في المنهجية الدينية لحزب المؤتمر كانت الضمانة الكافية لإبعاد قياداته وكوادره عن آفة الإرهاب والتطرف والتشددة..
ولقد أثبتت الأحداث والمتغيرات على الساحة اليمنية أن المؤتمر هو الحزب الوحيد الذي يتسم منهجه السياسي والفكري بسمات المدنية والسلمية والحضارية.
أما بالنسبة للمرأة فلقد حرص المؤتمر على اشراكها من اول لحظة توليه مقاليد الحكم دون تردد ومنحها الثقة وحقها في الوصول الى اعلى المناصب ومشاركة شقيقها الرجل في مسيرة البناء.
كما تبني قرار نظام الكوتا ٣٠٪ ودعمه بقوة، بالإضافة الى فتح المجال امامها لتنشط في كل المجالات، كما أن المؤتمر عمل في كل فروعه لإيجاد مساحة وحيز للقطاع النسائي في كل فرع ومركز ودائرة انتخابية ومديرية ومحافظة وجامعة، وهو تقريباً أول حزب سياسي انتخب المرأة لعضوية اللجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر وكذا أمين عام مساعد، كما أن هناك عشرات النساء يشغلن عضوية اللجنة الدائمة والمحلية على مستوى محافظات ومديريات الجمهورية..
- وقد عمل مخلصاً حتى مكَّن المرأة من اختراق تلك الأعمال والوظائف التي كانت في نظر الرجل حكراً عليه، وصمد في مواجهة القوى التقليدية التي حاربتها بمختلف الوسائل، والتي كانت تُريدها فقط محصورة في أعمال البيت وبعض المهن التقليدية ، وإذا خرجت ليس أكثر من وضع بطاقة الاقتراع في الصندوق الانتخابي لمرشحي تلك الأحزاب، وما دون ذلك تظل كالدمية ، مضطهدة من كل الحقوق التي كفلها لها الشرع وفي مقدمتها التعليم والعمل الذي يتناسب وقدراتها وإمكاناتها، والوقوف مع الرجل ومزاملته في مؤسسات الدولة ومختلف جوانب الحياة العملية والسياسية والاجتماعية.
- لقد انطلق المؤتمر في دعمه للمرأة اليمنية من منظور وطني وديني وإنساني وعصري متقدم، فحصلت على مقاعد وزارية وبرلمانية وفي مجلس الشورى، وإن كانت قليلة، لكنها سجلت حضوراً ومشاركة فيها وكسرت الحاجز الذي كانت تضعه في طريقها القوى التقليدية، كما شغلت المرأة منصب سفير لليمن..
والمؤتمر ساعد المرأة على تأسيس منظمات مجتمع مدني فاعلة، وكذا إنشاء الاتحادات النوعية والنقابات المهنية والجمعيات، ولعل الاتحاد العام لنساء اليمن كواحد من أهم واكبر الاتحادات والنقابات على مستوى اليمن خير شاهد على ذلك، ، ناهيك عن دعمها الكبير في الإقبال على التعليم في الداخل والخارج بمختلف التخصصات وقد حصلت مئات النساء، بل آلاف النساء، على الدرجات العلمية من بكالوريوس وماجستير ودبلوم عالي ودكتوراه ويعملنّ حالياً في مختلف المجالات والميادين كأكاديميات في الجامعات وطبيبات على مستوى عالٍ من الكفاءة وخبيرات في الوزارات وغيرها، كما شغلن مناصب نواب العمداء وعمادة الكليات ونواباً لرؤساء الجامعات. لهذ أرجو الاستفادة من الخبرات والكفاءات العلمية للمرأة المؤتمرية وغير المؤتمرية التي تحقق الريادة والصدارة -غالباً-علمياً وإبداعياً ووظيفياً.
على قيادات المؤتمر وكوادره جعل الذكرى الأربعين لتأسيس المؤتمر تظاهرة وطنية لوحدتهم وتصديهم لما يمس سيادةً اليمن ووحدته وتمسكهم بروح التصالح والسلام وبدورهم في بناء دولة مدنية ينعم فيها الجميع بالحرية والكرامة والحقوق المتساوية دون اقصاء او هيمنة لأحد.
في الأخير نشكر قيادات المؤتمر المخلصة والصابرة، ونرجو من الله ان يوفقهم وعلى رأسهم الشيخ صادق بن امين أبو راس حفظه الله وان يعينهم لمواجهة هذه الظروف الحرجة.
كما نشكر اختنا الأستاذة فاطمة الخطري عضو اللجنة العامة ومسئولة القطاع مثال الوفاء والإخلاص.. ودمتم والوطن بخير ونماء.
❊ مسئولة القطاع النسوي محافظة صعدة عضو اللجنة الدائمة
|