صلاح حيدرة - كل ماهو جميل وإيجابي يضيف لليمن- تأريخاً وشعباً تجربة أكثر إشراقاً يجب أن ننصفها دون تحيز أو محاباة ..وحيث ما وجدت الخطوات الإيجابية يجب أن نشيد بها ونحتذي ونتعلم منها حتى وإن كانت من خصم ...وأينما طغت السلبية يجب أن نتجنبها وننتقدها نقدا إيجابيا يسهم في إنتاج الحلول وتصحيح الخطوات فجميعنا شركاء في هذا الوطن والشريك الإيجابي يقلق من مصير شريكه حال انغمس في السلبية ..هذا درس مجاني نستخلصه من مسيرة أربعة عقود لحزب لم يغالِ فيما أنجزه ولم يتنكر لما اقترفه ...
أنا لست مؤتمري ...لكن فعلاً من المعجبين بهذا الحزب الوطني الذي تكون في الرحم اليمني الوطني ولم يأتِ من خلف الحدود..
لقد حمل المؤتمر الشعبي العام آمال وتطلعات الشعب اليمني لعقود من الزمن رغم ما لحق به من شتات إلا أنه لايزال باكورة العمل السياسي الرائد مفعماً بالأمل لما يتمتع به من وسطية وانتهاجه التعايش مع الجميع والقبول بالآخر .
أربعة عقود مرت منذُ تأسيسه.. لم يصاب بالشيخوخة والانكفاء على نفسه.. كما هو حال العديد من المكونات الحزبية ..
لقد خاض بنا هذا الحزب غمار الديمقراطية الوليدة في خضم الكثير من الصعوبات والظروف التي لم تكن بعد ناضجة لهذه التجربة الوطنية التي خطت معالم اليمن الحديث .
وعلى الرغم من وصفه بالحزب الشعبوي وغير المنظم من قبل خصومه، فإن صحت هذة الميزة فإنها ليست انتقاصاً فيه ولا تقلل من شأنه فإذا كانت هذه الصفة هي التي منحته القوة والثقة والمرونة لمشاركة باقي الأطياف السياسية في السلطة أثناء توليه لها فإنها ميزة حسنة لم تتحلَّ بها بقية الأحزاب التي مارست أبشع أنواع الإقصاء والانانية والتهميش بل وملاحقة منتقديهم ..سواء أكانوا في السلطة أو خارجها
إن التاريخ هو من ينصف المواقف ويحمي الحقيقة..
وما يجعل المرء يحترم هذا الحزب أنه لا يتنصل عن أخطائه ولا من تصرفات أعضائه التي أضرت بالعملية السياسية في مراحل مختلفة من التحولات السياسية التي شهدتها البلاد ..بل يعملون على تقييم مواقفهم وتصحيح رؤاهم ويتقبلون النقد بصدور رحب كما عهدناهم ..
وأعيد وأكرر لستُ عضو في حزب المؤتمر الشعبي العام لكني فخور بكونه حزباً يمنياً أصيلاً يمثل نقطة ضوء باعثة للأمل في الحياة السياسية .. في ظل التحيزات التي تظهرها بعض المكونات السياسية ..والتي تختزل الوطن والوطنية والشعب في أدبياتها وشخوصها ....وللحقيقة عندما نعيد تقييم الواقع اليوم نجد أن المؤتمر الشعبي العام لايزال فتياً وبذات القدر من المرونة ويحمل الهم الوطني ويشارك في كل المحافل بتوجهات وطنية واسعة الأفق لإخراج اليمن من الواقع المرير ..لقد رفض هذا الحزب كافة أشكال التدخل الخارجي في الشأن اليمني مالم يكن عبر النوافذ الدستورية والوطنية والرسمية بما يحفظ وحدة وسيادة واستقلال اليمن ...ولم يقبل في كل الظروف أن يكون مطية للخارج رفضاً رغم الكثير من الضغوط كل أشكال الإخضاع والإبتزاز.. ثابتاً في مواقفه.. معبراً عن ذلك في بياناته ومواقفه إزاء كل الأحداث والتطورات...
لقد أظهر الحزب في مرحلة 11 فبراير 2011م نوعاً من الديمقراطية حينما انقسم على نفسه رافضاً دعوات العنف، داعياً لحوار بين كافة أطياف المجتمع ومصالحة وطنية وتفاوض ندي انتهى إلى قبول الحزب بتغيير نسبي جعل الجميع من موالين وخصوم يرفعون له القبعة لكونه أدرك خطورة المرحلة مقدم مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية ...مناقضاً بذلك تصرفات احزاب رفعت المصالح الضيقة والأحقاد السياسية منوالاً في تعاطيها مع التقلبات التي عصفت بالبلاد..
اليوم يحق للمؤتمر والمؤتمريين أن يفاخروا بحزبهم الكبير ويدافعوا ضد أي توجهات تحاول شيطنته أو اختزاله في خطابات أنانية مشبوهة أو أحداث لا تعبر عن الحزب وأن يضعوا حداً لكل من ينتمي لهذا الحزب العريق ويسعى إلى تشويه تأريخه ومكتسباته المتجذرة في الذاكرة الشعبية والوطنية ..وندعو كل الأحزاب الأخرى أن تتعلم كيف نجا هذا الحزب من كل الضربات التي تلقاها ..
ولا شك أن المراقب لمواقف وسياسة يرى أن تمترسه خلف مبادئه بسياسة اللين والتروي والمسؤولية وبرؤى وطنية مجردة من الأحقاد والمصالح الصيقة هو سر بقائه شامخاً في ظل تهاوي وتآكل خصومه ممن لا يعتبرون من تقلبات السياسة ولا يقيّمون أنفسهم بل يتمترسون خلف أيديولوجيات عصبوية رتيبة ضيقة أوصلتهم حد الإضمحلال وهذا أمر مؤسف لا يسعدنا..
|