الميثاق نت -

الأربعاء, 31-أغسطس-2022
زعفران‮ ‬علي‮ ‬المهنا‮ ‬‬‬‬ -
تبَّاً لختام الاحتفائية لذكري تأسيس المؤتمر الشعبي العام لانها ثقيلة جداً، فهي تدفعني نحو الكتابة عن نهاية اي مرحلة او مناسبة بقوة،برغم إيماني بأن الكتابة ليست دائماً هي الحل الامثل للتعبير عن الحزن ، لانه كلما امتد بنا العمر أصبحنا أكثر عرضة لألم الفقدان‮ ‬والرحيل‮..‬‬‬
لكن مادفعني للكتابة هو أنه عندما يأتي الرحيل نجده يشبه تلك المساحات الساشِعة التي نركض عليها في أحلامنا حفاة الاقدام، ونحن نحاول أن نصل إلى فتحة الضوء التي تبشرنا بالخير، ومحاولة التنفس بعد ذلك الاختناق الذي نال من أرواحنا .
‮ ‬فأصعب‮ ‬أنواع‮ ‬الرحيل‮ ‬هو‮ ‬ذلك‮ ‬النوع‮ ‬الذي‮ ‬يقوم‮ ‬ببطولته‮. ‬فارس‮ ‬ترجل‮.. ‬ولم‮ ‬نهيئ‮ ‬أرواحنا‮ ‬ولم‮ ‬تستوعب‮ ‬عقولنا‮ ‬لفكرة‮ ‬رحيله‮ ‬،‮ ‬وخُيل‮ ‬إلينا‮ ‬أن‮ ‬رحيله‮ ‬هو‮ ‬الفصل‮ ‬الأخير‮ ‬في‮ ‬حياتنا‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لكن بثباتنا المخلوط بالايمان بالله وقدره الحياة تستمر، ولم نتوقف عند تلك اللحظة المرة المرعبة، اللحظة التي لم نقل فيها وداعاً، ولم نلوح بأيادينا ، فرحيله لم نكن نملك القدرة على منعه أو رفضه، فقد أتى كقدرٍ مؤلم، وحوَّل الكون إلى مساحات خاوية، غنى فيها الجميع‮ ‬بوحدة‮ ‬الصوت‮ ‬تعبيراً‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬الالم‮ ‬المفجع‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فواجهنا الرحيل المؤلم بالعمل ليل نهار لنبتعد عن الحنين إلى كل التفاصيل المتعلِقه به ،فنحن نحِنُّ إلى تفاصيل وجهه وصوته وطلته المفضَّلة، نحنّ إلى حواراته ومناقشاته ونشوة ضحكاته عندما يكسب خصومه الى صفه فقد كان بارعاً متميزاً بخصلة كسب الخصوم..
كل هذه التفاصيل حين رحل أصبحت شديدة الوضوح للجميع ، فضاعفنا العمل خصوصاً بعد أن واصل على درب مسيرته الصادق الصدوق الشيخ صادق بن أمين أبو راس وبدأ يعيد ترتيب الاهتزازات داخل أنفسنا فتجد نفسك مرغماً ان تقف أمامه بشموخ ،فهو دليلك للوفاء ولإكمال الطريق بثوابت وطنية‮ ‬فتتغلب‮ ‬على‮ ‬ألمك‮ ‬وحنينك‮ ‬وتتوسع‮ ‬الآفاق‮ ‬لديك‮ ‬وتقدم‮ ‬أقصى‮ ‬ماعندك‮ ‬ليس‮ ‬فقط‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬اليمن‮ ‬التي‮ ‬أنشئ‮ ‬داخلها‮ ‬المؤتمر‮ ‬ليقوم‮ ‬بدوره‮ ‬الوطني‮ ‬التنموي‮ ‬التعليمي‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ومن‮ ‬هنا‮ ‬سوف‮ ‬نتغلب‮ ‬مع‮ ‬الصادق‮ ‬الصدوق‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬على‮ ‬نوبات‮ ‬الألم‮ ‬المخلوطة‮ ‬بالحنين‮ ‬ونقدم‮ ‬برامج‮ ‬التعايش‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬اليمن‮.. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فنَمْ‮ ‬قرير‮ ‬العين‮ ‬ايها‮ ‬الزعيم‮ ‬القائد‮ ‬المؤسس‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬والف‮ ‬رحمة‮ ‬ونورعلى‮ ‬روحك‮ ‬في‮ ‬ذكري‮ ‬التأسيس‮ (‬40‮).‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62881.htm