عبدالإله طاهش - مما يُحسب للمؤتمر انه لم يشهد طوال تاريخه اي صراع دموي داخل اطره التنظيمية والقيادية، كتلك التي شهدها الحزب الاشتراكي في الجنوب وكان ضحيها مئات الآلاف من أبناء اليمن.
وعلى العكس من ذلك،ففي حين كان تأسيس الاشتراكي تدشين حقبة دموية استباحت وشردت كل المخالفين لفكر وتوجه الحزب، ورفض كل رأي معتدل حتى من داخل الحزب نفسه، كانت نتيجة تلك السياسة مذبحة يناير الشهيرة.
فقد كان تأسيس المؤتمر تدشي لاستيعاب كل القوى السياسة بمختلف توجهاتها والفكرية والسياسية، وكانت تلك هي الخطوة الأولى التي ادت الى إعلان التعددية السياسية عام 1990م.
ومما يُحسب للمؤتمر -أيضاً - انه ساهم في تذويب وإزالت الحالة الطائفية والمناطقية التي كانت منتشرة في شمال اليمن آنذاك، والتي زرعها ورسخها حكم الائمة خلال عشرات السنوات.
فتأريخ 24 أغسطس قبل تأسيس المؤتمر، هو ذكرى مؤسفة شهدت فيها صنعاء قبل تأسيس المؤتمر بسنوات معركة دامية بين أبطال فك حصار السبعين عن صنعاء 1968م.
ورغم ان ذلك الصراع بدا ذا طابع ايديولوجي وسياسي على السلطة فقد تحول الى صراع ذي طابع مناطقي وطائفي بين ما كان يسمى أصحاب "مطلع "وأصحاب"منزل"،وكان تأسيس المؤتمر إيذاناً بانتهاء اي صراع من هذا النوع.
على عكس تجربة الاشتراكي بالجنوب الذي وحد القبائل والسلطنات التي كانت تخضع للاحتلال البريطاني، ولكنه رسخ المناطقية بين أبناء الجنوب، وساهم في تأجيجها وصولا ً الى تكتلهم بين فريقي:الزمرة والطغمة، والتي لاتزال آثارها الكارثية الى اليوم.
|