د. عبدالاله العكام - إن احتفالية اليمنيين بالذكرى الأربعينية لتأسيس المؤتمر الشعبي العام تُعد تجذيراً لأواصر العلاقة المتعمقة بين المدنية وهدف التغيير وتحرراً من الطائفية والرجعية وترسيخياً للجمهورية المحفوفة بالمخاطر آنذاك، فاعتمد المؤسسون على قيم ومبادئ تؤازر قيم الجمهورية والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وتضع حداً للاستحواذ وتملك الشعب ومقدراته لحساب طائفة تبتدع الخزعبلات وتسود بالجهل، مغلقة الأبواب موصدة النوافذ تتصدق على الناس من خيراتهم وتلحس عقولهم بأنها من بركة مولانا.
نعم.. إن القيم المكتوبة في الميثاق الوطني لم تلامس الكل وبقى فكراً ناضل من أجله الكثير من النخب الثورية ومؤيدي الجمهورية، ومع ذلك تُعد استمرارية المؤتمر استراتيجية شعبية للتخلص من العبثية الطائفية.
مر المؤتمر الشعبي العام بعدة سلاسل زمنية وبرز بقوة في ظل الوحدة والذي لاقى قبولاً شعبياً شمالاً وجنوباً كمخرج من مآزق التأميم والولاء الجهوي، وهنا برز مصطلح الديمقراطية والذي لم ندرك اهميته الا يومنا هذا لأننا لم نعش الطائفية ولا الجهوية ولم نعش الاحتكار والاستحواذ الاجباري للسلطة.
نحن اليوم نقف بشدة بجانب المؤتمر الشعبي العام حفاظاً على تلك المكاسب سلوكاً وممارسة لمواجهة التحديات القائمة التي يريد البعض محوها فإما بنظرة استحقاق ازلي أو بنزعة البسط والتملك والغاء الآخر بمعتقد البعض منهم وخاصة عند سيئي النية والمتسلقين وبشهوة التسلط والتملك.
إنني أحيي وبقوه نضال الشيخ صادق بن أمين أبو رأس -رئيس المؤتمر- لجهوده الكبيرة في الحفاظ على بقاء واستمرار المؤتمر مخططاً ومحللاً ومنفذا لاستراتيجية البقاء والعطاء بالبقرات العجاف والسنبلات اليابسة، لان من اعتاد على البقرات السمان والسنابل الخضر قد فر خارجاً ليأكل المحصول والحاصل.
|