المستشار/أحمد علي جحاف - ثلاثية مقدسة العرض والمال والنفس، بكل معايير الأديان، وضوابط القيم، والشيم، والقبيلة والاعراف، والاخلاق، من يقترب منهن دمه مباح، وغالباً هو مولود سفاح، أبناء الأصول عندهم ذلك مقدس لا يباح.
سقوط اخلاقي وديني مخيف غير مسبوق، حتى عند أراذل القوم، فكيف أن يكون منهجا وفعلا يمارسه نفر ينتسبون إلى اليمن موطن القبيلة والأخلاق والقيم والشيم.
قنوات فضائية، وبرامج إذاعية، تقتحم أسماعنا، وأسماع أطفالنا ونسائنا بحشود من الانتهاكات للأعراض حافلة بأقبح الألفاظ وأقذر العبارات، وما يذاع في القنوات يحضر في فديوهات عبر كل وسائل التواصل الاجتماعي، والـ»YouTube« لتكون صورة بشعة عن أبناء اليمن، عند الإنسان في كل مكان.
هذا دمار شامل لأخلاق أبنائنا وأجيالنا، وسوف يصل الامر ان يصبح القبح وسوء اللفظ والانتهاكات جزءاً من سلوكنا وأسلوب خطابنا ومنهجاً يمارسه ابناؤنا، وسمة اجتماعية يمارسها كل افرادنا لانها صارت منهجية شايعة في إعلامنا، اعلام القبح والسوء يهدون بنيان أخلاقنا، والكارثة أن يصبحوا قدوة لأبنائنا.
يا إعلام المسيرة ضعوا حداً لهذا الطوفان الذي يهد ويدمر منظومة عظيمة للأخلاق والقيم تربينا عليها و استقيناها من ديننا و أنبيائنا..
ضعوا حداً لطوفان القبح الذي يقتحم دورنا صباحاً ومساء عبر قضائنا وينقل صورة غاية في البشاعة والسوء عن اليمن وعن أخلاق أبناء اليمن إلى محيطنا العربي والإسلامي والعالمي..
قبح عابر للقارات، عبر فضائيات شغلها، وهمها الأول والأخير هو الترويج للقباحة والوقاحة.
اجزم يقينا أن ذلك أكثر خطرا على اخلاقنا، وأشد سوءاً من الافلام الإباحية، والمشاهد الخلاعية.
للأسف الشديد.. أصبح لانتهاك الأعراض آليات وفي الإعلام وسائل، وعبر الفضاء المفتوح منابر، والويل لنا إنْ كانت تحظى بالرعاية والحماية من العهد الجديد الذي ننشد ونأمل أن يكون فريد .
في يمن القيم والشيم، والقبيلة والإيمان صار للقبح منابر وفي الإعلام وسائل، وحماية ورعاية وعوائل، ومن الخزي أن للبعض منهم أنصار في المحافل والمقايل.
في يمن الأخلاق والإيمان، صار الإنسان يهان، ولمن ينتهك الحرمات أنصار وأعوان، عبر الإذاعات والقنوات، تنتهك الحرمات والكرامات، ويعلو السب والذم للناس اقوام وعائلات، عبر اعلام عابر للقارات، ما هذا القبح يا سادة الاخلاق والسادات؟!!
يا الله إلى أين وصلنا، وإلى أي مستوى انحدرنا، وفي بحار من السفالة غرقنا، وفي ادنى المستويات سكنا.
اتهام الناس بالعهر واللواط، ورمي المحصنات والعذارى في كل واد، سواء صح او العكس فهو قبح وجرم في حق العباد، ويبوء بأشد العقاب والعذاب، وانواع الغضب من الله رب العباد.
لهذا السوء والقبح أعلام كبار، يُنسبون إلى عائلات من أبناء يمن الأخلاق والايمان.
أهذه هي مسيرة اليمنيين الكرام، ومسيرة الهدى الذي هو لنا أعلى مرام؟!! وأكيد أن مسيرتنا أعلى وأسمى والهدى منابر في العلى.
كيف يتم الدفاع عن مسيرة هدى، بقبح وسوء عالي المدْ طويل المدَى؟!! هذا والله ابشع انواع التردي والردى.
والصدقُ أرفع ما اهتز الرجالُ لهُ
وخيرُ ما عوّدَ ابناً في الحياةِ أبُ
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
أحمد شوقي
يا أعلام الهدى ، الأمر تجاوز الحد والمدى، هل تجيبون النداء؟!! وتضعوا حداً لهذا العدوان والاعتداء، على كرامات الناس يتم الاعتداء..
يا وزير الإعلام المناضل الغيور ، هل تجيب النداء، فتسد أفواه قنوات تسطح بالقبح في الصباح والمساء؟!!
يا وزير العدل ، والنائب الكريم النبيل لوزير العدل من آل الوزير، الذين هم أكرم من على الأرض كان لهم اجمل مسير، حفزوا والزموا المحاكم والنيابات، لوضع حد للبذاءات، وإقرار أشد العقوبات، على كل المنتهكين للناس الكرامات، القانون والدستور وهدى الله، العرض محمي بحماية ونواميس الله .
كما أنشأتم: نيابة للأموال العامة ، نريد نيابة لحماية الأخلاق العامة، وحماية الأخلاق أولى من حماية الأموال..
يا مجتمعنا اليمني، اخلاقك تُنتهك، وعرض أكرم أبنائك يستباح، وكرامات المحصنات من نسائك تُداس، من قبل نفر من أسوأ الناس..
أدعو إلى حملة واسعة، عبر زخم عظيم، يقوم بها أعلام الكتاّب والمثقفين والمفكرين وقبل الجميع العلماء، ضد هذا القبح الذي بلغ عنان السماء.
يا أعلام الهدى ، أوجه إليكم مباشرة هذا النداء :
هذا أبشع انتهاك لقدسية الأخلاق والهدى، وهي ابشع صورة عن مسيرة الهدى، التي هي بريئةٌ من ذلك الغُثاء، والناس صغيرهم وكبيرهم، يقولون ان فريق القبح هذا جزء من المسيرة، حتى لو كان من خارج المسيرة، يجب وضع حد لكل هذه الأعمال القبيحة، واكيد انه من خارج المسيرة.
في مجلس الدوما، صار أعلام القبح اعضاء، هل ترجى المشورة ممن انتهك الفضائل والفضيلة؟!!
أعلام الجهل والقبح والجهالة، صار البعض منهم سادة الدولة والامارة، ومالكي القدرات والحراسة، هزلت والله هذه الإمارة.
في عهد سميناه عهد الهدى، تجاوز السفهاء السقماء الجهلاء كل المعايير والحدود، وجعلوا الأمور في فلك السفاهة تدور وتدور.
خاتمة:
للنقد ضوابط وأخلاق وقيم ومعايير ونواميس، فإذا تجاوز يفقد صفته النقدية ويصبح انتهاكاً وبغياً وعدواناً.
لا ضير أن تقول عن فلان إنه فاسد، قاتل ، نهاّب، مناع للخير معتدٍ أثيم، شرط توفر الدليل والبرهان .
أما انتهاك الكرامات والأعراض، والتهديد، فلا يجوز إطلاقا حتى لو توفر الدليل والبرهان، فالله لا يحب الجهر بالسوء، قال تعالى:
»لَّا يُحِبُّ للَّهُ لْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ لْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا«
الفاجعة الكبرى، والمصيبة العظمى، والطامة العامة، أن أعلام ذلك القبح، وسادة تلك الانتهاكات صاروا أعضاء في المجالس الاستشارية، ولهم حضور وأمور وشؤون وفصل وأمر ونهي في الدولة، والبعض تقلد مناصب في مفاصل الدولة..
من أعلام ذلك الطوفان من أصبح يرسم استراتيجياتنا ويستأنس برأيه في أكبر وأهم قضايانا بحكم عضويته وحضوره الوظيفي عبر مجالسنا الاستشارية.
اختم المقال بقوله تعالى:
»وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا«
»إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ«
»إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ«
»وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ«
»وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا«
صدق الله العظيم
|