الميثاق نت -

الإثنين, 05-سبتمبر-2022
عبدالرحمن‮ ‬الشيباني‬ -
يُعتبر المعلم الأساس في المنظومة التعليمية وحجر الزاوية فيها ، ولا يمكن أن نتحدث عن تعليم بدون أن يأخذ المعلم حقوقه كاملة بدون نقصان، وفي الوقت الذي يشهد العالم صراعاً معرفي وتقني وفي كافة المجالات وتتسابق الامم من أجل النهوض ، تبقى الحالة العربية واليمنية على وجه الخصوص في هذا الشأن قاتمة وتستدعى التحرك فوراً، واذا ما نظرنا للتعليم في بلادنا فإنه يشهد تراجعاً مهولاً وتدني مخيفاً، فيما يقدم من معارف ولا يلقى أي اهتمام من صناع القرار، في ظل التسارع الكبير فيما يخص التعليم وتطوير ومناهجه بما يواكب العصر وتحولاته، والتى تهدف إجمالاً إلى تحسين جودة التعليم، كل ذلك بالطبع ينعكس إيجاباً على قدرات التلاميذ وتكوين شخصياتهم المتفردة، الأمر التي يبقى كل ذلك مرهوناً بالمعلم والايمان بدوره من كل اطياف المجتمع وتقديرهم للمهام الكبرى الذى يقومون بها، فى صقل هذه الشخصية السوية والتى من شأنها الانخراط مستقبلا فى الحياة العملية واسهامها في عملية البناء والتطور، قد لا يعلم الكثيرون أن ميزانية التعليم مثلاً في فرنسا هي الأكبر مقارنة بالوزارات الأخرى، حيث بلغت 58 مليار يورو سنوياً مقارنة بوزارة الدفاع التي بلغت نحو 18مليار يوروا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الاهتمام الكبير بالمعلم والتعليم بشكل خاص، فراتب المعلم على سبيل المثال في اليابان يفوق راتب الدبلوماسى والوزير عشرات المرات، ناهيك عن المميزات التى يحصل عليها في هذا البلد الذي اصبح من أكبر اقتصاديات العالم ، ولعل الأحرى بنا أن نشير فى هذة العجالة الى المعلم بيدرو كاستيلو (51 عاماً) الذي فاز برئاسة البيرو وهزم مرشح الطغمة المالية كيلو فوجيموري (46 عاماً) ابنة الرئيس السابق مرشحة اليمين الشعبوي ، صاحبة البرنامج النيوليبرالي الذي دمر البلاد وأفقر السكان، حيث يعد بيدور كاستيلو أول رئيس فقير للبيرو"، وتضمن برنامجه الانتخابي تم بتخصيص 10٪ من الناتج المحلي للتعليم كما قام تخفيض فوري رواتب الوزراء والنواب الى النصف والغاء الرواتب مدى الحياة ، وبدأ فى عملية تطوير واسعة فى بلده الذي يعد من أفقر بلدان العالم، إلى أن استطاع إختراق الخطوط الحمراء وعكس المعادلة ، في ظل مجتمع متفهم للدور الذي يقوم به المعلم والذي اوصله لسدة الحكم ويصبح رئيساً، وما يحزن في النفس أن يكون كل ذلك يجرى وتسابق الامم الزمن من أجل التطور ومواكبة العلوم واثبات النفس ، يكون وضع المعلم اليمني في أدنى سلم الاهتمامات ،الأمر الذي أدى إلى ما نراه اليوم من تراجع على كافة المستويات ، ولن يكون هناك اي بصيص امل او وثوب نحو المستقبل المنشود ، مالم يكن التعليم والمعلم في الطليعة وتحت دائرة الاهتمام وما دون ذلك سنظل نراوح اماكننا وسنشهد المزيد من التراجع والانكماش‮ ‬الحضاري‮ ‬والمعرف‮ ‬على‮ ‬حداً‮ ‬سواء‮. ‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62912.htm