الميثاق نت -

الإثنين, 05-سبتمبر-2022
عارف‮ ‬الشرجبي‬ -
بدايةً،‮ ‬أهنئ‮ ‬قيادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬ممثلة‮ ‬برئيس‮ ‬الموتمر‮ ‬المناضل‮ ‬الكبير‮ ‬الشيخ‮ ‬صادق‮ ‬بن‮ ‬امين‮ ‬ابوراس‮ ‬ونوابه‮ ‬والأمين‮ ‬العام‮ ‬ومساعديه‮ ‬وكل‮ ‬قيادات‮ ‬وأعضاء‮ ‬المؤتمر‮ ‬بمناسبة‮ ‬الذكرى‮ ‬الأربعين‮ ‬لميلاد‮ ‬المؤتمر‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ففي مثل هذا اليوم الـ24 من أغسطس 1982، وُلد تنظيمنا الرائد في ظل ظروف استثنائية غاية في التعقيد على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. ولا شك أن الإعلان عن قيام المؤتمر الشعبي العام في ذلك الوقت العصيب قد ألقى بتبعاته وثقله الكبير على كاهل المؤتمر الذي خاض التحدي لتجاوز كل تلك المعضلات والإشكاليات التي عانى منها الشعب اليمني الذي اعتبر ميلاد المؤتمر نقطة الضوء الكبيرة التي بددت عتمة طال أمدها وبوابة الخلاص من معاناة الشعب التي أرهقته خلال الفترة السابقة لمجيء المؤتمر. وهذا ماحصل بالفعل على‮ ‬النحو‮ ‬الذي‮ ‬سوف‮ ‬نبينه‮ ‬هُنا‮ ‬وبإيجاز‮ ‬كبير‮ ‬نظرا‮ ‬لضيق‮ ‬المساحة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لقد عاشت اليمن قبل إنشاء المؤتمر الشعبي العام في وضع مأساوي وحروب طاحنة بين شطري الوطن تتجدد بين الفترة والأخرى، بالإضافة إلى حروب المناطق الوسطى وأعمال التخريب والقتل والتنكيل التي ارتكبتها جبهتا (حوشي وجودي) التابعتان للحزب الاشتراكي اليمني والمنتشرتان حينها في محافظات (إب، البيضاء، تعز، ذمار، ريمة) وغيرها والتي حصدت أرواح آلاف اليمنيين ظلماً وعدواناً وغيلة. وبمجيئ المؤتمر الشعبي العام انتهت تلك الحروب وتوقفت أعمال التخريب والقتل وحُقِنَت الدماء وحَل السلام وتحقق الأمن والسكينة وشعر المواطن بأن عهدا جديدا قد بدأ يشرق في سماء وربوع اليمن، وحلت لغة الحوار والقبول بالرأي والرأي الآخر بدلا من صوت المدافع وأزيز الرصاص التي غيبت الحكمة اليمانية واغتالت خيرة رجالات اليمن، بل لم تستثنِ طفلا ولا امرأة ولا بهيمة جراء الألغام التي زرعها المخربون نكاية بالأنظمة التي حكمت اليمن قبل إنشاء المؤتمر الذي بمجيئه استتب الأمن والاستقرار والسكينة وبدأت عجلة التنمية والبناء والإعمار تدور دون توقف. فبنيت المدارس والجامعات والمستشفيات وشُقَت الطرقات وتوسعت رقعة الأرض الزراعية عشرات الأضعاف عما كانت عليه من قبل، وتحقق الاكتفاء الذاتي‮ ‬من‮ ‬مختلف‮ ‬المنتجات‮ ‬الزراعية‮.‬‬‬‬‬‬
لا أبالغ أبدا إذا قلت إن المؤتمر الشعبي العام بقيادة مؤسسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ومعه كل شرفاء الوطن قد تحققت على يديه أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر، وكان المؤتمر ولايزال الرافعة الحقيقية لتطور المجتمع اليمني على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية‮ ‬والثقافية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬ومن‮ ‬يقل‮ ‬غير‮ ‬ذلك‮ ‬فهو‮ ‬إما‮ ‬حاقد‮ ‬مكابر‮ ‬او‮ ‬أنه‮ ‬لا‮ ‬يعرف‮ ‬أبجديات‮ ‬العمل‮ ‬السياسي‮ ‬ولا‮ ‬متطلبات‮ ‬البناء‮ ‬والتنمية‮ ‬وعوامل‮ ‬نمو‮ ‬المجتمعات‮ ‬وتطورها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
معروف للجميع أن الدستور والأنظمة في بلادنا قبل تأسيس المؤتمر الشعبي العام كانت تحرم الحزبية وكانت الديمقراطية والتعددية خيانة عظمى، فجاء الموتمر وأوجد التعددية السياسية والديمقراطية وحرية التعبير والرأي، وأصبحت المكونات والتنظيمات السياسية جزءا رئيسيا من المعترك السياسي القائم حينها، فمارست نشاطها وقالت رأيها دون خوف أو مطاردة أو قمع كما كان الامر من قبل. وكانت الصحف (رسمية وأهلية وحزبية) أكثر من 480 صحيفة ومجلة. (راجعوا عدد تراخيص وزارة الإعلام لتتأكدوا).
أما عدد الوحدات العسكرية قبل مجيئ المؤتمر فقد كان محدودا جدا، وهي عبارة عن نواة لألوية عسكرية لا يتحاوز عدد أكبر لواء أو معسكر 300 ضابط وفرد وبعض العتاد القديم. ولكن في فترة حكم المؤتمر أصبحت اليمن ثالث دولة عربية بعد مصر والجزائر في قوة الجيوش والأكثر تطورا‮ ‬عددا‮ ‬وعتادا،‮ ‬بشهادة‮ ‬العالم‮ ‬الذي‮ ‬شاهد‮ ‬العرض‮ ‬العسكري‮ ‬الذي‮ ‬أقيم‮ ‬للاحتفاء‮ ‬بالعيد‮ ‬العاشر‮ ‬لإعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكانت عدد المدارس في اليمن عامة لاتتجاوز 200 مدرسة، وأصبحت في ظل حكم المؤتمر أكثر من 27 ألف مدرسة في عموم الوطن.. أما التعليم الجامعي فقد كان مقتصرا قبل مجيئ المؤتمر على ثلاث كليات فقط في جامعة صنعاء، وليس هناك غيرها في شمال الوطن، وجامعة متواضعة في عدن بثلاث كليات فقط قيمت في إسطبلات الخيول التي بنيت في عهد الاحتلال البريطاني. ولكنها في ظل حكم المؤتمر أصبحت أكثر من 14 جامعة حكومية تضم مئات الكليات وآلاف الأقسام والتخصصات والبرامج واكثر من ستين جامعة أهلية، ناهيكم عن كليات المجتمع التي تغطي معظم المحافظات،‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬المعاهد‮ ‬التقنية‮ ‬والفنية‮ ‬والبيطرية‮ ‬والصناعية‮ ‬والفندقية‮ ‬والسياحية‮ ‬وغيرها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وكانت الطرقات المسفلتة والمُعَبّدة مقتصرة على مثلث الأسفلت بين صنعاء الحديدة، والحديدة تعز، وتعز صنعاء، أما في عهد المؤتمر فقد أصبحت الطرقات في بلادنا مثل الشريان في الجسد لا تخلو منها مدينة ولا قرية ولا عزلة ولا سهل ولا جبل بمسافة تزيد عن 140 ألف كيلومتر داخل‮ ‬وخارج‮ ‬المدن‮ ‬وبين‮ ‬المحافظات‮. ‬‬‬‬‬‬
أما النظام التعددي والتداول السلمي للسلطة فقد أرسى المؤتمر مداميكه وشيد بنيانه فرأينا اعضاء البرلمان والمجالس المحلية والنقابات العامة المنتخبين من الشعب، ورأينا التنافس والمعارك الانتخابية على أشدها للوصول إلى كرسي الحكم الذي ينتظر فارسه في دار الرئاسة بدلا من الصعود إليه عبر الانقلابات والاغتيالات وبرك الدم، سواء في صنعاء أو في عدن قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م، والتي تُعتَبر سنام المنجزات التاريخية لليمن وكانت الوحدة التي حققها الموتمر الشعبي العام مع شريكه الحزب الاشتراكي اليمني‮ ‬التاج‮ ‬الذي‮ ‬وضُع‮ ‬على‮ ‬جبين‮ ‬التاريخ‮ ‬اليمني‮ ‬المعاصر‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن انجازات المؤتمر لاينكرها إلا الحاقدون والاغبياء والمفلسون فلقد تنوعت لتشمل مختلف مجالات الحياة (الكهرباء والصحة والاتصالات والمياة والصرف الصحي والموانئ والمطارات) وغيرها من المنحزات العملاقة التي لا تخطئها عين إلا تلك التي أصابها رمد الحقد ودنس الضغينة وخبث المكايدة السياسية التي أعمت أبصار أصحابها وجردتهم من شرف الانتماء الصادق للوطن وإلا لما تآمروا على كل شيء جميل في بلادنا وسعوا لتدميره بما فيه الجيش الذي أصروا على تمزيقه تحت مسمى إعادة الهيكلة خدمة لأجندة خارجية وداخلية سعت لإحلال المليشيات بدلا عن الجيش‮ ‬النظامي‮ ‬ليسهل‮ ‬لها‮ ‬تحقيق‮ ‬أهدافها‮ ‬المعروفة‮ ‬للجميع‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأقول إذا كانت كل الدول اليمنية القديمة سبأ وحمير واوسان وقتبان والمعافر وحضرموت ومعين لم تبنِ إلا سداً واحداً (سد مأرب) خلال آلاف السنين، فإن حكومات المؤتمر الشعبي العام قد أعادت بناء هذا السد المدمر (مأرب) وعلاوة عليه تم إنشاء أكثر من 4000 سد وحاجز مائي وكريف‮ ‬في‮ ‬طول‮ ‬وعرض‮ ‬البلاد‮ ‬خلال‮ ‬30‮ ‬عاما‮ ‬فقط،‮ ‬فإين‮ ‬أنتم‮ ‬أيها‮ ‬الجاحدون‮ ‬ناكرو‮ ‬المعروف‮ ‬وجهود‮ ‬الآخرين‮ ‬رغم‮ ‬وجودها‮ ‬على‮ ‬الأرض‮ ‬تشهد‮ ‬أنكم‮ ‬كاذبون‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أين أنتم يا من تتآمرون على المؤتمر الشعبي العام وتسعون لتدميره وتمزيقه وتناسيتم أنه سيظل عصياً على مؤامراتكم، قوياً شامخاً يمنع صلفكم ودنس زيفكم وسيظل متواجداً ليبدد أراجيفكم ومكركم، ويفسد مخططات أعداء الوطن.
أما آن لكم أن تدركوا أيها المتآمرون والحاقدون أن المؤتمر يجري في شريان الشعب ووجدانه لأنه فقط من حقق له الطمأنينة والعيش الرغيد والأمن والأمان والاستقرار فاستحق أن يكون جزءاً رئيسياً من حياته وهاجسه اليومي ومكوناً أصيلاً من وعيه وثقافته وحاضره ومستقبله.. قال‮ ‬تعالى‮ ((‬فأما‮ ‬الزبد‮ ‬فيذهب‮ ‬جُفاء‮ ‬وأما‮ ‬ما‮ ‬ينفع‮ ‬الناس‮ ‬فيمكث‮ ‬في‮ ‬الأرض‮)).. ‬صدق‮ ‬الله‮ ‬العظيم‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62914.htm