أحمد الزبيري - الملفات التي تضمنت بنود الهدنة تفكيكها وحلها مازالت معلقة وعالقة في شراك ألاعيب تحالف العدوان المعلن في الرباعية الدولية التي تضم إلى جانب النظام السعودي والإماراتي أمريكا وبريطانيا، وغطاء كل هذا التلاعب الأمم المتحدة ومبعوثها لليمن.
الأسوأ أن هذا التحالف يستغل هذه الهدنة لتنفيذ مشاريعه وتحقيق مخططاته في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ويضاعف وجوده العسكري والاستخباراتي لتثبيت أجندته ونهب ثروات اليمن والسيطرة على موقعه الاستراتيجي من البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي.
والأخطر أنه يعمل من خلال الصراع الدامي بين مرتزقته إلى تحويل فصل الجنوب عن الشمال وتقسيم المحافظات المحتلة إلى دويلات كانتونية أمراً واقعاً، والسعي إلى صراع لا ينتهي بين اليمنيين، وما المواجهات الأخيرة بين ميليشيات الإصلاح والانتقالي إلا صورة مصغرة لما يحاول تعميمه على اليمن كله.
القوات الأمريكية تتواجد في البر والبحر اليمني تحت الذريعة التي لم يعد يصدقها أحد (مكافحة الإرهاب) والجنود عناصر المخابرات الأمريكية يستعرضون في شوارع حضرموت ويحاولون إيصال رسائل عن مدى وجودهم وسيطرتهم بالتقاط الصور ليس مع مرتزقة أو أدوات بل مع نساء يمنيات في أكثر من مكان.
ليس هذا هو الأهم، بل ما يحصل من نهب لثروات اليمن وعلى المكشوف في ظل الحصار على الشعب اليمني، وحتى وصول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة لم يتحقق كما كان منتظراً وفقاً لما تنص عليه الهدنة، فما زالت قرصنة السفن وأخذها إلى قبالة جيزان مستمرة، وإن كان الأمر مخففاً بشكل طفيف، وهم بذلك يريدون إيصال رسالة للقوى الوطنية المدافعة عن سيادة اليمن ووحدته واستقلاله وحرية شعبه، أن عليكم أن تقبلوا بما نسمح به ونحن لم نفرض الهدنة من أجل الوصول إلى حلول توقف العدوان وترفع الحصار بل من أجل فرض سيناريو جديد.
المؤلم أن ناقلات النفط ذاهبة وآيبة تحمل ملايين البراميل وبمئات ملايين الدولارات، والشعب اليمني يتضور جوعاً ورواتب الموظفين مقطوعة منذ سنوات، وكل الاتفاقات والمفاوضات حول هذا الموضوع لم تسفر عن شيء، وتأتي في إطار كسب الوقت وذر الرماد في عيون الرأي العام حتى لا يتم تسليط الضوء على مأساة الشعب اليمني دولياً.
في ظل الصراع الذي يديره تحالف العدوان في شبوة وأبين وحضرموت وتمدده باتجاه ما تبقى من المحافظات والمناطق المحتلة، تعود فرنسا بجنودها المدججين بالسلاح إلى منشأة بلحاف وصراع شبوة الذي جاء بعد زيارة محمد بن زايد ومحمد بن سلمان إلى فرنسا يفسره هذا الدخول الفرنسي القوي بعد ان كان محصوراً ظاهرياً في الوجود البريطاني والأمريكي والصهيوني وتحديداً في سقطرى وجزيرة ميون وعلى سواحل البحر الأحمر من اتجاهين اليمن والقرن الأفريقي.
القيادة في صنعاء ومعها أبناء الشعب اليمني الأحرار وفي طليعتهم الأبطال في الجيش واللجان الشعبية واعون ويقظون لكل ما يحيكه تحالف العدوان من مؤامرات وأن القبول بالهدن كانت الغاية منه تخفيف من معاناة الشعب اليمني وتأكيد على إرادة السلام، وما دامت لم تحقق لا هذا ولا ذاك والحرب مستمرة وتتخذ أشكالاً أقذر من ذي قبل، فإن مواصلة معركة الدفاع عن اليمن وتحرير كل شبر في بره وبحره سواحله وجزره هي ما ستكون بعد أن أقاموا الحجة على المعتدين الطامعين المتغطرسين، منطلقة من أن مواجهة العدوان وتحرير الأرض أقل تكلفة من الهدن الوهمية والثمن الذي سيدفعه الغازي والمحتل سيكون كبيراً إلى حد لن يتحمله أولئك المجرمون الطغاة البغاة الظالمون.
|