الإعلامي/ أحمد الكبسي - لاشك أن الدراما تلعب دوراً مهماً في التوعية والتثقيف وتشكيل الوعي السياسي للشعوب.. الكثير منا اطلع على كفاح الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي من خلال فيلم (أسد الصحراء) عمر المختار للمخرج السوري مصطفى العقاد، كما استمتع المشاهد بالتفاصيل الاجتماعية للشعب السوري والقيم النبيلة في عشرينيات القرن الماضي وهي مرحلة مهمة نضجت فيها فكرة مقاومة الاحتلال الفرنسي ترجمتها الأجزاء الأولى للمسلسل السوري (باب الحارة) للمخرج بسام الملا والكاتب مروان قاوق.. لقد تشكل الوعي لدى المجتمع اليمني بالتاريخ السياسي المصري ومرحلة الكفاح للشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني وتفاصيل حياة الباشوات والفلاحين فضلاً عن الصراع العربي الاسرائيلي بمختلف مراحله من خلال المسلسلات المصرية التي تحضرني وهي كثيرة مثل ليالي الحلمية وبوابة الحلواني وفارس بلا جواد.. الخ، وبالعودة الى الدراما اليمنية ودورها في توثيق تفاصيل مرحلة مهمة ومفصلية من تاريخ الشعب اليمني المتمثلة بثورة 26 سبتمبر لانجد سوى مسلسل (الفجر) وهو أفضل ما أنتجته الدراما اليمنية رغم الكثير من الملاحظات على إجتزاء بعض الحقائق التاريخية وتركيزه فقط على نقل جانب واحد من الصورة للحياة الاجتماعية لليمنيين في عهد الإمام أحمد ووالده الإمام يحيى -غير أن هذا المسلسل- الذي كان من إخرج ناصر أبو بكر وتأليف أحمد الحملي- يُعد نقطة ضوء في رصيد الدراما اليمنية على عكس المسلسل الأخير (طريق المدينة) الذي أنتجته قناة »يمن شباب« وكان محاولة لتصفية حسابات سياسية فضلاً عن إساءته لصورة المرأة اليمنية وهو ما لمسناه من خلال حالة السخط في الوسط الفني..
إن الضعف الذي تعانيه الدراما اليمنية بالإضافة إلى الكثير من الغموض والتشويه والتشويش لمرحلة الثورة اليمنية أسهم كثيراً في محدودية الأعمال الفنية التي تنقل للجمهور طبيعة الحياة الاجتماعية لليمنيين قبل وبعد الثورة بصورة متجردة بالإضافة الى الانحياز غير الموضوعي في كتابة التاريخ السياسي اليمني الحديث الذي زاد من مشكلة الإنتاج الفني لدراما يمنية يمكنها أن توفر الجهد وتختصر الرسائل والمسافات لتوثيق وتوعية الجمهور بتاريخ نضال الأجداد والآباء.. وحتى لانفرط بالمنجزات والمكاسب التاريخية أدعو كل المهتمين بالدراما اليوم الى العمل الجاد في إنتاج عمل وطني يعكس الصورة الحقيقية والمشرقة للثورة الأم في عيدها الستين.
|