الميثاق نت -

السبت, 01-أكتوبر-2022
فريق‮ - ‬دكتور‮ / ‬قاسم‮ ‬محمد‮ ‬لبوزة‮ ❊‬ -
كل عام تتجدد فيه ذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر 1962م .. هذه الثورة العظيمة تتقد فينا الروح الثورية التواقة للخلاص والانعتاق والتحرر من الاستبداد والظلم والطغيان واستقلال القرار.. لأنها الثورة التي ألهمتنا طريق العبور الى فضاء آخر هو فضاءالدولة والجمهورية .‮. ‬وكانت‮ ‬جسراً‮ ‬مهماً‮ ‬لعبور‮ ‬ثورة‮ ‬الـ‮ ‬14‮ ‬من‮ ‬أكتوبر‮ ‬1963م‮ ‬والـ30‮ ‬من‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬ليتخلص‮ ‬اليمن‮ ‬وقتها‮ ‬من‮ ‬جبروت‮ ‬أعتى‮ ‬استعمار‮ ‬عالمي‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬الحقبة‮ ‬المظلمة‮ ‬من‮ ‬تاريخنا‮..‬
لهذا تعد ثورة الـ 26 سبتمبر الأم للثورة اليمنية لأنها عهد الاحرار المؤمنين بالحرية والحياة الحرة الكريمة الذين ارتوت تربتنا الطاهرة بدمائهم وهم يرسمون ببنادقهم وصمودهم وتطلعاتهم عهداً جديداً لكل اليمانيين ليغادروا حقبة التخلف عن ركب التطور وينتقلوا عبر ثورتهم العظيمة التي توحدت فيها قلوب اليمنيين وسلاحهم شمالا وجنوبا في حالة من السمو الوطني الراقي الذي عبر عن المشروع الوطني الوحدوي الجامع لكل اليمنيين واصطفوا حوله ..كيف لا ؟وهو طموحهم النبيل بمشروع الدولة والجمهورية والدستور والقانون ودولة المؤسسات .
وكثيرة هي الدروس والعبر التي نستلهمها من هذه الثورة الخالدة وفي مقدمة تلك الدروس قدرة شعبنا اليمني ورجاله الأحرار على تحدي المعوقات والظروف السيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لصنع التغيير والتحولات التاريخية، والبحث عن شروط أفضل للحياة الحرة الكريمة التي‮ ‬كان‮ ‬وما‮ ‬يزال‮ ‬يتطلع‮ ‬إليها‮ ‬كل‮ ‬أبناء‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬الحر‮ ‬الكريم‮.‬
والتاريخ اليمني المعاصر منذ ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة شاهدٌ على حيوية هذا الشعب وقدرته على الإبداع والتطور ، ومقاومة المشاريع المشبوهة للقوى الخارجية وفي ظل أصعب الظروف والتعقيدات الداخلية والخارجية، ولعل إعادة اللحمة اليمنية في 22 مايو 1990م كان الملمح الابرز الذي يؤيد حتمية أن اليمنيون يصنعون الانجاز في الزمن الصعب وان اليمن سيبقى واحدا موحدا مهما حيكت عليه المؤمرات وستبقى الوحدة لأنها حالة شعبية متجذرة ارتبطت بالارض والانسان ولم تكن حالة سياسية عابرة املتها ظروف معينة حتى تنتهي بإنتهاء تلك الظروف.
ومثلما استطاعت ثورة الـ26 من سبتمبر أن تقاوم رياح قوى المشروع الخارجي المتأمر على الثورة ، وأن تعمل على تثبيت دعائم النظام الجمهوري ، وأن تسهم في حركة تحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني البغيض فإنّ في الأهداف الستة لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة برنامج عمل متجدد وصالح لأن يكون شاهدَ نضالٍ دؤوب، وتضحياتٍ جسيمة، وآمال عريضة لكل أبناء اليمن يجب العمل على النضال من أجل المحافظة عليها والسعي إلى إحياء مضامينها في قلوب الناشئة لأنها الوجهة والمبتغى مهما تكالب عليها الزمن والمشاريع التآمرية وهي صمام آمان وطريق‮ ‬العبور‮ ‬الى‮ ‬تحقيق‮ ‬تطلعات‮ ‬اليمنيين‮ .‬
فالكثير الكثير مما يتوجب عمله - على ضوء الأهداف الستة - لا يزال قائماً يستدعي همم أبناء الشعب المعطاء، ويحفزهم لمزيد من البذل والتضحية من أجل الحفاظ مجددا على مضامين اهداف الثورة والعمل من أجل ان تبقى في دائرة الفعل لأنها عناوين الكرامة والحرية والعدل‮ ‬والمساواة‮ ‬والتنمية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والاستقلال‮ ‬والسيادة‮ ‬الوطنية،‮ ‬ورفض‮ ‬الوصاية‮ ‬والهيمنة‮ ‬الأجنبية‮..‬التي‮ ‬تتطلب‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬التضحيات‮ ‬والصمود‮. ‬
والتجارب علمتنا أن تاريخ النضالات الإنسانية تقول لنا وبكل وضوح بأن الطريق إلى بناء البلدان يبدأ دائماً وأبداً بامتلاك القرار الحر والمستقل، وبامتلاك الشجاعة الكافية للمراجعة والتصحيح، وفي ذلك وحده المبدأ الذي يمكننا من خلاله أن نعيد الاعتبار لكل نضالات شعبنا‮ ‬عبر‮ ‬جميع‮ ‬محطاته‮ ‬التاريخية‮. ‬
ومن هذا المنطلق الوطني نجدد الدعوة لكل اصحاب المشاريع الصغيرة والتفتيتية التي تنحرف عن مسار الحفاظ على اليمن الكبير الى مراجعة حساباتهم، والعودة إلى جادة الصواب، وإدراك أنهم بتبعيتهم للخارج المعتدي على بلدنا وعلى شعبنا المظلوم إنما يخسرون دنياهم وآخرتهم وكينونة وجودهم، وأن الفلاح كل الفلاح والخير كل الخير في الانحياز إلى بلدهم وشعبهم.. وصدورنا مفتوحة وواسعة بسعة هذا الوطن الواحد الموحد الذي يتسع للجميع، على مبدأ الإيمان بحرية واستقلال هذا البلد، والعمل من أجل تحرير أرضه، وعزة، ورفعة شعبه الصابر الأبي.

‮❊ ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63024.htm