الميثاق نت -

الإثنين, 03-أكتوبر-2022
أحمد‮ ‬أحمد‮ ‬الجابر‮❊‬ -
إن ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ذكرى عظيمة ، تستحق أن تُكتب من أجلها السطور والكتب ، ذلك لأنها ثورةٌ قامت من أجل الحرية .. من أجل الإنسان ، فهذه الثورة كانت المفتاح المهم لتلبية طموحات الشعب اليمني العظيم الذي ذاق مرارة ذلك الحكم الامامي البغيض المستبد وسيحتفل الوطن والشعب بالعيد الـ60 لثورته المباركة 26سبتمبر، والتي مثل قيامها ضد التخلف والاستبداد وما ارتبط به من جهل وفقر ومرض ومن ظلم وطغيان لحظة فارقة في تاريخ اليمن واليمنيين المعاصر ليجسد هذا اليوم حلمهم وآمالهم وتطلعاتهم في وطن يتسع لكل أبنائه‮.. ‬وطن‮ ‬خالٍ‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬أشكال‮ ‬نعرات‮ ‬الماضي‮ ‬المناطقية‮ ‬والطائفية‮ ‬والمذهبية‮ ‬والعنصرية‮..‬

إن ثورة 26سبتمبر 1962م هي الثورة الأم لثورة 14 اكتوبر 1963م ضد الاستعمار البريطاني البغيض، والتي تجسدت فيها واحدية الثورة اليمنية ووحدة المصير ووحدة الإنسان اليمني وخلاصه من الاستبداد والاستعمار والظلم والتخلف..
ومنحت‮ ‬اليمنيين‮ ‬الفرصة‭ ‬التاريخية‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬الدولة‭ ‬اليمنية‭ ‬في‮ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬جمهوري‮ ‬شوروي‮ ‬والتجاوز‮ ‬التدريجي‮ ‬لمرحلة‮ ‬حكم‮ ‬الفرد‮ ‬وهيمنة‮ ‬القبيلة‮ ‬والعشيرة‭ ‬والانتقال‮ ‬الى‮ ‬عصر‮ ‬العلم‮ ‬الحديث‮..‬
وعلى الرغم مما واجهته الثورة كما علمنا في سنواتها الأولى من تكالب القوى الملكية وحصار السبعين يوماً لمدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية الخالدة والتي كادت أن تجهض الثورة وتسقط الجمهورية لولا صمود الثوار والضباط الأحرار الذين هبوا للدفاع عن الثورة والجمهورية وقدموا أرواحهم فداءً لذلك وسقوا بدمائهم شجرة الثورة والجمهورية والحرية ورسخوا النظام الجمهوري الذين استشهد منهم الكثير ، وبقي منهم أيضاً العديد من المناضلين العظماء ومنهم الزعيم/ علي عبدالله صالح الرئيس الأسبق، فهو الرجل الذي استطاع مواصلة عطاءات الثورة‮ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‮ ‬الشاملة‮ ‬في‮ ‬شتى‮ ‬المجالات‮..‬
إن من الصعوبة بإمكان إلغاء الثورة اليمنية 26 سبتمبر أو القفز عليها وتجاوز أهدافها مهما حاولت قوى الثورة المضادة التحايل وتقمص مفاهيم التفافية فاشلة، فالثورة اليمنية دائمة وسرمدية وباقية.. نعم قد تنتكس ولكن ليس في انتكاستها نهاية لها بل ستنهض وتواصل فرض قيمها ومشروعها المتعثر حتى تنتصر فالنصر حليفها لأنها ثورة شعب لم تكن ثورة فئة أو اقلية ولم تكن ثورة نخبة او حزب او قبيلة او تيار سياسي او مذهبي بل كانت وسوف تبقى وتستمر ثورة شعب متعدد الثقافات وليس الديانات..
إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي ثورة العطاء والإرادة حيث تمثلت عطاءاتها في العديد من المجالات حيث يعتبر أهم مجالٍ قامت من أجله الثورة اليمنية هو مجالُ بناء الإنسان اليمني الذي أصبح حراً في شخصيته وفي تعاملاته بل حتى على المستوى السياسي أصبح من حقه أن يرشح نفسه على مستوى المجالس المحلية والنيابية بل حتى على مستوى رئاسة الجمهورية ومن حقه أن يختار من يشاء لتمثيله أيضاً وهنا يجب أن لا نغفل شيئاً مهماً من باب الوفاء للزعيم القائد حيث أستطيع أن أُجزم ويجزم الجميع بأنه هو القائد الذي تحقق على يده استقرار يمننا‮ ‬الحبيب‮ ‬بتحقيق‮ ‬جميع‮ ‬أهداف‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬التي‮ ‬سيخلدها‮ ‬التاريخ‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬أنصع‮ ‬صفحاته‮..‬
وختاماً: إن هذه الاحداث التي يمر بها شعبنا مواجهاً هذا العدوان الغاشم يجعلنا نتجاوز الحديث عن الثورة وما حققته ومن هم أبطالها ومراحلها وكيف كان الصدى العربي والدولي حولها.. وإن هذا الحديث اعتقد انه فات أوانه والمطلوب الآن ما هو أكبر وأهم وأبرزه كيفية الحفاظ‮ ‬على‮ ‬الثورة‮ ‬والجمهورية‮ ‬ومكتسباتها‮ ‬وغرس‮ ‬مفاهيم‮ ‬الثورة‮ ‬في‮ ‬نفوس‮ ‬شبابنا‮ ‬وجيلنا‮ ‬وبقية‮ ‬الأجيال‮ ‬حتى‮ ‬يتعلموا‮ ‬ان‮ ‬الثورة‮ ‬مكتسب‮ ‬وطني‮ ‬والتفريط‮ ‬بها‮ ‬ليس‮ ‬خيانة‮ ‬للوطن‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬خيانة‮ ‬أمام‮ ‬الله‮ ‬سبحانه‮ ‬وتعالى‮..‬
إن الحديث كما قلت مليئ بالشجون والتعقيدات.. فأكتفي بالقول ان ثورة سبتمبر الخالدة عانقت السماء وسطرت التاريخ اليمني المعاصر .. كل عام وكل سبتمبر وأكتوبر ومايو والوطن وشعبنا بخير.. والثورة شامخة تواصل منجزاتها وتحقيق أهدافها ..

‮❊ ‬مسؤول‮ ‬شباب‮ ‬المؤتمر‮ ‬بمحافظة‮ ‬عمران‮ ‬
عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63028.htm