الميثاق نت -

الإثنين, 03-أكتوبر-2022
قناف‮ ‬المراني -
من أين أبدأ الكتابة في هذه الذكرى المجيدة أمن مقدماتها أم من انطلاق شرارتها أم من بزوغ نورها وانتصارها على الكهنوت البغيض أم من منجزاتها التي انتشرت في ربوع اليمن في كل المجالات بعد ان حرمت من أبسط أبسط الخدمات ..
حقيقةً تتداخل لديَّ كل تلك الخيوط لانه لا استطيع في هذه المقاله ان ألم بكل ذلك فهي تحتاج الى مجلدات كاملة وبحوث مستفيضة لإشباع الموضوع ولعل الكثير من الباحثين والمؤرخين نال شرف الكتابة في هذا الموضوع الشائك ولكني في هذه المقالة المختصرة سأتناول باختصار شديد‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬الثورة‮ ‬في‮ ‬يوم‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬وما‮ ‬تلاه‮ ‬من‮ ‬مؤامرات‮ ‬مستمرة‮ ‬لوأدها‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬بعض‮ ‬الاطراف‮ ‬الاقليمية‮ ‬والدولية‮.. ‬

التآمر‮ ‬السعودي‮ ‬
منذ انطلاق شرارة الثورة الجمهورية وانتصارها على الملكيين لجأ الملكيون الى السعوديين كخيار آمن لهم و مكان لانطلاقتهم لمحاربة الجمهوريين ومن هناك حرضوا باستمرار كل الدول ذات الطابع الملكي بالذات على دعم الملكيين في اليمن مثل الاردن وايران وبعض المشيخات الخليجية وكان دور السعودية محورياً ومهماً جداً في محاربة الجمهوريين وقامت مملكة الشر بدعم الملكيين بالمال والسلاح مختلف الانواع من الذخيرة الى الطائرة بل وتعدى الامر الى تجنيد مرتزقة اجانب للقتال الميداني الى جانب الملكيين وكانت تلك الحروب سجالاً بين طرف الملكيين‮ ‬وطرف‮ ‬الجمهوريين‮ ‬فتارة‮ ‬ينتصر‮ ‬طرف‮ ‬وتارة‮ ‬ينتصر‮ ‬آخر‮ ‬وهكذا‮ ‬الى‮ ‬ان‮ ‬انتصرت‮ ‬الجمهورية‮ ‬تماماً‮ ‬في‮ ‬1970م‮..‬

التآمر‮ ‬الإسرائيلي‮ ‬
ودور اسرائيل محوري ايضاً في دعم الملكيين ففي ظل الصراع الاسرائيلي المصري ايام الرئيس العروبي القومي جمال عبدالناصر وقفت اسرائيل مع جانب الملكيين فبعد ان رفض طيارون سعوديون واردنيون قصف الجمهوريين بطائرات سعوديه واردنية ولجأوا الى مصر استعان الملكيون واستنجدوا بالإسرائيليين بتنسيق فرنسي لقصف اخوانهم اليمنيين من طرف الجمهورية اليمنية وفعلاً كانت تقوم أسراب من الطائرات الاسرائيلية بانزال المعونات والدعم الغذائي للجانب الملكي وأسراب أخرى من الطائرات الحربية تقوم بقصف الجانب الجمهوري وهذا موثق تأريخياً وكانت تنطلق‮ ‬تلك‮ ‬الطائرات‮ ‬من‮ ‬جيبوتي‮ ‬بإشراف‮ ‬فرنسي‮ ‬وبرغم‮ ‬ذلك‮ ‬كله‮ ‬باءت‮ ‬كل‮ ‬محاولات‮ ‬الصهاينة‮ ‬بالفشل‮ ‬ولم‮ ‬تحقق‮ ‬احلامها‮. ‬

‮ ‬التآمر‮ ‬الإيراني
في تلك الفترة كان شاه إيران نظاماً ملكياً ايضاً وبعد سقوط الملكية في العراق بعد سقوطه في مصر سابقاً لم يرق للشاه ذلك فبدأ بالتواصل مع مملكة الشر السعودي واسرائيل والاردن على وجه الخصوص فقام بدعم الملكيين بكل امكاناته من اسلحة وخبراء وفنيين واستقدام مرتزقة اجانب‮ ‬ايضاً‮ ‬محاولة‮ ‬منه‮ ‬لإرجاع‮ ‬النظام‮ ‬الملكي‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬للحكم‮ ‬ولكنه‮ ‬فشل‮ ‬كما‮ ‬فشلت‮ ‬اسرائيل‮..‬

التآمر‮ ‬الأمريكي
بعد ان وصل جونسون الى الحكم كرئيس لأمريكا اصبحت الاسلحة الامريكيه في ايدي الملكيين كالحصى كما وصف ذلك شاعر الثورة عبدالله البردوني واغدق الامريكان على الملكيين بالمال والسلاح بكل اصنافه وانواعه ولم يقف الامر عند هذا الحد بل وصل بهم الامر الى تشكيل رأي عالمي‮ ‬وأوروبي‮ ‬خصوصاً‮ ‬مؤيد‮ ‬للجانب‮ ‬الملكي‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬خدمة‮ ‬للاسرائيليين‮ ‬في‮ ‬حربهم‮ ‬ضد‮ ‬مصر‮ ‬العروبة‮. ‬

مفارقات‮ ‬عجيبة‮ ‬
قبل ان أنهي مقالي هذا هناك امر تجدر الاشارة اليه حيث الملاحظ والمستقرئ للتاريخ يجد هذا الامر فالمملكة المتوكلية اليمنية منذ تأسيسها عام 1918م عملت على عزل اليمن واليمنيين عزلة كاملة تحت حكم ثيوقراطي منغلق تماماً بحجة عدم تأثير الثقافات الدخيلة على ثقافة وهوية ودين المجتمع اليمني المسلم الذي يحكمونه بالحديد والنار بل انهم منعوا حتى فتح السفارات للدول، وبعد عام 1962م وقيام الثورة ولأجل الحفاظ على عرش المملكة المتوكلية اليمنية رموا انفسهم لألد اعداء الدين والوطن والهوية والقيم الاسلامية السعوديين والاسرائيليين‮ ‬والامريكان‮ ‬والبريطانيين‮ ‬والالمان‮ ‬والفرنسيين‮ ‬وغيرهم‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬الدين‮ ‬والوطن‮ ‬والهوية‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬بقائهم‮ ‬حكاماً‮ ‬متسلطين‮ ‬على‮ ‬رقاب‮ ‬اليمنيين‮ (‬يا‮ ‬لها‮ ‬من‮ ‬مفارقة‮ ‬عجيبة‮ ‬غريبة‮ ‬فعلاً‮).. ‬

أخيراً
فبرغم كل تلك المؤامرات القذرة انتصرت ثورة الـ26 من سبتمبر بصمود الابطال والجنود الجمهوريين الثوريين الميامين وتضحياتهم الجسيمة التي اثمرت نتائج ملموسة في واقع حياتنا المعيش الى يومنا هذا وهذه الثورة مستمرة العطاء وضائة الجبين منيرة الطريق لكل الاجيال المتعاقبة‮ ‬جيلاً‮ ‬بعد‮ ‬جيل‮ ‬مهما‮ ‬تآمر‮ ‬عليها‮ ‬المتآمرون‮.. ‬ولا‮ ‬نامت‮ ‬أعين‮ ‬الجبناء‮.. ‬الله‮ ‬ثم‮ ‬الوطن‮ ‬الثورة‮ ‬الوحدة‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:23 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63032.htm