عادل العزاني - سؤال وجيه وطرح وطني صادق ورؤية شفافة نضعها على طاولة ربان سفينة التربية والتعليم العليا ممثلة بمعالي الوزير شخصياً صاحب القرار الاول ، ثم كادره الذي يملك زمام قطاعاته..
ألم تعلم ان العملية التعليمية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً لايمكن تجزيئه عن بعضه ابداً، فإن كانت ميادين حقول التعليم (المدارس) تمثل الجسم الوطني المترامي الاطراف فإن الادارة هي المكمل الاساسي لهذا الجسم بل وتعد الرأس الذي يمتلك العقل الذي يتحكم بفكر وحراك ذلك الجسم وبدونه لايمكن ان يتحقق تعليم معرفي صحيح.
وألم تفهم ايضاً أن الادارة تمثل للميدان بالمدارس والطلاب القلب النابض الذي يقوم بتمويل ذلك الجسم بالطاقة والحيوية ومن دون ذلك الشريك يستحيل ان نوجد انتظاماً بالاداء وتوفير الامكانات والادوات من وسائلة ومستلزمات وأنظمة ومناهج ونظريات تعمل على تحسين مستوى وجودة الاداء وزيادة درجات الافادة للمعلم والاستفادة للمتعلم .
ألم تستوعب ان الكتاب المدرسي شريك لا غبار عليه وانه لولا الجهاز الاداري وتفانيه لما وصل الى حيز الوجود بحقول المعارف..
ألم تدرك ان اغلبية الكادر الاداري هم من اصحاب الخبرات الطويلة في الوزارة ووصولهم الى تلك المناصب بالهيكل الاداري هو تقديرا لذلك الدور الريادي الذي قاموا به طيلة فترة حياتهم العملية من التدريس والاشراف والتوجيه وحتى الوصول الى سلم الادارة وان خدمتهم قد تتجاوز البضع والعشرين عاماً..
فان كنت تقصد المعلم وحده فقط فهل سألت نفسك من جاء بالكتاب والكرسي والفناء وبرامج التطوير ونظرية ووسائل المعرفة والابتكار وكيف سيحقق المعلم بمفرده تعليماً ان افتقد الى كل شركائة الذين يعرفها جيداً كل ابناء المهنه الرسولية الحقة.
ختاماً يامعالي الوزيرالم تعلم ان من شرعن حرمان الاداريين من حافز اليونيسيف هو نفسه من حلل لنفسه مبالغ ملايينية طائلة بحجة العاملين عليها، فكيف يحرم من هذا الاستحقاق من يعمل طول العام بحق وحقيقة والبصمة شاهدة على دوامه لكي يستثنى مجموعة من شلل الفساد الذين يمثلون بؤرة التعليم الكائنة.
فإن كان التبرير ان موظفي الديوان وقطاعاته يتحصلون على حافز شهري من التغذية المدرسية من خلال سلال غذائية وحصص نقدية فما ذنب بقية موظفي فروع الادارة بالمحافظات والمديريات ان يحرموا وكيف العدل والعدالة والمساواة بنظركم ان لم تكونوا رعاة للرعية وهل عجزت البلاد عن ان توجد كوادر وطنية صادقة مخلصة وفية حتى تظل الاعمال المهمة مزدوجة ومحصورة على اشخاص محدودين.
وبهذا فإني اناشدكم بالله رب العرش والملكوت وأسألكم بدماء وتضحيات شهدائه ان تصونوا العهود للشعب والامة وتحفظوا الحقوق المكتسبة للجميع بمساواة فيما بين كل ابناء رعاياكم من منتسبي قطاع التربية والتعليم قاطبة، كي يعطى الاجير اجره قبل ان يجف عرقه.. وصندوق التعليم قادر على ان يحل مشكلة القوت والمأوى للتربويين قاطبة ، ان وجدت الايادي الآمنة المخلصة الوفية.. واللوم والعتاب والمساءلة لن تستثنيكم ويكون عليكم بالمقام الاول والاخير مادمت انت من يقود ربان سفية ابحار العلم والمعرفة.. والتاريخ لن يرحم الهفوات بل ستظل تدرس كثقافة جيلية متوارثة.
|