محمد علي حمود البخيتي - الذكرى الـ60 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر تاريخ لا ينسى جيلاً بعد جيل..
إن الثورة هي ثورة وعي ومواقف وتضحية وفداء وولاء وانتماء للوطن وبناء الأرض والإنسان، الثورة هي تغير وتحول جذري شامل في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والتنموية والإنسانية وفق الأهداف والمبادئ الأساسية التي رسمها احرار وشرفاء الشعب اليمني العظيم من ثوار سبتمبر وأكتوبر.
تأتينا الذكرى الستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة التي أشرفت وهج الشموخ والحرية والعزة والكرامة في فجر يوم الخميس من السادس والعشرين من سبتمبر 1962م في هذا اليوم المجيد تاريخ لا ينسى من ذاكرة اجيال الشعب اليمني مدى الأزمان لقد تحرك الاحرار الشرفاء الوطنيون من أبناء الشعب اليمني العظيم تحركاً ثورياً من أجل التخلص من الحكم الامامي الكهنوتي الحكم البائد المستبد الذي أوصل ابناء الشعب اليمني إلى هاوية الفقر والجوع والجهل والمرض وحين أدرك الاحرار الشرفاء الوطنيون الاوفياء أن الشعب اليمني والوطن يسير إلى الهاوية تجمع احرار وشرفاء اليمن من الضباط الأحرار ومن زعماء ومشايخ الاقيال اليمنية من مختلف أطياف الشعب اليمني وتحركوا تحركاً ثورياً مصيرياً لا رجعة عنه وهو التخلص من الحكم الامامي الكهنوتي في شمال اليمن ومن الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن ورسموا اهداف الثورتين سبتمبر واكتوبر، اهداف تلخصت فيها كل المبادى والقيم والرؤى الوطنية الشاملة..
فهؤلاء جميعهم حملوا هم توحيد وطنهم وفكرة اليمن الكبير وارادوا لشعبهم الممزق أن يعيش بحرية وعزة وكرامة وسيادة اليمن أرضاً وانساناً، فأبوا على أنفسهم أن تستلقي الإمامة والاستعمار بثقلهما على أجساد الفقراء البائسين والمظلومين.. ونحن اليوم في الذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر نعيد قراءة قصة هؤلاء الثوار الابطال لانها مليئة بالمواقف الإنسانية وحرق الذات من أجل الآخرين، لقد جسدوا كيف يقاوم الإنسان ضد العدو والمرض والفقر والجوع والجهل والظلم والاستبداد والسجون والانتصار لقضية آمنوا بها وكرسوا حياتهم من أجلها رغم قلة الحيلة وضخامة المخاطر..
أرادوا لأبناء شعبهم اليمني العظيم أن يعيشوا في حرية وعزة وكرامة وعدالة إنسانية واجتماعية دولة النظام والقانون ذات سيادة لذلك تركوا لنا من بعدهم سيرة حياة من النضال والكفاح وحب التضحية والفداء والمواقف المشرفة امتدت من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال تُكتب بماء الذهب..
هؤلاء الثوار الابطال الأحرار الشرفاء دفع الكثير منهم حياتهم مهراً للحرية والاستقلال، وتعرض البعض منهم للقمع والسجن والاعدام والتصفيات الجسدية وبعد سنوات من النضال والكفاح نال الشعب اليمني حريته بالانتصار العظيم الذي توهج وأشرق نوره في فجر يوم الخميس من السادس والعشرين من سبتمبر المجيد 1962م واستمر الكفاح والنضال الثوري في جنوب اليمن في مواجهة الاستعمار البريطاني حتى انتصر الثوار الابطال الأحرار الشرفاء على اكبر إمبراطورية استعمارية بريطانيا، في الرابع عشر من أكتوبر 1963م بعد عام واحد من انتصار ثورة سبتمبر المجيدة، فواحدية الثورة رسمها احرار وشرفاء الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه الى غربه من صنعاء الى عدن ومن حضرموت إلى حجة وتعانقت شموخ جبال ردفان وشمسان مع نقم وعيبان لترفرف بأعالي قممها راية الجمهورية.
إن هذا النضال والكفاح والتضحية والفداء الذي قدمه ثوار سبتمبر واكتوبر تاريخ لا يُنسى سيظل أسطورة التاريخ في ذاكرة اجيال الشعب اليمني مدى الأزمان..
إن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين الثورتان التي لا ثورات بعدها فهما اللتان ترسخت أهدافهما المنشودة وتحققت وفق المبادئ والقيم والرؤا التى رسمها احرار وشرفاء الشعب اليمني العظيم إلى واقع ملموس على ربوع الجمهورية اليمنية أرضاً وانساناً..
فقد حققت الثورتان منجزات عظيمة واكبر منجزاتها التاريخية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م وكذلك المنجزات العظيمة في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والتنموية والتعليمية والصحية والدبلوماسية فما شهده الشعب اليمني العظيم خلال ستين عاماً منذُ قيام الثورة تحول وتغير كبير جداً في الوعي المجتمعي والوطني وفي حرية وعزة وكرامة ووعي الإنسان وفي التنمية والنهوض بمستوى عالٍ وكبير في بناء المنجزات العظيمة من المدارس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والمجمعات الطبية والمراكز الصحية وفي الكهرباء والطاقة وفي المجال الزراعي والصناعي والثروة السمكية والمعدنية وفي مجال إنتاج النفط والغاز وفي مجال شق ورصف وتعبيد الطرق وربط المحافظات والمديريات وكثير من الارياف بعضها ببعض وفي بناء المؤسسات والوزارات الحكومية وفق اللوائح والقوانين لدولة النظام والقانون والحرية والعدالة والمساواة بين المواطنين
وهذه المنجزات العظيمة لثورتي سبتمبر أكتوبر المجيدتين لا أحد يستطيع أن يمحوها من ذاكرة الأجيال جيلاً بعد جيل حتى قيام الساعة..
الرحمة والمغفرة والمجد والخلود للشهداء الأحرار الأوفياء الشرفاء من أبناء الشعب اليمني العظيم..
والنصر لليمن أرضاً وإنساناً..
تحيا الجمهورية اليمنية
|