عبدالله صالح الحاج -
يا تُرى أين يكمن مربط الفرس لتمديد الهدنة بين صنعاء وعدن والرياض؟
صنعاء تفاوض وتحاور من مركز القوة على الرغم من أن الهدنة فرضت على صنعاء فرضاً إجبارياً وبضغط دولي وأممي مما دفع بحكومة صنعاء للموافقة عليها مضطرة حتى لا يأخذ عليها مأخذ عدم القبول بالتفاوض والتحاور، والجنوح للسلم والسلام بدل الحرب والخراب والدمار وازهاق الأرواح.
ومن باب الحرص وحرصاً على ايقاف نزيف الدم اليمني كانت الموافقة على الهدنة وظهرت هنا حكمة وحنكة القيادة السياسية العليا لليمن بالموافقة والتوقيع على الهدنة وفقاً للاشتراطات المشروطة المقدمة من حكومة صنعاء كطرف أول وهي عبارة عن المطالب التي يجب على الطرف الثاني المتمثل بدول تحالف العدوان(الرياض) وحكومة عدن العمل على تنفيذها حرفياً ومن دون أي تسويف وتأخير ومماطلة في التنفيذ وتحت رعاية واشراف دولي وأممي وهذا ما كان.
ولقد كانت الهدنة لمدة محدودة، ولم يتم تنفيذ الاشتراطات التي اشترطتها حكومة صنعاء على دول تحالف العدوان وحكومة عدن.
الهدنة لم تكن في صالح حكومة صنعاء ولم تحقق الهدف المرجو والذي سعت إلى تحقيقه لتنصل الطرف الثاني وتهربه من التنفيذ.
الهدنة صبت في مصلحة تحالف العدوان اولاً حيث سخر العدوان كل امكاناته وقدراته بالعمل على نهب النفط اليمني هذا كان الأهم، والأهم من ذلك ثانياً هو التحجيم الفعلي وايقاف الهجمات اليمنية بالطيران المسير والصواريخ الباليستية والتي استهدفت العمق السعودي، وزلزلت الأرض تحت أقدام حكام المملكة وحققت اهدافها واصابتها بدقة عالية ودمرتها تدميراً ساحقاً.. نجحت الرياض في ايقاف هذه الهجمات والضربات اليمنية التي استهدفتها.
وبناء على ما ذكرنا سابقاً فإن الهدنة وتمديدها للمرة الأولى والثانية لم تكن لصالح حكومة صنعاء، ولم تحقق أدنى هدف من الأهداف، ولم تنفذ اشتراطات حكومة صنعاء لا من قريب ولا من بعيد، وخصوصاً اشتراطاتها المقدمة فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية حيث جعلت حكومة صنعاء مربط الفرس للموافقة على تمديد الهدنة للمرة الثانية والتي قريباً ستنتهي قضية صرف جميع مرتبات الموظفين المتأخرة كافة لدى العدوان وحكومة عدن منذ نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وفتح المطارات والموانئ هذا كان مربط الفرس الأول لحكومة صنعاء والذي اشترطته لتمديد الهدنة للمرة الثانية، والذي ضرب به عرض الحائط بالمرة ولم يتم التعاطي معه بمصداقية وجدية.
يا تُرى هل سيكون مربط الفرس لحكومة صنعاء للموافقة على تمديد الهدنة للمرة الثالثة هو نفسه مربط الفرس والذي تضغط بكل ثقلها وقوتها بالعمل على تحقيقه لرفع المعاناة والتخفيف عن جميع الموظفين في اليمن بكل مصداقية وجدية ولكسب رضا الشارع اليمني بدلاً من السخط والذي يملأ القلوب نتيجة عدم صرف المرتبات الكل غير راضٍ عن استمرار مثل هذا الوضع في جميع الأحوال على الرغم من أن الغالبية العظمى مدركون أن السبب الرئيسي في تأخير وعدم صرف المرتبات هو العدوان؟!
| 
صنعاء بين مطرقة العداون وسندان الهدنة