الميثاق نت -

الإثنين, 17-أكتوبر-2022
عبدالجليل‮ ‬أحمد‮ ‬ناجي -
في مطلع الثمانينيات كان هنالك صراع فكري محتدم بين عدة ايديولوجيات سياسية، وكانت الايدلوجية الاشتراكية الماركسية، والبعث، والقوميين، والإخوان المسلمين أكثر هذه التيارات تأثيرا على حلبة الصراع، وكل تيار يحاول أن يفرض ثقافته على المجتمع اليمني بأي وسيلة، فجاءت مرحلة الحوار الوطني استطاعت تجاوز كثيرا من الجدل الدائر في الساحة بالإجماع على الميثاق الوطني من قبل أغلب المكونات والتوجهات الفاعلة، وتوج ذلك بإقرار استمرار المؤتمر الشعبي العام كأسلوب لممارسة العمل السياسي، وكلمة أسلوب هنا تم اختراعها بدلا عن كلمة تنظيم أو حزب للهروب من نص في الدستور يحرم الحزبية، ولذلك لم ينص النظام الأساسي واللوائح التنظيمية للمؤتمر عند تأسيسه على تسمية المؤتمر الشعبي العام تنظيم سياسي إلا بعد أن تحققت الوحدة اليمنية وأقر في دستورها التعددية الحزبية و السياسية في 22مايو 1990م وسوف نتحدث‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬بالتفصيل‮ ‬عند‮ ‬كتابتنا‮ ‬عن‮ ‬الشق‮ ‬التنظيمي‮ ‬و‮ ‬السياسي‮..‬
عند انعقاد المؤتمر العام الأول للمؤتمر الشعبي العام في 24 - 29 أغسطس 1982م، أصبح أمام المؤتمر الشعبي العام كمكون سياسيي حاكم استحقاقات ومسؤوليات كثيرة تتعلق بتطبيق مفاهيم الميثاق الوطني وتحويلها إلى برامج عمل وخطط استراتيجية وتنفيذية، وكان من ضمن المسؤوليات أمام المؤتمر الشعبي العام منذ مؤتمره العام الأول تبني مشروع ثقافي وإعلامي توعوي يهدف إلى دراسة ونشر وتوعية المجتمع بمفاهيم الميثاق الوطني حيث جاء في الميثاق الوطني " إن اهتمامنا بمسألة الثقافة إنما يعني اهتمامنا بكياننا المستقل وطابع شخصيتنا المميزة ) وجاء في الميثاق أيضا( الاهتمام بمجال محو الأمية وتثقيف المجتمع بكل الوسائل الكفيلة بنشر الثقافة والفنون والعلوم ) كما ورد في توصيات المؤتمر العام الأول " يوصي المؤتمر بأهمية تجنيد وسائل الإعلام المختلفة، ونشاط قطاع الثقافة ( في وزارة الإعلام والثقافة حينذاك ) في التوعية بالميثاق الوطني وتجسيد مضامينه عبر الكلمة المسموعة والمرئية والمقروءة والاحتفاظ بمعانيه حيه في صفوف الجماهير " وسبق أن أوضحنا أن المؤتمر لم يتعامل مع كلمة ثقافة من زاوية ضيقه أو متعصبة، فكل وثائق وأدبيات المؤتمر الشعبي العام تعاملت مع كلمة الثقافة كإطار عام وشامل لكل المعارف العقدية والعلوم التطبيقية والاجتماعية والإنسانية والآداب والفنون، وهذه كانت بمثابة رؤية استراتيجية انعكست بشكل أوتوماتيكي على كل برامج وانشطة المؤتمر الشعبي العام كتنظيم وكذلك على مناهج المؤسسات التعليمية للتعليم العام والجامعي والبرامج والأنشطة الثقافية لمؤسسات وزارة الثقافة والإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.. حيث تم الحرص أن تكون مناهجها وخططها وأنشطتها تحمل رسالة هادفه منتجه للوعي والتعليم والثقافة وكانت رؤية المؤتمر الشعبي العام حول الثقافة تتميز بأنها رؤية علمية و ثاقبة تجمع بين الأصالة والمعاصرة وليس فيها أي تعصب حزبي، ومن أجل تحقيق هذه الرؤية والنهوض بهذا المشروع تم إنشاء وتحديث بنية مؤسسية كبيرة لوزارتي الثقافة والإعلام والمؤسسات والهيئات والفروع والمراكز الثقافية التابعة لها، تعمل جميعها كمنظومة متكاملة من أجل تحقيق هدف واحد وهو " رفع مستوى الشعب ثقافيا " عبر وسائل حضارية وعصرية متعددة ومتنوعة سوف نتحدث عن مفرداتها لاحقا... وكان الحرص على أن تكون مؤسسات التربية والتعليم العام و الجامعي مبنية على أسس وأهداف تربوية وعلمية وثقافية حديثة فإلى جانب مخرجاتها العلمية المتعددة هي أيضا مؤسسات منتجة للثقافة ولجيل متعلم ومثقف، ومعروف ان جامعة صنعاء كانت إلى جانب كونها صرح تعليمي كبير كانت أيضا تمثل من خلال الأنشطة والفعاليات التي تقيمها من ندوات ومؤتمرات ومعارض الكتاب والفنون التشكيلية، والمعارض العلمية، والإصدارات العلمية والبحثية والثقافية التي تنتجها، واستضافتها للقامات العلمية والأدبية اليمنية، والعربية والاجنبية منارة للثقافة على مستوى اليمن والوطن العربي.. وعقب تحقيق الوحدة اليمنية المباركة تطور هذا التوجه وتوسعت دائرة الاهتمام بالثقافة والفنون والآداب، وترصد التقارير والإحصائيات‮ ‬المعنية‮ ‬بالشأن‮ ‬الثقافي‮ ‬تحولات‮ ‬وفعاليات‮ ‬كثيرة‮ ‬وكبيرة‮ ‬سوف‮ ‬تظل‮ ‬منارة‮ ‬مشرقه‮ ‬على‮ ‬صفحات‮ ‬التأريخ‮ ‬اليمني‮ ‬المعاصر‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63119.htm