علي حسن شعثان❊ - من فطرة الحرية والاستقلال وواحدية الأهداف الثورية تشابكت الأيادي الوطنية في اليمن السعيد وفُجّرت الثورة السبتمبرية الخالده شمالاً عام 1962م ضد النظام الإمامي ليكون عقب ذلك وفي العام التالي انبجاس ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة جنوباً ضد الاحتلال البريطاني، محققاً ذلك الإنبجاس زخم الانتصارات المرجوة للثورة الأم والمضي قدماً نحو الخلاص وإقامة الحكم الجمهوري شمالاً وبناء الدولة المستقلة جنوباً.
وقد تخطّى الثوار كل العقبات وردة الأفعال المواجهة مما يدل على ان الشخصية اليمنية لا تقبل القهر وأن حسب المتسلط ديمومته -او تقبل بالمشاريع الضيقة وان برزت لفترة زمنية. ففطرة هذه الشخصية مجبولة على كرم الاخلاق وفكر الاخاء كحالة انسانية كانت وما زالت وستظل إلى الأبد من حقيقة أن واقع الجغرافيا اليمنية وتاريخها بالإضافة إلى طريق المستقبل يحتّم ذلك.
مُفيدين بأن ثورة الرابع عشر من اكتوبر وبصحيح العبارة قد جسّدت هدف لملمة الشتات الذي صنعه المحتل وعملت على خلق الدولة المركزية ذات المشاريع الطموحة بفحوى الهوية العربية.
ولأكثر من أربع سنوات(14 أكتوبر 1963 م - 30 نوفمبر 1967م) تطلّب طرد المحتل البريطاني من عدن مقتحمين بعنفوان الكفاح الثوري المسلّح كل حواجز القهقرة التي وضعها المحتل بما فيها حاجز المواجهه العسكرية ليكون الانتصار والحرية والاستقلال.
فهل يعقل واهمو الراهن ذلك ويتركون محاولة التجزئة ونهب الثروات؟
وهنا لسنا بصدد أن نعدّد الاخطاء التي قادت إلى ما يُلاحظ حاليا من مآسٍ وآلام في صميم الجسد اليمني، بقدر ما نشير الى أن هذا الجسد يتعرض لمؤامرة النهش جرّاء المرور بحالة من الخلاف والذي يستلزمها علاج التوعية الوطنية.
فمن يرغب في السلطة بنسخة الإرتهان والوصاية ألا يسمع طلاب المدارس اليمنية صباح كل يوم دراسي واثناء تحية العلم يرددون نشيد السلام الجمهوري والمُذيّل بالبيت المفصح عن انه (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا).
ختاماً وفي الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر ندعو الجميع إلى الترحّم على ارواح الشهداء ونبذ كل ما يفتح للمتربصين تدخلهم.
ودمتم ودام اليمن السعيد في خير وسعادة.
❊ رئيس منتدى العُلا للدراسات
|