الشيخ/ قاسم عبدالرحمن العفيفي - ثورة الـ 14 من أكتوبر1963م كانت امتداداً وطنياً ونضالياً لثورة الـ 26 من سبتمبر1962م التي شكلت خلفية صلبة وقاعدة متينة لانطلاق ثورة الـ14 من أكتوبر.. في مثل هذا اليوم اندلعت أول شرارة لثورة الـ 14 أكتوبر1963م من قمم جبال ردفان الشماء بقيادة المناضل راجح بن غالب لبوزة الذي كان على رأس مجموعة من المناضلين الذين عادوا من صنعاء بعد ان حصلوا على اسلحة وذخائر من قيادة مجلس الثورة في شمال الوطن وكان لعودتهم اصداء كبيرة في ردفان والمناطق المجاورة وعلمت سلطات الاحتلال البريطاني بخبر عودة لبوزة وجماعته من صنعاء ومعهم عتادهم وسلاحهم الذي حصلوا عليه من شمال الوطن فأرسلت حملة عسكرية الى وادي المصراح الذي كان يتواجد فيه لبوزة وجماعته فأرسل له قائد الحملة رسالة يطالبه فيها بالحضور وتسليم سلاحه الذي حصل عليه من الجمهورية في صنعاء .. ولكن الرجل الثائر والشجاع رفض الانصياع لأوامر جيش الاحتلال البريطاني، واعاد لهم رسالتهم بعد ان وضع فيها طلقة رصاص وعبارة مختصرة بعدم تسليم السلاح والاستعداد للمواجهة مما اغضب قائد الحملة وبدأ بقصف المكان الذي كان يتحصن فيه الشهيد وجماعته، وقد استشهد في ذلك اليوم الخالد وهو يقاوم قوات جيش الاحتلال البريطاني وليسطر بدمه الزكي أولى صفحات الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني البغيض وكان أول شهيد لثورة الـ 14 من اكتوبر1963م.. واشتعلت المواجهة المسلحة في ردفان والمناطق المجاورة إيذاناً ببدء مرحله جديدة وهي مرحلة الكفاح المسلح بقيادة التنظيم السياسي للجبهة القومية والذي استمر لـ 4 سنوات وشمل مختلف مناطق الجنوب اليمني ومع تزايد الخسائر الكبيرة في صفوف افراد وضباط وعتاد قوات الاحتلال البريطاني اندحرت قواته تباعاً من مختلف مناطق الجنوب وفي صباح الـ 30 من نوفمبر من عام 1967م يجرون ذيول الهزيمة والعار ورحل معهم عملاؤهم من سلاطين ومستوزرين إلى غير رجعة ورفرفت راية الحرية والاستقلال في سماء عدن الباسلة التي كانت على موعد مع خطاب الاستقلال الوطني في ذلك اليوم والذي ألقاه الأمين العام للتنظيم السياسي الجبهة القومية السيد عبدالفتاح اسماعيل وانتخاب السيد قحطان الشعبي من قبل قيادة الجبهة القومية رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية..
إن ثورة الـ 14 من أكتوبر 1963م. مثلها مثل ثورة الـ 26 من سبتمبر قادها رجال صدقوا ماعاهدو الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلاً، انهم أصدق وأشرف الرجال الذين انجبتهم الارض اليمنية ورسموا لنا خارطة الطريق القويم لحماية الثورة واهدافها ومنجزاتها التي تحققت خلال 59 عاماً انقضت من عمر ثورة الـ 14 أكتوبر مليئة بالإنجازات.. والتحديات التي واجهها شعبنا وانتصر عليها وفيها الدروس والعبر التي يجب ان يفهمها اولئك الغزاة الجدد الذين عادوا لاحتلال وطننا تحت حجج وشعارات خادعة وغادرة وانهم لن يكونوا اقوى من جيش بريطانيا العظمى تلك الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس واندحرت من وطننا بعد احتلال دام قرابة 129 عاماً عانى فيها شعبنا في الجنوب من الفقر والجهل والمرض.. وما اشبه اليوم بالبارحة ونحن وللعام الثامن نواجه اعتى وابشع احتلال من تحالف عدواني جبان دمر الحجر والشجر ونشر الفقر والأوبئة والارهاب والجريمة والمخدرات مما يحتم على شعبنا وقواه الوطنية الشريفة الاصطفاف تحت راية المقاومة الوطنية لتحرير كل أراضي الوطن من دنس الاحتلال الأجنبي وعملائه، وندعو كل احرار الوطن والقيادة الوطنية والثورية في صنعاء وكل احرار الامة العربية والاسلامية والعالم اجمع.. ندعوهم إلى دعم ومساندة حركة التحرير في جنوبنا الحبيب بكل الوسائل لتعزيز وتكثيف المقاومة للاحتلال وعصاباته المجرمة والارهابية حتى نعيد للوطن استقلاله وسيادته الكاملة على كل ترابه الوطني وجزره ومياهه.. ونسال الله العلي القدير ان نحتفل بذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر في العام القادم وقد تم طرد كل جحافل الاحتلال ومرتزقتهم وعصاباتهم الإجرامية والارهابية..
ونسال الله ان يتغمد ارواح الشهداء بواسع الرحمة والمغفرة ولهم المجد والخلود، وان يشفي الجرحى، وان يعود الاسرى أو المخفيون قسراً إلى أسرهم سالمين..
وختاماً : نهنى أنفسنا وشعبنا وقيادته بأعياد الثورة اليمنية» سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر«.. وكل عام والجميع بخير، وشعبنا اليمني العظيم من نصر إلى نصر وفي أمن وسلام وتقدم..
|