حسـن عبدالـوارث -
❊ ذاعت، في وقت غير بعيد، حكايات بالغة الغرابة عن شخص احترف النصب وأجاد أساليبه، حتى كاد يؤسس لمدرسة -بل قُل أكاديمية- في عالم النصب وميادين الاحتيال، و حتى كاد النصب لديه أن يكون علماً منهاجياً والاحتيال فناً استثنائياً ! والعجيب ان هذا النصاب لم يكن يستهويه قط أن يتسقط ضحاياه من عامة الناس ودهماء القوم ورعاع المجتمع.. إنما كان يستهدف دائماً عليّة منتسبي المجتمع المخملي.. فقد كان ضحاياه من الحكام والأثرياء وكبار الفنانين والأدباء ومن مختلف الجنسيات!! والغريب أن هذا المحتال ينتمي إلى اسرة عريقة للغاية في حسبها ونسبها، وفي تاريخها العريض ورصيدها العظيم في النضال السياسي والكفاح الوطني والإسهام الثوري والفكري والتنويري على مدى عقود عدة!! ^ ذات يوم، باع هذا الشخص "جنبية" لأحد الحكام في دولة خليجية، زاعماً أنها ضاربة في عراقة المجد - صنعةً ومصدراً وملكيةً- و أخذ ثمنها مبلغاً بالغ الضخامة من المال، فيما هي لا تسوى شروى نقير!! كما نصب ذات يوم، على قائد سياسي كبير في دولة عربية.. وفي هذه الدولة نفسها احتال على روائية شهيرة.. و كانت هاتان العمليتان آخر ما وصل إلينا من اخبار مغامراته التي اثارت صداعاً شديداً في رؤوس أفراد أسرته العريقة، وفي رؤوس المسؤولين في هذه البلاد، على السواء! ^ وأذكر - والعهدة على الأستاذ الجليل الراحل عمر الجاوي- ان صاحبنا هذا كاد، ذات يوم، أن ينجح في النصب على رئيس يمني أسبق.. فقد جاءه زاعماً انه يحمل إليه رسالة شفاهية من عميد أسرته (وهو زعيم وطني معروف) كان يقيم في المهجر حينها.. وقد صدَّقه الرئيس.. فأنزله منزلة رفيعة من حسن الاقامة وكرم الضيافة لعدة أيام، حتى عرف الجاوي بالأمر -وكان يعرف هذا المحتال حق المعرفة- فأحبط مخططه الاحتيالي الذي لم تكن فصوله قد اكتملت بعد !! ^ سمعت، مؤخراً، أن صاحبنا هذا نزيل أحد السجون في صنعاء.. فقلت لمن أعلمني بهذا النبأ: اذا كان هذا الخبر صحيحاً، فإنني أخشى بالغ الخشية أن يحتال على مدير السجن فيطلق سراحه تحت تأثير نصبه الساحر واحتياله الباهر.. أو ربما صار مدير السجن سجيناً، وصاحبنا مديراً للسجن!!