الميثاق نت -

الإثنين, 31-أكتوبر-2022
أمين‮ ‬البشيري‬ -
الإدارة هي الأداة التي تقود الى التقدم الاقتصادي والاجتماعي والحضاري لأي أمه من الأمم وإن سبب تخلف الأمم لا يعود إلى نقص الموارد الطبيعية أو البشرية وإنما يعود ذلك بالدرجة الأولى إلى تخلف الإدارة فيها حيث إن الإدارة الفعالة تكون قادرة على الحصول على الموارد‮ ‬واكتشافها‮ ‬او‮ ‬استخدام‮ ‬المتاح‮ ‬منها‮ ‬أحسن‮ ‬استخدام‬‬‬‬‬‬‬

وعلى‮ ‬ذلك‮ ‬فإن‮ ‬العقبة‮ ‬الكبرى‮ ‬في‮ ‬سبيل‮ ‬التقدم‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬للأمم‮ ‬هي‮ ‬سوء‮ ‬الإدارة‮ ‬او‮ ‬ضعفها‮ ‬إذ‮ ‬ان‮ ‬سوء‮ ‬الإدارة‮ ‬أو‮ ‬ضعفها‮ ‬يؤديان‮ ‬إلى‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬التخلف‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وما ينطبق على الأمم والمجتمعات ينطبق على المنظمات والشركات المختلفة الزراعية منها والصناعية والتعليمية والخدمية حيث ان نجاح هذه المنظمات والشركات وتقدمها يعودان الى الإدارة الجيدة والفعالة، وتعثرها يعود إلى الإدارة المتخلفة والضعيفة فيها.

وتشير العديد من المشاهدات إلى أن الدول الأكثر تقدماً والتي يرتفع فيها المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي تمتلك إدارة متقدمة، في حين أن الدول المتخلفة تظهر فيها الإدارة ضعيفة إن لم تكن سيئة..

لذلك تعتبر الإدارة عاملا مهماً وصرورياً لتقدم المجتمع ونموه وازدهاره إذ أن العبرة ليست فيما يملكه المجتمع من موارد وامكانات فهناك العديد من الدول النامية تملك ثروات وموارد هائلة منها الطبيعية والبشرية ولكنها تتصف بالتخلف والفقر لكونها عاجزة عن توفير الإدارة‮ ‬الواعية‮ ‬القادرة‮ ‬على‮ ‬تهيئة‮ ‬هذه‮ ‬الموارد‮ ‬واستغلالها‮ ‬بالشكل‮ ‬الأمثل‮ ‬وتوجيهها‮ ‬إلي‮ ‬ما‮ ‬يحقق‮ ‬اهداف‮ ‬المجتمع‮ ‬ويؤدي‮ ‬إلى‮ ‬نموه‮ ‬وازدهاره‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

كما ان أي منظمة او شركة لا تستطيع أن تحقق أهدافها إلا من خلال إدارة فعالة وكفؤة قادرة على تهيئة الموارد والكفاءات وحسن استغلالها، فالإدارة الفعالة تستطيع أن تمزج بين الموارد البشرية والطبيعية المتاحة بشكل أفضل، إدارة تستطيع أن تضع الخطط السليمة التي تكفل تحقيق الاهداف بأفضل الطرق وأقل التكاليف والوقت المناسب إدارة قادرة على إقامة الهيكل التنظيمي الجيد وتنمية الكفاءات الإدارية المناسبة وتوجيه العاملين وإرشادهم وكسب ثقتهم بما يؤدي الي تحقيق أهدلف المنظمة او الشركة وبالتالي أهداف المجتمع ككل..

وليس هناك أوضح من التجربة اليابانية فاليابان دولة فقيرة بالإمكاتات الذاتية سواء من حيث الثروات الطبيعية أو المساحة الزراعية فهي تستورد (90٪)من مدخلات الانتاج فيها ومع ذلك تعتبر من حيث الكفاءة الانتاجية ومستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي من أرقى الدول، بينما نجد دولاً أخرى غنية بالموارد المالية والثروات الطبيعية ومتسعة المساحة ومع ذلك فإنها تعتبر من الدول المتخلفة.. إن السبب الرئيسي يعود بدرجة كبيرة الى نمط الإدارة السائدة التي تعتمد على البيروقراطية الإدارية والتصرف الفردي السلطوي مما أدى الي تفاقم مشكلات عدة‮ ‬منها‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬ظاهرة‮ ‬الفساد‮ ‬الإداري‮ ‬والمالي‮ ‬والمحسوبية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وإذا‮ ‬كان‮ ‬ذلك‮ ‬ينطبق‮ ‬على‮ ‬الدول‮ ‬فهو‮ ‬ينطبق‮ ‬أيضاً‮ ‬على‮ ‬الشركات‮ ‬والمشاريع‮ ‬الصغيرة‮ ‬والكبيرة‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬الوطني‮ ‬والاقليمي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬



تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63173.htm