الميثاق نت -

الثلاثاء, 15-نوفمبر-2022
الميثاق نت: -
بخلاف الموقف الامريكي الذي تكرر الحديث والاعلان عنه في اكثر من مناسبة بإنهاء العمليات العسكرية في اليمن، تتسارع وتيرة الاحداث امريكياً -بريطانياً في اليمن نحو بسط نفوذ واقع لايمكن ان ترفضه اطراف الصراع في اليمن، وبالذات حكومة صنعاء الذي تقف في وجه هذه التحركات‮ ‬باتجاه‮ ‬السيطرة‮ ‬البحرية‮ ‬واحتلال‮ ‬باب‮ ‬المندب‮ ‬،وان‮ ‬تكون‮ ‬السواحل‮ ‬اليمنية‮ ‬تحت‮ ‬مجهر‮ ‬قواتها‮..‬
وبالتوازي مع التحركات الدبلوماسية الامريكية لمبعوثها ليندركينغ باتجاه احباط وعرقلة اي اتفاقات قد تعبّد طريق التسوية بين حكومة صنعاء ودول تحالف العدوان،كونها تعد عرقلة او اطاحة بمشروعها ومخططها الجاري تنفيذه من خلال مساعيها ودعواتها لإنهاء الازمة والحرب في اليمن.. لكن على الارض تظهر اهداف تلك التحركات والتحولات الرهيبة في المواقف الامريكية وبالذات مع الضغوط والسقوط المدوي لها اثر تدخلاتها في حرب اوكرانيا،وتوريطها لدول اوروبا في حرب لانهاية لطموحها المدمر..
تسعى امريكا -بحسب مايراه مراقبون- الى بسط نفوذها على باب المندب وخطوط التجارة العالمية لتخفيف حدة الضغوط الداخلية التي تعانيها والتي خلفتها تداعيات حرب اوكرانيا.. وضعوظ الدب الروسي والتنين الصيني كمنافسين قويين لهيمنتها،وهذا ماجعلها تتعجل في حل الملف اليمني وايجاد صفقات تمكنها من تغذية النقص الحاصل في مخزونها النفطي،سواء عبر احتلالها مناطق نفطية ونهب ثرواتها كما في حضرموت او بسيطرتها على باب المندب كمنفذ للتجارة العالمية وبذلك ستحل محل قرصنة سفن التجارة والتحول الى قرصان لسرقة التجارة العالمية.

زيارة‮ ‬الأمريكي‮ ‬لعُمان‮..‬وخبثه
هذا مايبدو جلياً من محاولة المبعوث الامريكي لعرقلة اتفاق كان مزمعاً او متوقعاً انجازه حول مرتبات الموظفين وفقاً لكشوفات عام 2014م مع حكومة الفنادق والتحالف السعودي عبر الوسيط العماني..بحسب ماكشفه رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط الاسبوع الماضي،الذي‮ ‬أكد‮ ‬أن‮ " ‬الدور‮ ‬الأمريكي‮ ‬في‮ ‬مسألة‮ ‬الهدنة‮ ‬خبيث‮ ‬وخطر،‮ ‬وهو‮ ‬من‮ ‬لا‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬تجدد‮ ‬الهدنة‮ ".‬
‮ ‬وقال‮ : "‬نحن‮ ‬أمام‮ ‬أطراف‮ ‬مستفيدة‮ ‬من‮ ‬العدوان‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تدفع‮ ‬الآن‮ ‬إلى‮ ‬تفجير‮ ‬الوضع‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬العسكري‮ ‬وعلى‮ ‬المستوى‮ ‬السياسي‮".‬
موضحاً‮ ‬أن‮ " ‬مشاورات‮ ‬الهدنة‮ ‬كانت‮ ‬وصلت‮ ‬إلى‮ ‬مستوى‮ ‬تفاهم‮ ‬جيد‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬وصل‮ ‬المبعوث‮ ‬الأمريكي‮ ‬إلى‮ ‬المنطقة‮ ‬وأفشل‮ ‬هذه‮ ‬الجهود‮ ".‬
مؤكداً‮ ‬أن‮ "‬المبعوث‮ ‬الأمريكي‮ ‬يحاول‮ ‬أن‮ ‬يظهر‮ ‬في‮ ‬الإعلام‮ ‬كحمامة‮ ‬سلام،‮ ‬بينما‮ ‬تحركاته‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬تؤكد‮ ‬أنه‮ ‬بوم‮ ‬شؤم‮ ".‬
ويرى مراقبون ان ذلك هو ما فسر تهافته المبعوث" ليندر" الايام الماضية ولقاء خارجية بلاده قبل ايام بوزير الخارجية العماني..بمعنى ان هذه الاطراف الدولية ستكون عقبة امام الوصول الى توافق واتفاق فيما بين صنعاء وقوى التحالف ومرتزقتهم، او تنفيذه في حال تم.

نشاط‮ ‬محموم
يكشف‮ ‬ذلك‮ ‬ايضاً‮ ‬تصاعد‮ ‬نشاط‮ ‬القوات‮ ‬الأمريكية‮ ‬في‮ ‬المياه‮ ‬المحيطة‮ ‬باليمن‮ ‬بشكل‮ ‬ملحوظ‮ ‬خلال‮ ‬الشهريين‮ ‬الماضيين‮..‬
إلا أن التحركات الأمريكية، أخذت في الآونة الأخيرة، طابعاً أكثر عنفاً، قياساً بما كان عليه الوضع سابقاً، حيث قامت قوات البحرية الأمريكية الأحد قبل الماضي، بإطلاق النار على قارب صيد، ما أدى إلى مقتل أحد الصيادين واصابة اثنين بجروح في سواحل محافظة المهرة .
وقد‮ ‬تم‮ ‬الهجوم‮ ‬على‮ ‬صيادي‮ ‬المهرة،‮ ‬بعد‮ ‬قرابة‮ ‬أسبوع‮ ‬من‮ ‬إقدام‮ ‬البحرية‮ ‬الأمريكية‮ ‬على‮ ‬اعتقال‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬الصيادين‮ ‬اليمنيين‮ ‬قبالة‮ ‬سواحل‮ ‬الحديدة‮ ‬في‮ ‬البحر‮ ‬الأحمر‮.‬
ويُعد‮ ‬الهجوم‮ ‬الأمريكي‮ ‬على‮ ‬الصيادين‮ ‬اليمنيين‮ ‬مؤشراً‮ ‬خطيراً‮ ‬حول‮ ‬حجم‮ ‬التوتر‮ ‬الذي‮ ‬تعيشه‮ ‬القوات‮ ‬الأمريكية‮ ‬المتواجدة‮ ‬في‮ ‬مياه‮ ‬البحر‮ ‬العربي‮ ‬والبحر‮ ‬الأحمر‮ ‬المحيطة‮ ‬باليمن‮.‬
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة رفعت مستوى حالة الاستنفار قبالة سواحل اليمن، في إطار ما يبدو استعدادات أمريكية لتدشين مرحلة جديدة من الصراع داخل خطوط الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي اللذين تستحوذ اليمن على معظم شواطئهما.

وصول‮ ‬قوات‮ ‬أجنبية‮ ‬الى‮ ‬المهرة‮ ‬والمكلا
جاء ذلك بالتزامن مع وصول قوات امريكية الى مطار المكلا- برفقة السفير الامريكي في اليمن- الى حضرموت واستقباله من السلطة المحلية، وهي الزيارة التي استفزت كثيراً من اليمنيين باعتبارها توجه رسالة محتل في اطار تقاسم نهب ثروات اليمن.. جاء ذلك مع وصول قوات بريطانية الى مطار الغيظة بحجج حماية التجارة العالمية وكبح جماح الارهابيين الذين سيتم انتاجهم فيما بعد من قبل هذه القوات،واستجلابهم من دول القرن الافريقي.ولتكون مناطق سيطرتهم معسكرات إعداد الارهابيبن لتهديد التجارة العالمية..هذا مايتوقعه مراقبون ،ومافسروه ازاء التواجد‮ ‬الحثيث‮ ‬لقوات‮ ‬هاتين‮ ‬الدولتين‮ ‬في‮ ‬الاراضي‮ ‬اليمنية‮.‬

استفزاز‮ ‬صارخ
وزارة‮ ‬الخارجية‮ ‬في‮ ‬حكومة‮ ‬الانقاذ‮ ‬دانت‮ ‬تصريحات‮ ‬السفير‮ ‬الأمريكي‮ ‬من‮ ‬داخل‮ ‬أراضينا‮ ‬المحتلة‮ ‬والتي‮ ‬تعد‮ ‬استفزازاً‮ ‬صارخاً‮ ‬لمشاعر‮ ‬ملايين‮ ‬اليمنيين‮ ‬المحاصرين‮.‬
وقال نائب وزير الخارجية حسين العزي في تغريدة له- الأربعاء: إن" تصريحات السفير الأمريكي من داخل أراضينا المحتلة تعد استفزازاً صارخاً لمشاعر ملايين اليمنيين المحاصرين"، مؤكداً أنها لا تراعي مقتضيات العمل من أجل السلام.
وأضاف‮ ‬العزي‮:" ‬يجب‮ ‬على‮ ‬واشنطن‮ ‬تعديل‮ ‬سياساتها‮ ‬العدائية‮ ‬ضد‮ ‬الشعوب‮ ‬وإعادة‮ ‬تقديم‮ ‬نفسها‮ ‬على‮ ‬أساسٍ‮ ‬من‮ ‬الاحترام‮ ‬الكامل‮ ‬لحقوق‮ ‬شعبنا‮ ‬وسيادة‮ ‬وثروات‮ ‬بلدنا‮ ‬المعتدَى‮ ‬عليه‮.‬

نشاط‮ ‬عدائي
‮ ‬مراقبون‮ ‬يرون‮ ‬زيارة‮ ‬السفير‮ ‬الامريكي‮ ‬نشاطاً‮ ‬عدائياً‮ ‬يندرج‮ ‬ضمن‮ ‬سياسة‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬التي‮ ‬تستهدف‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬اليمن‮ .‬
ويعتقدون أن الاعتداءات الأمريكية على الصيادين اليمنيين، تنم عن تحضيرات غير معلنة من قبل الولايات المتحدة، لتصعيد عسكري محتمل في اليمن، حيث تشير الهجمات التي شنتها القوات الأمريكية على الصيادين اليمنيين خلال فترة أقل من أسبوع، إلى أن واشنطن قررت التخلي عن سياسة‮ ‬اللعب‮ ‬من‮ ‬خلف‮ ‬الستار‮ ‬والتدخل‮ ‬بشكل‮ ‬مباشر‮ ‬في‮ ‬الحرب‮ ‬على‮ ‬اليمن‮.‬

سيناريوهات‮ ‬ساحلية
خلال العام 2021م أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف جديد في البحر الأحمر بحجة " حماية الملاحة في البحر الأحمر" إلا أن ذلك التحالف أخذ شكلاً مريباً، من حيث افتقاره للذرائع من جهة، إضافة إلى كونه لا يخرج عن سياق تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول ما يصفونه بـ"المخاطر التي تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر"، وهي تصريحات تعبر في حقيقتها عن توجهات أمريكية للسيطرة على باب المندب، وجزر اليمن المتناثرة في الامتداد الطبيعي لباب المندب في البحرين الأحمر والعربي، وقد سبق لقائد القيادة الوسطى الأمريكية السابق، كينيث ماكينزي، أن اعترف صراحةً خلال مقابلة مع قناة الجزيرة أواخر مايو 2021م، أن الولايات المتحدة على تنسيق كامل مع الإمارات فيما يخص قيام الأخيرة بنقل قواتها من ارتيريا إلى جزيرة ميون اليمنية الواقعة على مدخل البحر الأحمر.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن الولايات المتحدة تحتفظ بعدد من السيناريوهات لتفخيخ طرق الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر، ويُعد استخدام سيناريو الجماعات الإرهابية، إحدى أبرز الذرائع التي قد تلجأ إليها واشنطن لتثبيت تواجدها العسكري في مضيق باب المندب وجزر اليمن، حيث لا يستبعد البعض أن يعمل الأمريكيون على الدفع بالجماعات الإرهابية لتنفيذ هجمات تستهدف السفن التجارية في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بما يوفر الحجج للأمريكيين لفرض تواجد عسكري على أطراف باب المندب وجزر اليمن في البحر الأحمر.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63242.htm