عارف الشرجبي - منذ عقد ونيف والمؤتمر الشعبي العام يتعرض لمؤامرات ودسائس خبيثة برزت في محطات عدة كانت أبرزها مؤامرة 2011م ومابعدها من قبل احزاب وكيانات وتنظيمات تراءى لها أن بقاء المؤتمر قوياً متماسكاً يَحول دون تحقيق اهدافها ومصالحها التي غالباً ماتكون خارج النظام والقانون ، فسعت جاهدة لتشويه المؤتمر وإضعافه وتمزيقه بكل السبل والوسائل القذرة والتي لاشك أنها قد تحطمت أمام قوة وصلابة وتماسك المؤتمر واصطفاف قواعده ومناصريه حول قيادته (السابقة والحالية) فباءت كل تلك المؤامرات والدسائس بالخيبة والفشل الذريع..
في هذا المقال لن أتحدث عن تفاصيل مؤامرات خصوم المؤتمر التقليديين (الاحزاب والمكونات) لأنها واصحابها سيظلون اقزاماً أمام المؤتمر وقواعده العريضة وأمام عظمة تاريخه العريق المرصع بالعطاء والمنجزات الوطنية العملاقة التي تملأ السهل والجبل في يمننا الحبيب ، وبالتالي سوف يقتصر حديثي عن مؤامرات ذوي القربى وخناجرهم المسمومة وهم الذين حُسِبوا على المؤتمر الشعبي العام بعد ان تسللوا إليه في غفلة من الزمن ولقوا فيه الملاذ الآمن بعد التشرد والذل والانكسار والتهميش من قِبَل احزابهم --الحقيقية -- التي همشتهم ونكلت بهم قبل ان ينضموا للمؤتمر الذي أمَّنهم وأعاد لهم امل الحياة الكريمة ودفع بهم الى واجهة الاحداث السياسية والاجتماعية وتبوأوا المناصب السيادية الرفيعة، ولكننا بكل أسف لم نر منهم إلا الجحود، فعضوا اليد التي امتدت اليهم وتآمروا على المؤتمر بكل خبث وانحطاط..
هؤلاء المتسللون الذين لم يكونوا إلا خنجراً مسموماً غُرس في جسد المؤتمر وكانوا اول المتآمرين عليه، جعلونا نتذكر قول تلك المرأة للذئب حين عَقَر شاتها (عقرت شويهتي وفجعت قلبي .
وانت لشاتنا ولدُ ربيبُ.
غُذٍيتَ بِدَرًِها ورَبَيتَ فينا.
فَمَن انبأك أن اباكَ ذئبُ.
إذا كان الطباع طباع سوءِ.
فلا أدب يُفيد ولاحليبُ)..
بالامس البعيد 2014م ظهر حفنة من الانتهازيين يتقدمهم (الدنبوع) الذي اراد ان يتسنم رئاسة المؤتمر الشعبي العام خلافاً للنظام الداخلي ومُغايراً لقناعات كل قيادات وقواعد المؤتمر وتكويناته القيادية والقاعدية، وعندما فشل في تحقيق هدفه في الوصول إلى رئاسة المؤتمر رغم مساندة المبعوث الأممي الاسبق سيئ الصيت (جمال بنعمر) الذي خرج عن طبيعة مهمته كمبعوث اممي وتحول الى وكيل شريعة وخصم سياسي غير شريف للمؤتمر تم تكليف المدعو احمد الميسري وحفنة انفصالية تعيسة مغمورة طامحة في الظهور وتحقيق المنفعة الرخيصة للقيام بمحاولات بائسة لشق المؤتمر واستنساخه بمسميات انفصالية عفنة مريضة كأصحابها إلا أن تلك المؤامرة باءت بالفشل الذريع ولم يحالفهم حظهم العاثر إلا بالذهاب الى مزبلة التاريخ وهم يجرون أذيال الخيبة رغم محاولاتهم المتكررة لهذا الفعل الذي يُخلق ميتاً في الاساس..
اليوم وبحسب الاخبار المسربة من كواليس المؤامرات على المؤتمر وما تُسربه بعض المواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي فإننا نشتم رائحة نتنة لمؤامرة جديدة لنفر ضئيل وعدد محدود لايتجاوز اصابع اليدين وهم ايضاً من المندسين الذين حُسبوا على المؤتمر الشعبي العام في غفلة من الزمن، كُلِفوا بعملية التآمر لشق المؤتمر وتفريخه تحت مسميات وادعاءات وذرائع زائفة وكاذبة مَسخة ما انزل الله بها من سلطان ، وقد فعلوا مافعلوه لإيجاد غِطاء سياسي أمام المجتمع الدولي ليُكمِلوا عُقدة النقص التي يعانون منها ويسترون عوراتهم المكشوفة، متناسين أن المؤتمر عصي على كل المؤامرات وكيد الدُخلاء، وأنه مُحَصًَن بلائحة تنظيمية واضحة ونظام داخلي يستحيل اختراقهما أو تجاوزهما مهما حاول الاقزام والجاحدون الاصطياد في المياه العكرة ..
لا أخفيكم انني اشفق على هؤلاء الموتورين والطامحين في الوصول إلى قيادة المؤتمر ولكنهم يثبتون انهم اغبياء وعديمو خبرة في العمل السياسي لاسيما وهم بهذه العقلية السطحية والبدائية العقيمة ولو لم يكونوا فعلا سُذًجاً وغرباء وادعياء طارئين على المؤتمر لكانوا قد قرأوا النظام الداخلي أو على الأقل المواد (من 24- 26) بكل تعقيداتها واشتراطاتها التي يستحيل الايفاء بها في الوقت الراهن نظراً لما تعاني منه البلاد ، ليدركوا انه من سابع المستحيلات تحقيق أحلامهم المريضة في شق وتفريخ المؤتمر بهذه السذاجة العدمية وبالتالي فإنهم يؤكدون للعالم انهم ليسوا مؤتمريين اصلاً، ولايحق لهم التحدث باسم المؤتمر بأي حال من الأحوال، وإلا لكانوا سُعِدوا بأن قيادة المؤتمر ممثلة برئيسه الأخ صادق بن امين ابو راس قد استطاع ان يحافظ على تماسك وحدة المؤتمر رغم كل التحديات والاعاصير والظروف الاستثنائية العصيبة التي لم يمر بها المؤتمر منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م وحتى الآن، الامر الذي جعل كل قيادات وقواعد المؤتمر وهم بالملايين تقف خلف رئيس المؤتمر لأنه اثبت انه ربان ماهر قاد سفينة المؤتمر بكل حنكة وحرفية نادرة فاستطاع ان يلم الشمل ويجمع الصفوف ويعزز من تماسك الجبهة الداخلية رغم الاعاصير العاتية التي واجهت المؤتمر عقب رحيل الزعيم المؤسس الرئيس علي عبدالله صالح --رحمة الله عليه-- فقد كان الكثير من خصوم المؤتمر يتوهمون ويشيعون بعقلياتهم المريضة أن بذهاب (صالح) سيذهب المؤتمر بحسب اوهامهم وهرطقاتهم القائلة بأن (المؤتمر) حزب الحاكم (صالح) وإذا ذهب الحاكم ذهب المؤتمر..
وهنا فإنني اتساءل قائلاً: لحساب من يعمل هؤلاء النفر الساعون لشق وتدمير المؤتمر وتشتيته..؟!
وما هي الاحزاب والقوى والمكونات -سواء في الداخل أو الخارج- المستفيدة من عملية التمزيق والتي كلفتهم للعمل لحسابها من اجل تدمير المؤتمر وتمزيقه؟!
وما الثمن الذي سيجنونه لتنفيذ هذه المهمة القذرة التي لا يقبل بها إلا السفلة والمنحطون الذين اعتادوا على بيع مواقفهم مهما كانت الأثمان بخسة وعفنة وهينة ومُذلة أو ان هؤلاء المتآمرين على وحدة المؤتمر الساعين لتمزيقه هم جزء اصل في مؤامرة تمزيق اليمن وتشطيره ولذا فقد استبقوا الاحداث وهم الآن يسعون لاستنساخ المؤتمر ليستظلوا به في حال الانفصال الذي يبدو انهم جزء أساسي في رسم معالمه ومتطلباته وادواته القذرة ..
أختم فأقول :
أين تلك الهامات التي شاركت في تأسيس المؤتمر ، ولماذا يسكتون أو يتماهون مع محاولات التمزيق، ولماذا يغضون الطرف عن المتآمرين على المؤتمر وتفريخه وتفكيكه بل وذبحه من الوريد الى الوريد وهم ينظرون في الوقت الذي كنا ومازلنا نُعَوّل عليهم الكثير في إسكات تلك الاصوات النشاز التي تدعي وصلها بالمؤتمر وهم بالأساس متسللون إليه في غفلة من الزمن..
|