توفيق الشرعبي - في مثل هذا الشهر قبل اربعين عاماً وتحديداً في الـ15 من نوفمبر 1982م صدر العدد »صفر« من صحيفة (الميثاق) لتكون لسان حال للمؤتمر الشعبي العام الذي تأسس في الـ24 من أغسطس 1982م.. مستمدة اسمها من (الميثاق الوطني) الدليل النظري الذي كان نتاج جهود جماعية اشتركت في صياغته مختلف القوى والفئات الاجتماعية والشخصيات الوطنية والذي ظلت صحيفة (الميثاق) تستمد حيويتها ومحتواها من مضامينه المستمدة من تاريخ وتراث شعبنا وواقعه ومصالحه وطموحاته ومن انتمائه الديني والوطني والقومي وعقيدته الراسخة..
لقد مثل العدد (صفر) من صحيفة الميثاق ميلاد منصة إعلامية فتحت صفحاتها للجميع للتعبير عن آرائهم وأفكارهم فتوافدت الأقلام إليها وتنوعت الآراء على صفحاتها سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية في صورة لم تكن معهودة في نظيراتها من الصحف العربية التي تنطق بلسان حال الأحزاب أو التنظيمات..
كما أن هامش الحرية الذي كفلته (الميثاق) من العدد (صفر) لم يجعلها شبيهة للصحف الرسمية كما كان حاصلاً في كل صحف الأحزاب الحاكمة.
ومع كل عدد جديد كان تأثير (الميثاق) يتنامى في الوجدان العام فيما يتعلق بقضايا الوطن الغارق في الصراعات والخلافات الطاحنة وتضارب الأفكار والتي أفضت بالبعض حينها إلى التبعية لجهات خارجية..
فكان لصحيفة »الميثاق« دور وطني مهم في لملمة الشتات الفكري والاسهام الفاعل في تغير توجهات بعض الآراء وتعرية الأفكار الداخلية..
ولعل ما يميز صحيفة (الميثاق) أنها طيلة أربعة عقود ظلت تستهدي بالميثاق الوطني في رسم خططها الإعلامية فيما يتعلق بالقضايا والثوابت الوطنية فاستمرت هذه المسيرة الصحفية بذات القول والدور تجاه الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية..
ومناصرة لقضايا المرأة .. ومنتصرة لحق الأجيال في التعليم المجاني ..ومانحة مساحة لحرية التعبير عن الرأي لكل الأقلام حتى وإن كانوا من خارج التنظيم الذي تنطق باسمه..
وفي هذه المسيرة كانت صفحات »الميثاق« شاهداً على خطابها الوطني الوحدوي المناوئ للتعصب المذهبي أوالطائفي أو السلالي أو العنصري أو المناطقي .. والرافض للغلو والتطرف والإرهاب بكافة أشكاله .. وتبوبت صفحاتها وفقاً لتنوع محتواها سياسياً واقتصادياً وإدارياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً وتربوياً وفنياً وغيرها من هذه الموضوعات التي وجدت طريقها للتناول بالخبر والرأي والرؤية والتحليل ..وبسياسة تحريرية محافظة أكسبت الصحيفة مزيداً من الاعتدال والوسطية وجنبتها الصدامات الإعلامية الحادة مع الخصوم السياسيين لتنظيم المؤتمر الشعبي العام..
ولهذا تناوب على رئاسة تحريرها أكثر من عشرة رؤساء تحرير ورغم اختلاف آرائهم وأفكارهم إلا أن سياسة (الميثاق) خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الوطنية وهموم المواطنين ظلت في مسارها لا تغيرها تقلبات المراحل ولا أمزجة السياسة..
أربعة عقود من عمر صحيفة (الميثاق) تاريخ ناصع البياض يؤكد أن هذه الصحيفة لم يأتِ عليها وقت قالت فيه شيئاً وفعلت عكسه، وها هي اليوم ورغم الظروف والتحديات والمصائب التي حلت على المؤتمر الشعبي العام إلا أن الخطاب الاعلامي للسان حاله ، ظل خطاباً تنظيمياً وطنياً منتصراً للقضايا والمصالح الوطنية العليا.. ومنحازاً للشعب اليمني.. خطاباً عقلانياً لم ينجر إلى المهاترات والمناكفات في مراحل بالغة التعقيد ولم يسقط في وحل الإساءة أو مستنقع العمالة..
وبالذكرى الأربعين لصدور عددها (صفر) وكإعلاميين مؤتمريين كان لنا شرف العمل في هذه الصحيفة يحق لنا أن نعبر عن فخرنا بهذه السيرة العطرة لصحيفة (الميثاق) وهي مسيرة حفلت بإنجازات وتطورات إعلامية كبيرة ولا تزال متجددة العطاء والإبداع.. متميزة المحتوى والشكل.. مستوعبة هموم ومطالب تنظيمها بقيادة المناضل الجسور الأخ صادق بن أمين أبوراس -رئيس المؤتمر- الذي لا تشغله الظروف عن متابعة الصحيفة وتقديم النصح والتوجيهات لهيئة تحريرها للاستمرار في تقديم الخطاب الإعلامي اللائق بتاريخ تنظيمنا الرائد المؤتمر الشعبي العام الذي ما انفك يجسد أهداف ومبادئ الثورة اليمنية في برامجه وأنشطته ومواقفه ..ويحافظ على مصلحة شعبه وثوابته الوطنية.. ويستجيب بوعي واقتدار لمختلف التحديات..
ختاماً نهنئ أنفسنا والعاملين في صحيفة الميثاق وكافة الإعلاميين المؤتمريين وكل الأقلام والقراء الذين ساهموا وأسهموا في الوصول بالصحيفة إلى سن الرشد والحكمة لتؤلف للأجيال (سفراً) إعلامياً صادق الحرف والوعد مع الله ..مع الوطن .. مع الشعب.. مع المؤتمر.
|