الميثاق نت -

الأربعاء, 16-نوفمبر-2022
عبدالجليل‮ ‬أحمد‮ ‬ناجي‬‬ -
التراث الشعبي اليمني واحد من أهم مكونات الثقافة اليمنية المرتبطة بالإنسان اليمني في مراحل حياته المختلفة وهو تراث متشعب ومتنوع ما بين الشعر الفصيح ، والشعر الشعبي ؛ والشعر الحميني ، والأمثال والحكم ، والفنون الشعبية ، ومنها الأغاني وفيها ألوان كثيرة تقريباً كل منطقة لها لون ، صنعاني ، حضرمي ، تعزي ، إبي ، تهامي ، رازحي ، أغاني الأعراس (الزفة) وأغاني الشجن الفراق أو كما تسمى في بعض نواحي تعز الملالة، والأناشيد الوطنية والدينية، وأغاني الرعاة، والجمَّالة، والمهاجل الزراعية، والزجل، والزوامل، وفن العزف على الأدوات والايقاعات الطربية، العود، الإيقاع، الطبل، الطاسة، الصحن، الشبابه، المزمار، والرقصات الشعبية الفلوكلورية المتنوعة، ويعتبر التراث الشعبي والفلوكلوري اليمني ثروة ثقافية كبيرة ، وهو أكثر شيء في جانب الموروث الثقافي التأريخي عرضة للسطو، والضياع، والإندثار، لأن جزءاً منه أو أغلبه إما تراث شفهي ينتقل من جيل إلى جيل مشافهة ، أو تتوارثه الأجيال مثل الأزياء الشعبية للرجال والنساء والأطفال ، والمنتجات الحرفية ، وأدوات المعيشة ، والحراثة ، والطحن ، والطبخ ..الخ ، ومن خصائص تراثنا أنه متعدد ومتنوع، منه واسع الإنتشار في مناطق كثيرة من اليمن ، ومنه خاص بمناطق معينة، وقديماً كانت حياة الإنسان اليمني ذات طابع رعوي مستقر فمنذ أن يولد ترتبط حياته بالقرية أو المنطقة التي يعيش فيها، وفيها مصدر عيشه في الرعي، والحراثة، والزراعة ، أو أي حرفة أخرى ، وتنقلاته محدودة، وكانت هذه الفنون الشعبية هي وسائله الترفيهية في حِله وترحاله بين الأودية للزراعة وفي الجبال والسهول للرعي ، أو في مكان ممارسته حرفته، وفي المناسبات الدينية والاجتماعية، وكل مناسبة لها طقوسها، وكل موسم زراعي له طقوسه وكل منطقة لها طقوسها ، طبعاً الحياة لا يمكن أن تستمر على نمط واحد فلابد ما تحدث تحولات وكل مرحلة تحول لها تفاعلاتها وجديدها خصوصاً تلك التحولات التي وُجدت نتيجة لكسر حواجز العزلة المعرفية وتجاوز الحواجز الجغرافية بين السكان المحليين من ناحية والشعوب الأخرى من ناحية أخرى، وهذه المتغيرات حدثت في كثير من مناطق الشمال، وبعض مناطق الجنوب وبالتحديد المناطق الريفية والجبلية ومناطق البدو متأخرة ربما بعد قيام ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين، لكن المناطق الحضرية ومناطق الموانىء كانت على صلة بما حولها وبالخارج ولو بنسب متفاوتة بفعل حركة النشاط التجاري وبإعتبارها محطات للمسافرين والتجار والمهاجرين ..وهنالك عوامل اخرى منها حركة الهجرة او الاغتراب ، وشق الطرق وانتشار وسائل المواصلات الحديثة ، وقد كان لهذه التحولات تأثيرها على الثقافة الشعبية والفلوكلور الشعبي ، فمثلاً التمدين أدى إلى تحول جزء كبير من الناس من النمط الحياتي الزراعي الرعوي إلى العمل في المدينة في الوظائف ، والصناعة ، والتجارة والمهن...الخ، وبالتالي تغير مجرى حياتهم ونمط ثقافتهم وعاداتهم فلم تعد العادات والطقوس المرتبطة بحياة القرية والزراعة والرعي تثير إهتمامهم، ولم تعد ضمن طقوس حياتهم اليومية، ولم يلقنوها الأجيال التي ستأتي بعدهم، ومن ناحية أخرى فقد جذبتهم الحياة في المدينة إلى أنماط جديدة من العادات والتقاليد والثقافات ، وجلبت لهم الأسفار إلى بلدان أخرى ثقافات وافدة جديدة بفعل علاقات التأثير والتأثر بين الشعوب ، وشحنت آذانهم ، وخطفت أبصارهم وسائل الاتصال الجماهيري الحديثة بثقافات يتم التسويق لها بوسائل تقنية جديدة مثل الراديو وأشرطة الكاست، والفيديو، والسينما، والصحيفة، والمجلة، والموضات، وهنا اصبح الحفاظ على الموروث الثقافي الفلوكلوري مهمة الدولة بما تملكه من وسائل إعلام وتوثيق ونشر حديثة تواكب متطلبات العصر، ومتاحف، ومعارض، وفعلاً لولا أن الدولة انتهجت عقب قيام الثورة سياسة الحفاظ على هذا الموروث، وبعدها تبنى المؤتمر الشعبي العام في برامجه وانشطته الثقافية والإعلامية مشروع الحفاظ على هذا التراث وتوظيف كل المنابر الثقافية والإعلامية لخدمتة لكان معظمه اندثر وأصبح في خبر كان، وبالذات مع وجود تيارات سياسية يسارية ترى في كل ما هو محلي منقصة، وتيارات يمينية متزمتة وغير وسطية تؤمن بضرورة تنميط المجتمع فكرياً وثقافياً وفقاً لأفكارها الأحادية المتزمتة.. مع أن الوسطية هي نقطة التوازن في كل شيء فالحفاظ على تراثنا والتعمق في معانية الأصيلة لاينافي الانفتاح على تراث وثقافات الشعوب الأخرى والاستفادة منها واستخدامها في الحياة لكن الأهم أن نحافظ على تراثنا الأصيل بالوسائل الحديثة لما له من قيمة حضارية واقتصادية كبيرة..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63255.htm