علي سيف الرعيني - ربما هناك لا مبالاة بقصد أو بغير قصد لما يحدث في مسار العملية التعليمية برمتها في بلادنا سواء أكان ذاك تجاهلاً من الجانب الرسمي أو الشعبي لكن ذلك لايكون مبرراً للآباء أو الامهات بترك الحبل على الغارب فما هو ملاحظ ان الكثير من الآباء واولياء الامور لم يعد التعليم آخر اهتماماتهم بل تجاوز ذلك الحد واصبح بعض الآباء للأسف الشديد لايعلم متى موعد الاختبارات النهائية وما هي نتائج الابناء وكم المحصلة الدراسية، واقع يشير الى تهاوي العملية التعليمية الى الاسفل، وبما أن الأسرة تعد المدرسة الأولى والأهم في التربية والتنشئة ولها دور مهم جداً ينبغي ألا نغفل عنه ،وكذلك تأتي بعدها المدرسة التعليمية لتقوم بدورها التكميلي وفي هكذا يصبح الارتباط وثيقاً جداً لا يمكن فصله في حين يمكن القول إنها ضرورة ملحة ينبغي الالتفات إليها بشيء من الحرص وهي ايجاد أداة التكامل بين الأسرة والمدرسة لبناء جيل قادر على تحمل المسئولية تجاه مجتمعه ووطنه.
إن إشراك الأسرة في تحمل المسئولية عين الصواب بحيث ينبغي على الأسرة أن تتحمل الجزء أو الشق الثاني إن لم يكن الأول في إصلاح وغرس قيم العملية التربوية والتعليمية ،إذ أن الأسرة تعد المرجع الأول والأخير للطالب بحيث ان الطالب دائماً وأبداً ما يعود إلى أسرته لحل مشاكله وتزويده بكل ما يحتاجه وبالتالي يصبح وجود الأسرة إلى جانب الطالب مسألة ضرورية في غاية الأهمية ومحفزاً قوياً للدفع به إلى نيل التفوق والنجاح، إلى جانب ان الحالة التعليمية التي يعيشها أبناؤنا وبناتنا في مدارسهم لا تسر ولا تبشر بخير.. ووجه المشكلة يكمن في غض الطرف من قبل الأهل وأولياء الأمور وأيضاً الفجوة الواسعة بين الطلاب وأولياء أمورهم فبعضهم يعتقدون ان مسئوليتهم تقتصر على دفع الرسوم المدرسية وتوفير القرطاسية فحسب ليصبح الطالب موكولاً بعد ذلك على المدرسة ولا علاقة له بأي شيء آخر.. وفي النهاية اذا ما فشل الطالب تُوجه أصابع الاتهام إلى المدرسة وحينها لا يسلم مدرسو المواد من اتهامهم بالتقصير والاهمال ،ولو بحثنا بدقة عن أسباب فشل الطالب لوجدنا أن جوهر المشكلة تقع في غياب دور الأسرة وقد ترك الأب الحبل على الغارب ولم يهتم يوماً واحداً في الجلوس مع ابنائه ومعرفة مستواهم وتحصيلهم للعلامات الشهرية والمحصلات النهائية ،وهنا نشير إلى أنه ربما قد يستجيب الآباء لمثل هذا الموضوع وهناك الكثير من أولياء الأمور يستوعبون مثل هذا الأمر وقلة قليلة من يقومون ببعض الزيارات المتكررة وهناك تنسيق بينهم وبين المدرسة.. ولكن السؤال ايضا الذي يبقى معلقا وبحاجة الى اجابة هو : ما جدوى ذلك في ظل بروز العديد من النواقص التي لم تستطع توفيرها المدرسة للطلاب مثل نقص المدرسين والكتاب المدرسي وأشياء ضرورية كان يجب توفيرها قبل أن نتحدث عن التكامل بين الأسرة والمدرسة؟.
كنا نتحدث عن العملية التعليمية وما ذكرناه في السطور السابقة مجرد تشخيص ربما غير دقيق بما يكفي لتقييم الحالة التي تمر بها العملية التعليمية في بلادنا بوجه عام.
لكن ونحن في الوضع الراهن فقد اختلفت وتغيرت معها امور كثيرة كان لها انعكاس سلبي على التعليم مع استمرار العدوان والحرب بلاسقف زمني اضاف مضاعفات كبيرة في تعثر وبروز العديد من المعوقات في مسار التعليم في بلادنا، الامر الذي شكل نكسة في مسار العملية التعليمية وتراجعاً كلياً الى الخلف.
مانتوخاه من المعنيين في بلادنا تسخير كافة الجهود وبذل ما أمكن في سبيل الارتقاء بالتعليم..
فالمجد مرهون بواقع التعليم ومستوى العملية التعليمية..
|