مطهر تقي - في شهر أغسطس الماضي من هذا العام احتفل المؤتمريون وغيرهم بمرور أربعين عاماً على إنشاء المؤتمر الشعبي العام وبدأ تدفق عطائه في مختلف المجالات.. وفي هذا الشهر نوفمبر يحتفل الوسط الإعلامي بصدور أول عدد من صحيفة »الميثاق« لسان حال المؤتمر الشعبي العام قبل أربعين عاماً من اليوم وهي الصحيفة التي تميزت بالرصانة الصحفية المسئولة.. والرقى في أسلوب تناولها للأحداث والقضايا الوطنية عبر عمرها الطويل.
فالتهنئة للمؤتمر الشعبي العام ولهيئات تحرير الميثاق المتعاقبين.. وآخرهم الإدارة الحالية برئاسة الصحفي المتميز الأستاذ يحي نوري وصحبه الذين عاصروا أحداثاً جساماً شهدتها الساحة اليمنية.. أصاب بعضها المؤتمر وقيادته وكان لزاماً على قيادة المؤتمر بقيادة المناضل الأخ صادق بن امين ابو راس وقيادة قناة »اليمن اليوم« الفضائية وكذلك قيادة صحيفة »الميثاق« أن يختاروا بين طريق الهوان والرزق الوفير او طريق الوطن والقبض على الجمر وربط البطون.. ولأن المؤتمر وأدبياته خليقة الوطن ومن المستحيل على قيادته ان تترك الوطن عرضة للعدوان والتجريف بمقدراته التي انجز بناءها خيرة ابناء هذا الوطن من الكفاءات المتميزة عبر عقود طويلة، ففضلت الصمود في وجه العدوان وبذل ما تستطيع فعله للمحافظة على مابقي من كيان الدولة اليمنية.
وصحيفة »الميثاق« التي نحتفل بمرور اربعين عاما على إصدار العدد الاول منها كانت بحق معبرة عن ضمير الشعب اليمني وتطلعاته وكانت ومازالت المرآة العاكسة لمسيرة المؤتمر الشعبي العام السياسية والفكرية والتنموية.. ويعتبر ارشيفها مرجعاً لمتغيرات الوطن عبر الاربعين السنة الماضية ففيه تفاصيل استتباب الأمن في المناطق الوسطى عام 1982م بعد تدمير منازل المواطنين الأبرياء وتلغيم طرقاتهم..
وفيه أنباء المصالحة الوطنية وجمع الشتات السياسي اليمني من خلال اللجنة العليا للحوار التي اقرت قيام المؤتمر الشعبي العام ودليله النظر الميثاق الوطني في أغسطس 1982م..
ويستطيع الباحث من خلال أعداد صحيفة »الميثاق« ان يعرف قصة إعادة بناء سد مأرب وكيف تم تحجيم الهيمنة السعودية عام 1986م بتمكن اليمن من استخراج النفط والغاز من مأرب ليصبح من ذلك العام مصدّراً للبترول ليستغني اليمن عن المساعدات السعودية المشروطة والشحيحة لخزانة الدولة.. ويبني الوطن آلاف المدارس والمعاهد والمستشفيات والمراكز الصحية ومشاريع المياه والسدود التحويلية وشق وتعبيد آلاف الكيلو مترات من الطرق بين المدن اليمنية، والاهتمام بالجانب الديمقراطي وتفعيل مكوناته من مجالس محلية منتخبة وغيرها..
أما ملحمة إعادة الوحدة اليمنية ورفع علمها عام 1990 في عدن الغالية وانتقال التنمية من طرقات ومدارس وغيرها الى المحافظات الجنوبية الشرقية فكل تفاصيل ذلك محفوظ بين صفحات أعداد صحيفة »الميثاق«..
حتى بوادر المناكفات السياسية بين المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني بطلي الوحدة التي ظهرت بعد نتائج انتخابات مجلس النواب لعام 1993م وما نتج عنها من حرب الانتكاسة الوطنية عام 1994م .. كل ذلك محفوظ وبالتفصيل.
ولاتخلو صحيفة »الميثاق« كذلك من أخبار الحروب الست في صعدة وكيف بدأت وما احدثته من خراب وقتل للموطنين الأبرياء.
وكذلك الانتخابات الرئاسية الاستثنائية عام 2006م والظروف السياسة التي تمت خلالها من انشقاق بين حزب الاصلاح وشركائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه وفضل الانضمام الى ما سُمّيت ثورة الربيع العربي التي اجتاحت اكثر من دولة عربية عام 2011م التي اصاب الفساد بعض مفاصل دولها فكان مبرراً للشباب الحالم بمستقبل آمن له فقام باحتجاجاته الشعبية التي كانت فرصة للأحزاب الدينية في تلك الدول ابتداء بتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن ان تقفز على كرسي القيادة لتلك الانتفاضات الشعبية لتبدأ قصة محزنة لشعوب تلك الدول التي مازالت تعيش الحرب والدمار والعنف والخلاف بين فرقاء السياسة حتى التاريخ ولا احد يعرف نهايتها إلا الله سبحانه وتعالى والراسخون في صناعتها ومدها بالمال والسلاح.
والله لطيف بعباده.
|