أحمد الشرعبي - زملائي الأعزاء في صحيفة الميثاق لسان حال المؤتمر الشعبي العام يحتفون بحلول الذكرى الاربعين لصدور عددها الاول 1982م ضمن بواكير المنجزات التي رافقت ميلاد هذا الكيان الوطني الكبير.. ولا أجدني إلا معهم في احتفائهم لأننا اذا لم نُسر بميلاد هذه المدرسة الصحفية العريقة فلن يقابلنا الزمن إلا بتكشيرة مستحقة لقاء الخذلان والجحود .
كانت »الميثاق« لسان حال من لا لسان له .. وفاكهة من ليس في فمه مراضع دعم خارجي ..معبرة عن آمال الشعب وتطلعاته، مكافحة في سبيل قيمه المجيدة ،ثورة ووحدة وحرية وانتماء.. واختارت بكل أريحية موقع المدافع عن مصالح الجماهير في التنمية والمعرفة والتطور .
ولقد اختطت لنفسها نهجاً يتناغم مع نهج الحزب الذي ظل رغم المنعرجات الخطيرة التي مررنا بها فكان كما هو شأنه المضطرد مثالاً للوسطية والاعتدال ونموذجاً لخطاب وثقافة التعايش ونبذ الفجور السياسي الذي شاب اداءات البعض .
لن أتحدث عن تجربتي القصيرة والعابرة في هذه الصحيفة خلفاً للأستاذ عبدالله غانم -كان ذلك في ظروف أزمة واحتراب وتلك ايام مضت ودرسها ما برح راهناً وإنْ بأكثر قسوة واشد ضراوة تلك التجربة وتقويمها والحكم عليها خاصية المهتمين والباحثين- لهذا اشير إلى سياق طويل من المواظبة والانتظام اللذين كان الاعتقاد بأن سرهما يكمن في مقومات حزب حاكم .. والواقع كما اتضح فيما بعد ان هذا الانتظام وتلك المواظبة مردهما الإيمان الراسخ بوجود رسالة عظيمة ..ذهبت السلطة من المؤتمر وبقي الإيمان بهذه الرسالة وقوداً يغذي آصرة القضايا العادلة وحملة مشاعلها .
الثابت ان لهذه السيرة العطرة رجالاً رصّعت أسماؤهم بالجوهر النادر وفي صدارتهم رئيس المؤتمر الصديق والاخ العزيز الأستاذ صادق بن امين ابوراس وكوكبة من رفاقه الذين ثبتوا امام الأعاصير ويقفون اليوم في مواجهة ما عجز عنه الصغار الأصفار..
بقي لي وانا أختتم اطلالتي ذكرى اُهديها لذوي حاجة.. كان ثمة مربعان يتصدران الصفحة الأولى.. على اليمين أهداف الثورة وعلى اليسار صورة المؤسس رئيس المؤتمر رئيس الدولة مع مقتطفات مختارة من كلامه ..وصدر عدد الصحيفة دون الحيّز الثاني إذ استبدلته بنص من الميثاق الوطني.. آثار الأمر غباراً كثيفاً وذهب متطوعون كثر للتحذير من هذا الخرق الذي لا يرتقه راقع .. قالوا وأوَّلوا ..من يكون هذا اليساري المدسوس ..الخ، وجاء رد المؤسس ..لا سلطة لكم عليه ..
بمثل هذه الروح حكم المؤتمر ..وبمثل هذه الرحابة مضت قافلة الميثاق .
تحية لهذا الحزب الكبير قيادة وقواعد وأنصاراً ومتعاطفين.
وتحية لـ»الميثاق« الصحيفة والزميل المرح الضحوك يحيى نوري وهيئة تحرير وقُراء الصحيفة.
وتحية وتعظيم سلام لكل مواطن ومواطنة من ابناء الوطن القابضين على جمر المبادئ الساهرين على حراسة وميض الأمل بغدٍ أفضل ويمن مأهول بالأماني المطيبات العذاب.. وإلى مزيد من الإبداع والتجدد ..التضحية والعناد..
|