الميثاق نت -

الإثنين, 21-نوفمبر-2022
أحمد‮ ‬الزبيري‬‬ -
مغامرة‮ ‬أمريكا‮ ‬وحلفائها‮ ‬وأتباعها‮ ‬وأدواتها‮ ‬كادت‮ ‬أن‮ ‬تلقي‮ ‬بالعالم‮ ‬إلى‮ ‬هاوية‮ ‬حرب‮ ‬عالمية‮ ‬ثالثة‮ ‬لا‮ ‬أحد‮ ‬يعرف‮ ‬مداها‮ ‬وربما‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى‮ ‬نهاية‮ ‬البشرية‮ ‬وكوكب‮ ‬الأرض‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الصاروخ الذي سقط في إحدى القرى البولندية الحدودية مع أوكرانيا لم تنتظر دول حلف الناتو القريبة والمحادة لروسيا، التحقيق حول حقيقة إطلاق الصاروخ ومصدر إطلاقه ومن هو الطرف سارعت إلى اتهام روسيا بل وذهبت جمهوريات البلطيق إلى دق طبول الحرب المباشرة بين الناتو وروسيا على اعتبار أن هذا يعد اعتداء على دولة عضوة في هذا الحلف، ودعت بولندا إلى اجتماع تشاور بين سفراء الدول الناتوية تمهيداً لتفعيل المادة الرابعة من ميثاق الحلف التي ستؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة.
اللافت أن مصدر الخبر الأول المخابرات الأمريكية والاتهام لروسيا كان منها في البداية، بولندا قالت إنها ستحقق، أما الممثل الكوميدي الذي هو اليوم رئيساً لأوكرانيا فقد دعا إلى مواجهة فورية، معلناً أن هذا استهداف روسي لحلف الناتو وهو عمل استفزازي وتحدٍّ، محذراَ أن‮ ‬أوروبا‮ ‬وبولندا‮ ‬ودول‮ ‬البلطيق‮ ‬في‮ ‬المقدمة‮ ‬مستهدفة‮ ‬إن‮ ‬لم‮ ‬تتم‮ ‬مواجهة‮ ‬روسيا‮ ‬ولا‮ ‬يهم‮ ‬هذا‮ ‬الدمية‮ ‬إن‮ ‬كان‮ ‬ذلك‮ ‬سيكون‮ ‬نهاية‮ ‬العالم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
النفي القاطع والفوري لروسيا لعلاقاتها بهذا الصاروخ أو كما قي في البداية صاروخين، ومعرفة الخبراء العسكريين الروس من خلال الصور التي بُثت بنوعية هذا الصاروخ الذي لم يعد مستخدماً في القوات الروسية مصدره أوكرانيا، وهذا ما جعل أمريكا تغير لهجتها وتصدر بيانات رسمية أنها تدرس مصدر هذا الصاروخ، ويبدو أنها كانت تدرك حقيقة هذا الصاروخ ومن أين أتى وإن نجحت الكذبة فتعني مزيداً من الضغط على روسيا وإجبارها على التفاوض السياسي وتقديم تنازلات لم تحقق بالمواجهة الأطلسية الروسية الأوكرانية.
ما ذهبنا إليه يمكن استشفافه من إصرار أمريكا على تحميل روسيا المسؤولية، وهذا يقودنا إلى السؤال: ماذا عن الموقف الأوروبي؟.. ألمانيا سارعت إلى إرسال طائرات لمساعدة بولندا لمراقبة وحماية أجوائها، والرئيس الفرنسي ماكرون من قمة العشرين في إندونيسيا يدعو إلى اجتماع سريع لدول الناتو لتدارس الموقف، وهذه قرينة أخرى تعزز صحة أن أوكرانيا هي من أطلقت الصاروخ وبشكل مقصود وليس سقوطه خطأ وهو يحاول مواجهة الصواريخ الروسية.. وإقرار أمريكا بأن الصاروخ انطلق من أوكرانيا لا ينفي العلاقة المباشرة إذا ما نظرنا إلى إصرارها على تحميل‮ ‬المسؤولية‮ ‬لروسيا‮ ‬باعتبار‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬أطلقت‮ ‬الصواريخ‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
نزغة الهيمنة والحفاظ على النظام الدولي القائم بأحاديته القطبية دفعت أمريكا إلى شن حروب مباشرة وبالوكالة من تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ولو لم تكن روسيا دولة نووية كبرى لربما مررت أمريكا أدواتها وأتباعها كذبتهم كما حصل في العراق في كذبة وزير دفاعها حول‮ ‬أسلحة‮ ‬الدمار‮ ‬الشامل،‮ ‬فالحد‮ ‬الفاصل‮ ‬هو‮ ‬الخشية‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬تتحول‮ ‬المواجهة‮ ‬مع‮ ‬روسيا‮ ‬إلى‮ ‬حرب‮ ‬نووية‮ ‬وهذا‮ ‬انتحار‮ ‬للجميع‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هناك تصورات وتحليلات تعطي تفسيرات متعددة ومختلفة للواقعة وتلتقي معظمها عند أن الهدف الضغط على أوكرانيا لمفاوضات مع روسيا وهذا كله احتماليته ضئيلة إذا ما نظرنا لإصرار أمريكا على هزيمة روسيا وتفكيكها والذي تعد له منذ سنوات، عموماً جنون عظمة أمريكا المتراجع يمكن‮ ‬أن‮ ‬يأخذ‮ ‬العالم‮ ‬إلى‮ ‬الدمار‮ ‬الشامل‮ ‬لا‮ ‬سيما‮ ‬وأن‮ ‬قيادة‮ ‬العالم‮ ‬لأمريكا‮ ‬جعلتها‮ ‬تستخدم‮ ‬سلاحها‮ ‬الذري‮ ‬على‮ ‬اليابان‮ ‬والحرب‮ ‬العالمية‮ ‬الثانية‮ ‬توشك‮ ‬على‮ ‬الانتهاء‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
بالنسبة لنا في اليمن والوطن العربي والعالم الإسلامي عانينا ومازلنا نعاني من مؤامرات ومخططات ومشاريع أمريكية كثيرة ودفعنا شلالات من الدماء.. وهزيمة أمريكا أو تراجعها بدون حرب نووية فيه مصلحة ليس فقط للشعوب التي عانت من حروب أمريكا- ونحن منهم- بل والإنسانية كلها،‮ ‬فغياب‮ ‬أمريكا‮ ‬سيعني‮ ‬أن‮ ‬تفكيك‮ ‬الأسلحة‮ ‬النووية‮ ‬وقيام‮ ‬نظام‮ ‬دولي‮ ‬أكثر‮ ‬عدالة‮ ‬وتنمية‮ ‬وتقدماً،‮ ‬لمصلحة‮ ‬البشرية‮ ‬وكل‮ ‬الكائنات‮ ‬على‮ ‬كوكب‮ ‬الأرض‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63298.htm