غازي أحمد علي- الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام - يحتفل شعبنا اليمني بعد غدٍ الأربعاء بالذكرى الخامسة والخمسين ليوم الاستقلال الوطني الناجز الثلاثين من نوفمبر 1967م، والذي جاء تتويجاً لنضال تحرري طويل ضد الامبراطورية الاستعمارية التي كانت تفاخر بأن الشمس لا تغيب عنها.
في هذا اليوم وبعد 129 عاماً نُكس علم بريطانيا العظمى وأُسقط من ساريته مع رحيل آخر جندي بريطاني من الأراضي اليمنية، وما كان لهذا أن يكون لولا كفاح ونضال شعبنا منذ أن وطأت أقدام الكابتن هانس أرض اليمن وحتى توحد شعبنا من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه لتحرير أرضه من الاحتلال البريطاني.
والثلاثون من نوفمبر مناسبة وطنية خالدة في ذاكرة كل الأحرار من أبناء اليمن الذين ستظل هذه المناسبة بالنسبة لهم منارة تضيئ الطريق لمواجهة ما يتعرض له وطننا من هجمة خارجية تعيد لهذه الذاكرة تضحيات الشهداء في مختلف المراحل وبمختلف اتجاهاتهم الوطنية والقومية ليكونوا مصدر إلهام لمواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها سيادة اليمن ووحدته واستقلاله.
الاستعمار يعود بأشكال ووسائل وأساليب وواجهات جديدة لكن الأهداف القديمة له متجددة وبأدوات محلية وواجهات إقليمية لم تعد خافية في غايتها على شعبنا خاصةً في المحافظات المحتلة التي آن الأوان لتخوض معركةً تحررية جديدة مع كافة الشعب اليمني لطرد الغزاة والمحتلين والانتصار لوحدة اليمن واستقلاله والتي ينبغي أن تكون القضية التي لا تعلو عليها أي قضية، بعد أن تكشفت كل المؤامرات والمخططات أمام أعين كافة أبناء الشعب الحضاري العريق والعظيم.
وفي هذا السياق، لا نحتاج إلى التذكير بحقيقة أن وحدة الشعب اليمني هي التي فجرت الثورة اليمنية »26 سبتمبر و14 أكتوبر« وهي التي اقتلعت كل الطغاة والمتجبرين وجعلت العجوز الشمطاء بريطانيا تحمل عصاها وترحل عن أرض اليمن، لتكون أرضه مقبرةً للغزاة عبر التاريخ وستكون كذلك في الحاضر والمستقبل، وأي رهانات خارج هذا المعنى خاسرة وساقطة وهذا ما ينبغي أن يفهمه من يحاولون اليوم إعادة الزمن إلى الوراء وهذا ما ينبغي استيعابه من تحالف العدوان ويستفيد من دروس التاريخ وليدركوا أن كبرهم وغطرستهم ستجعلهم يندمون، وما صمود الشعب اليمني وانتصاراته في مواجهة تحالف إقليمي ودولي إلا تأكيد جديد لهذه الحقيقة.. ونقول لأولئك الذين خانوا شعبهم وتنكروا للدماء الزكية التي روت شجرة التحرر الوطني والحرية والوحدة أن يستعيدوا وعيهم قبل فوات الأوان.
اليوم وبعد ثمان سنوات من حرب عدوانية همجية تكشفت فيها كافة الحقائق واتضحت المشاريع ينبغي على من تورط بالوقوف مع العدوان من أبناء اليمن أن يعودوا إلى جادة الصواب ويدركوا أن كل الطموحات غير المشروعة الشخصية والحزبية والفئوية زائلة وأن الباقي هو الوطن والشعب وأن تجارب 129 عاماً في ظل الاستعمار البريطاني لم تنتج إلا تشتتاً وتمزقاً واحتلالاً وتناحراً ونهباً للثروات والسيطرة على موقع اليمن الاستراتيجي وأن الغزاة الجدد لم يحتاجوا كل هذه الفترة ليضعونا أمام هذه الصورة فكانت الثمان كافية ليعود يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م النبراس ويعود يوم الثاني والعشرين من مايو المنار الذي يرشدنا إلى يمن موحد وحر ومستقل مستوعباً دروس أخطاء الماضي ليبني مجداً جديداً لكل أبنائه بعيداً عن الغزو والاحتلال والوصاية والتبعية للقوى الخارجية التي لم تكن إلا مصدر شر لهذا الشعب العظيم الذي انتصر بالماضي وينتصر اليوم وسينتصر على كل غازٍ ومحتل، ومن هم خارج هذا المسار سيجدون أنفسهم في مزبلة التاريخ تطاردهم اللعنات.
|