الميثاق نت -

الجمعة, 02-ديسمبر-2022
‮ ‬عبدالجليل‮ ‬أحمد‮ ‬ناجي‬‬‬ -
ثقافة‮ ‬الطفل‮:‬‬‬
الطفل يجب أن يعيش حياته الطبيعية التي تتناسب مع عالمه ومداركه العقلية الصغيرة والبريئة التي تميل إلى اللعب والمرح بعيداً عن التعقيدات الحياتية التي يعيشها الكبار ، سيما وهنالك توافق تام بين الرؤية الإسلامية والمناهج التربوية الحديثة حول حقوق الطفل فالشرع الإسلامي يقر برفع التكيف عن الطفل دون سن الحلم، عدا ما يتعلق بتحبيب الطفل في أداء بعض العبادات كنوع من التدريب ، كأداء الصلاة - على سهولة ادائها - عندما يبلغ سن سبع سنوات ، ويلزم بها لعشر سنوات، والصوم متى ما قدر عليه صام، فيما بقية العبادات والمعاملات والأهلية والجنح لا يكون له صفة الالزام والإلتزام الشرعي والقانوني بها حتى يبلغ سن الحلم( البلوغ )، وعلى صعيد التعليم والتثقيف فقد يبدأ تعليم وتثقيف الطفل منذ سن مبكرة ، وهنالك فروق في حدة الذكاء أو ما يسمى عند علماء التربية الفروق الفردية ، فقد تجد مثلاً طفلاً يحفظ القرآن الكريم او اجزاء منه، ويحفظ بعض الأحاديث الشريفة وغيرها من المعارف وهو في سن العاشرة أو دون ذلك، وهذه حالات نادرة ، ولكن كحالة عامة الطفل في مراحل التعليم الابتدائية يلقن معارف تربوية ودينية وعلمية وثقافية مبسطة ، تناسب حواسه السمعية والبصرية ومداركه العقلية الصغيرة التي هي أقرب إلى عالم الرسوم الكرتونية الثابتة أو المتحركة ، والحوارات والحكايات البسيطة والشيقة، ولذلك تعد العناية بثقافة الطفل حجر الأساس لبناء المستقبل ، فيجب أن يقرأ من المعارف ويرى من المشاهد الدرامية ، ويسمع من الحكايات والحوارات ما ينمي في داخله التعاليم والآداب الإسلامية ، والقيم والعادات الحميدة ، والمعلومات الثقافية البسيطة والنافعة ، ويعتبر ذلك حقاً من حقوقه التي تضمنتها الأديان السماوية، ومنها ديننا الإسلامي الحنيف ، والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، والقواعد التربوية التي تقر أن الطفل يجب أن يتمتع بحياته المستقلة وكيانه الذاتي وان يحصل على حقوقه كاملة وليس عليه أي واجبات خارج إطار حياته كطفل حتى يبلغ سن الحلم، ومعروف أن الطفل اليمني قديماً حُرم من أهم حقوقه كطفل ، وكان أكثر حرماناً في المناطق الريفية ومناطق البدو الرحل، فلما قامت الثورة اليمنية المباركة فتحت آفاقاً واسعة لتعليم وثقافة وصحة الطفل، وكان من ضمن المحاور الرئيسية لبرامج المؤتمر الشعبي العام الاهتمام والعناية بحقوق الأسرة والطفل ، وفيما كانت بعض الجماعات والقوى الموجودة في الساحة تنظر إلى الطفل من زاوية ضيقة وأحادية الجانب ، وهي أن الطفل عباره عن مدد مستقبلي لرفد مشاريعها الأيديولوجية الحزبية والتنظيمية والسياسية لاغير،كانت لدى المؤتمر الشعبي العام نظرة مختلفة وثاقبة حول بناء جيل المستقبل تستند على أسس دينية، وتربوية وثقافية ووطنية حديثة تعبر عن أهداف وتطلعات شعبنا اليمني في بناء مستقبل مشرق عامر بالتقدم والازدهار، والمحبة والتعايش ، والتسامح ، والسلام في مختلف مناحي الحياة ، وتأسيس أرضية مشتركة، وثقافة وحدوية مشتركة ، وعيش مشترك، لكل أبناء اليمن ، ولذلك فقد حرص المؤتمر على أن يحظى الناشئة بتربية دينية وثقافية تقوم على منهج الوسطية والاعتدال، وتعتبر مادة القراءة العربية المقررة في كل الصفوف مادة ثقافية شيقة ومتنوعة وغنية بالمعارف والآداب والمعلومات الثقافية والعلمية ، والقصصية، والقصائد الشعرية والأناشيد الدينية والوطنية وهذه المادة هي التي تؤسس لبناء جيل متعلم مثقف محب للقراءة والاطلاع، كما خُصصت مساحات واسعة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية للأطفال ومازال لتلك البرامج أثر في نفوسنا حتى الآن مثل البرنامج الاذاعي بابا عبدالرحمن مطهر ، والبرامج التلفزيونية مثل مجلة الأطفال ، والمسلسل العربي افتح ياسمسم، والمسلسلات الكرتونية الشيقة والهادفة وعدد كبير من البرامج الشيقة، كما أفردت المكتبة اليمنية حيزاً كبيراً لقصص وكتب ومجلات الاطفال المحلية والعربية مثل مجلة ماجد، وعلاء الدين، والعربي الصغير وفيما بعد تم إصدار مجلة المثقف الصغير من قبل مؤسسة الجمهورية للصحافة‮ ‬وتعد‮ ‬من‮ ‬أفضل‮ ‬مجلات‮ ‬الاطفال‮ ...‬‬‬‬‬‬‬
كما أن الأنشطة المدرسية المكثفة التي تقام على مدار العام الدراسي مثل الإذاعة المدرسية ، والمسابقات ، والمجلات الحائطية ، والنشرات الصحفية المدرسية ، واللوحات الجدارية، وهي في الغالب ذات محتوى تعليمي وثقافي ورياضي ومعلوماتي يهدف إلى تنمية القدرات وإبراز وصقل‮ ‬وتشجيع‮ ‬المواهب‮.. ‬وتغرس‮ ‬في‮ ‬نفوسهم‮ ‬روح‮ ‬الثقة‮ ‬والتميز‮ ‬والاعتزاز‮ ‬بقدراتهم‮ ‬ومواهبهم‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:28 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63349.htm