الميثاق نت -

الجمعة, 02-ديسمبر-2022
هايل‮ ‬المذابي‬ -
كانت اللحى في أزمنة غابرة مبعثاً للطمأنينة لكنها اليوم أصبحت مصنعاً للقلق ومدعاة للنفور ولم يقتصر السوء الذي تبعثه فقط على صاحبها وإنما على مايعتنقه من معتقد فتم تشويه صورة الإسلام عموماً وما يجب فهمه أن الإسلام ليس لحية ، الإسلام معاملة وأخلاق، وبالمثل البزة العسكرية فبدلاً من أن تكون مدعاة للأمان وباعثه للارتياح أصبحت نذير شؤم في نظر المواطن وكل ذلك لم يكن ليحدث لولا استخدامها استخداماً غير مشروع مثلما استخدمت اللحية لأغراض غير سلمية وغير مشروعة فصار وجودها أخطر من وجود القنبلة النووية التي تهدد الجنس‮ ‬البشري‮ ‬بالإنقراض‮ ...‬‬‬‬
إن الوطنية ليست في بزة نلبسها أو شعاراً نتزين أو نتجمل به، والدين بالمثل ليس لحية نربيها كل ذلك يجب أن يكون تعامله راقياً والأخلاق الراقية هي ما تؤكد للآخرين جمال ورقي ما نعتنقه من فكر ومعتقد ..
البزة العسكرية شكَّل هوس ارتدائها إجهاضاً للعملية التربوية وشللاً في المفاصل التعليمية فبدلاً من التسلح بالعلم والمعرفة صار التسلح بها وبدلاً من التسلح بحب الآخرين والتأسيس لثقافة المحبة والتسامح تم التأسيس لثقافة القوة والعنف ولا تختلف اللحية كثيراً عن هذا،‮ ‬حين‮ ‬نتحدث‮ ‬عنها‮ ‬كرمز،‮ ‬فسعى‮ ‬أصحابها‮ ‬جاهدين‮ ‬للتميز‮ ‬ليس‮ ‬بها‮ ‬فقط‮ ‬وإنما‮ ‬بما‮ ‬يفعلونه‮ ‬من‮ ‬خراب‮ ‬ودمار‮ ‬وكان‮ ‬الأجدى‮ ‬بهم‮ ‬أن‮ ‬يكونوا‮ ‬سفراء‮ ‬أخلاق‮ ‬ومحبة‮ ‬لا‮ ‬سفراء‮ ‬للقنبلة‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
قيمة هذين الشيئين في هذا الوطن إن كان لهما قيمة فهي قيمة سيئة جداً، إنها تعمل جاهدة بأفعال أصحابها على صناعة الفوبيا لدى الآخر والفادح أنه ليس في حساباتها أي رؤية عن وضع البلاد ومايحتاج من دعم فأضحى ضحية لأفعالهم وتوقف بالتالي الدعم الخارجي له وسببوا حالة استنفار‮ ‬شديدة‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬برمته‮ ‬وليس‮ ‬عربيا‮ ‬فقط‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إن أهم مشكلة قد يعاني منها من يتحدث باسم الدين أو باسم الوطنية هي أنه يختزل مايمثله في شكله ويعتبره حكراً عليه ويلغي الآخرين من حساباته ويرى أنه على الصواب فقط ويثق مطلقاً في حجته وكل دعوة للحوار معه لاتغير شيئاً من قناعاته تلك في حال قبل الحوار مع الآخر أي لاجدوى من الحوار معه في الحقيقة سواء قبل به أم لم يقبل والأكثر من ذلك أنه لايرى أحداً غيره قادراً على إحداث تغيير في المجتمع أو حتى في العالم إلا عن طريقه وعلى طريقته وهذه الأخيرة ومع الأسف ترى أن المخالف يستحق الموت ولاتتقن شيئاً غير العنف ...
إن‮ ‬أهم‮ ‬ما‮ ‬أريد‮ ‬أن‮ ‬أوصله‮ ‬وأختم‮ ‬به‮ ‬حديثي‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬محمد‮ ‬بن‮ ‬عبدالله‮ ‬جاء‮ ‬داعية‮ ‬للمحبة‮ ‬وسفيراً‮ ‬لمكارم‮ ‬الأخلاق‮ ‬وفتوحات‮ ‬من‮ ‬اهتدوا‮ ‬بهديه‮ ‬كانت‮ ‬بسماحة‮ ‬الإسلام،‮ ‬لا‮ ‬بإرهاب‮ ‬اللحى‮ ‬أو‮ ‬جبروت‮ ‬البيادة‮ ..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63352.htm